تحولت معسكرات الأمن المركزى على يد الإخوان إلى أماكن احتجاز وتعذيب، بفضل الرئيس المؤمن وجماعته، تحولت أماكن تدريب وتأهيل الجنود للدفاع عن أمن الوطن إلى معتقلات يمارس فيها أبشع أنواع الضرب والسحل والتعذيب وإزهاق الروح، أصبحت معسكرات الأمن المركزى مقبرة شباب مصر فى زمن الإخوان. ذاعت شهرة معسكر الأمن المركزى فى «الجبل الأخضر» فى الآونة الأخيرة على أنه مكان اعتقال المتظاهرين ومعارضى حكم الإخوان من النشطاء السياسين وغيرهم خاصة فى واقعة تعذيب واستشهاد الناشط السياسى «محمد الجندى»، الذى ظل يعذب فى هذا المعسكر لمدة ثلاثة أيام فارق بعدها الحياة رغم إنكار الأمن حتى الآن لهذه الواقعة.
منذ هذه الواقعة ومع كل اختفاء جديد للمتظاهرين المقبوض عليهم تتجه الأنظار إلى معسكر الجبل الأخضر والأمن دائما ينكر تواجد المعتقلين فيه، ولكن هذه الأيام تحديدا وعقب واقعة الجندى فإن الأمن كان صادقا لأنه قام بتغيير المكان ليس إلا.
ففى منطقة نادى المقاولون العرب يقع معسكر آخر للأمن المركزى يسمى معسكر «الجبل الأصفر»، حيث قامت الشرطة على مدى يومين بالقبض على المتظاهرين الغاضبين أمام مقر الإخوان المسلمين بالمقطم وتم الفبض على 31 متظاهراً على مدى يومين.
انطلق الأهالى يبحثون عن ابنائهم ومعهم المحامون وبعض النشطاء وطبعا اتجهت الأنظار إلى معسكر الأمن المركزى بالجبل الأخضر، ونفى مسئولو المعسكر وجود أى شخص عندهم وكان معهم حق، وقد علمنا من مسئول أمنى أن المتظاهرين عقب القبض عليهم مباشرة يتم ترحيلهم إلى معسكر الأمن المركزى «بالجبل الأصفر» وهو معسكر أصغر من معسكر الجبل الأخضر ويقع فى نفس المنطقة تقريبا ولكنه يبعد قليلا عن الجبل الأخضر ويستوعب عدد جنود أقل منه، وهو غير معروف للمواطنين عكس الجبل الأخضر الأكثر شهرة.
ولذلك فإن المتظاهرين الذين تم القبض عليهم فى مكتب الإرشاد تم ترحيلهم إلى هذا المعسكر البعيد عن الأنظار، وقد علمنا أيضا أن بعض النشطاء الذين كانوا فى معسكر الجبل الأخضر بعد واقعة الجندى تم نقلهم إلى الجبل الأصفر مباشرة، وتم الاعتداء بالفعل على متظاهرى مكتب الإرشاد فى هذا المعسكر الذى أصبح معتقلا جديدا يمارس فيه أبشع طرق الضرب والإهانة للمتظاهرين قبل عرضهم على النيابة ونقلهم لأماكن الاحتجاز فى الأقسام والسجون.
أصبح معتقل معسكر الجبل الأصفر المحطة الأولى التى لابد أن يذهب إليها المقبوض عليهم من قبل قوات الشرطة، مستغلين أنه غير معروف وأوضح المصدر أن هذا المعسكر يوجد به معتقلون من اشتباكات سابقة مختفون بالنسبة لذويهم حتى الآن ولايعرفون مكانهم، ويقول المصدر الأمنى أنه يتم احتجاز المقبوض عليهم فى معسكرات الأمن المركزى لأن أقسام الشرطة تقتحم بسهولة منذ قيام ثورة يناير وبالتالى فهى أماكن لم تعد مناسبة لتعذيب النشطاء والمتظاهرين المقبوض عليهم كما يمكن تهريبهم منها عند اقتحامها، ولأن أماكن الاحتجاز فيها لاتستوعب العدد الذى يتم القبض عليه فى الاشتباكات والمظاهرات ومن هنا جاءت فكرة معسكرات الأمن المركزى التى لم تكن شائعة قبل الثورة.
فقد كان نادرا أن يتم اصطحاب أحد إلى معسكرات الأمن المركزى قبل ذلك وهو الأمر الذى أصبح شائعا الآن ومنذ تولى الإخوان الحكم أصبحت هذه المعسكرات لها استخدام آخر غير تدريب الجنود وهى معتقلات لاحتجاز وتعذيب المعارضين.
وعن معتقلى مكتب الإرشاد والذين تخفيهم الداخلية حتى الآن ولا أحد يعرف مكانهم ومنهم الطالب «شارل مدحت حشمت» الذى كان خارجا من مجموعة تقوية ولم يشارك فى أى مظاهرات، وأربعة عشر آخرين كان من ضمنهم شقيق الشهيد «مينا دانيال» والذى أطلق سراحه فى نفس الليلة تم القبض عليهم فى اليوم التالى لمظاهرات المقطم، وقد تم القبض بصورة عشوائية فقد علمنا من ضباط شرطة أنه جاءت إليهم أوامر بنصب أكمنة فى مطلع المقطم وكل الشوارع المؤدية لشارع «9» الذى يقع فيه مقر الإخوان والقبض على أى شاب فى هذه الليلة، ولذلك جرت عمليات قبض عشوائى على الشباب والذين احتجزوا أولا فى سيارة أمن مركزى ثم تم اصطحابهم لمعسكر الأمن المركزى «بالجبل الأصفر» وتم عرضهم على النيابة فى صباح اليوم التالى التى أمرت بحبسهم أربعة أيام على ذمة التحقيق، مع المقبوض عليهم فى اليوم السابق ليصبح مجموعهم 31 شخصاً بينهم 6 أطفال.
لم تجب الداخلية عن مكان احتجازهم وقد علمنا من المحامين الذين شاهدوهم ومن مصادر أمنية أن بعضهم مصابون بطلقات خرطوش والبعض الآخر يعانى من كسور فى جسده، وكلهم تعرضوا لضرب مبرح من قبل قوات الأمن داخل معسكر الجبل الأصفر عقب القبض عليهم مباشرة، ولذلك تخفى الشرطة مكانهم حتى لايشاهدهم أهلهم أو أى شخص ويعرف ماتعرضوا له من ضرب وتعذيب، فقد توالت الأخبار عن وجودهم فى قسم المقطم ثم مديرية أمن حلوان ثم قسم الخليفة ثم قسم ترحيلات الخليفة ثم سجن الاستئناف وكل هذه الأماكن أنكرت تواجدهم بما فيها معسكر الجبل الأخضر، ولكن لدينا معلومات مؤكدة عن أن المتظاهرين محتجزين فى معسكر «الجبل الأصفر».
أخبار على الهامش :
■ قام الرئيس «محمد مرسى» بمضاعفة رواتب ضباط وجنود الأمن المركزى الأسبوع الماضى عقب لقائه معهم، وبرر هذه الزيادة بأنها «بدل خطر» على أساس أنهم أكثر جهات الداخلية تعرضا للاشتباكات والمخاطر وهو الأمر الذى أثار غضب الضباط فى جهات الشرطة الأخرى والذين طالبوا عبر قياداتهم بمساواتهم بضباط الأمن المركزى ومضاعفة رواتبهم أيضا خاصة وحدات المباحث الذين يروا أنهم أيضا يبذلون جهدا كبيرا يستحقون عليه زيادة رواتبهم.
■ علمنا من مصادر أمنية أن ميليشيات الإخوان المسلمين تمارس تدريباتها فى مراكز الشباب التابعة لوزارة الشباب على مستوى الجمهورية بعد أن كانت تتدرب قبل الثورة فى صحراء الفيوم وبنى سويف، ولكن منذ أن تولى مرسى الرئاسة تم فتح مراكز الشباب للإخوان المسلمين ليمارسوا تدريباتهم المسلحة على حمل السلاح واستخدامه وتدريبات رياضية وتدريبات على المواجهات والاشتباكات وعلى الضرب بدون ترك أثار جسدية وعلى كيفية القيام بدور الشرطة من خلال اللجان الشعبية.