شريف: تلقيت أوامر بالتوجه لمعسكر الجبل الأحمر لتأديب بلطجية «صباحى» ورأيت 50 شخصا يعذبون، منهم الشهيد «الجندى» زارع: المنظمة العربية للإصلاح الجنائى رصدت حالات للتعذيب فى معسكرات الشرطة محمود حسن: شباب الجماعة قبضوا علينا وحققوا معنا داخل سيارات الأمن المركزى إخوانى منشق يؤكد اشتراكه مع زملائه فى تعذيب المتظاهرين ب«معسكر الجبل الأحمر» مفاجأة غير سارة لجماعة «الإخوان المسلمون»، حيث توالت اعترافات عدد من شبابها المنشقين لتؤكد الاتهامات الموجهة لعناصر الجماعة بتعذيب وسحل المتظاهرين، لكن المثير فى اعترافات عدد من شباب الجماعة المشقين، هو ما ورد فى اعترافات بعضهم بأنهم كانوا شهود عيان على تعذيب المتظاهرين أمام الاتحادية على يد عناصر الإخوان داخل سيارات الأمن المركزى، وكشف بعضهم عن أن زملائهم كانوا يدونون أسماء المتظاهرين المقبوض عليهم فى سجلات خاصة كانت بحوزتهم، كما أنهم أجبروا المتظاهرين الذين سقطوا فى أيديهم بالضغط والإكره على اعترافات غير حقيقية بمشاركتهم فى حرق مقار جماعة «الإخوان».. كما تبين أن أحد شباب الجماعة الذين اعترفوا أمام النيابة بممارسات زملائهم بحق المتظاهرين، طالب النيابة بحمايته من جماعة الإخوان خوفا من انتقام عناصرها منه عقب شهادته، فيما كشف محمد زارع محامى الشهيد محمد الجندى، عن أن الشاب «شريف. ع» الذى أدلى باعترافات تفصيلية أمام النيابة عن حقيقة وتفاصيل مشاركة شباب الإخوان فى تعذيب المتظاهرين، طلب من النيابة حمايته من عناصر الجماعة، لأن شهادته الرسمية قد تعرض حياته لخطورة شديدة، وكشف زارع عن أن الإخوانى المنشق «شريف . ع» مختفى حاليا فى مكان لا يعلمه أحد، بعد أن غادر منزله، بهدف توفير الحماية له وتأمينه إلى حين استكمال القضية، والاستماع للشهود الذين ذكر أسماءهم فى التحقيقات، ممن ينتمون إلى جماعة الإخوان. حيث أكد «شريف» أمام النيابة أنه تلقى أوامر من جماعة الإخوان فى يوم 28 يناير الماضى، الساعة الخامسة عصرا، حيث طلبوا منه مقابلة 4 أعضاء من المنتمين للجماعة فى ميدان التحرير، والتوجه بصحبتهم إلى معسكر الجبل الأحمر، وفى الطريق أخبروه بوجود بلطجية مأجورين من قبل المرشح الرئاسى السابق حمدين صباحى والدكتور محمد البرادعى يحصلون منهما على أموال مقابل التحريض ضد الرئيس بهدف إسقاطه وتخريب المنشآت، وأنه عندما وصلوا إلى معسكر الجبل الأحمر، شاهد هناك نحو 50 شخصا يتعرضون للتعذيب، مؤكدا أنه شاهد الشهيد محمد الجندى بينهم، لكنه رفض مشاركتهم فى تعذيب المتظاهرين وغادر عائدا. ويضيف محمد زارع، أن المنشق أكد أن عناصر الإخوان قاموا بمشاركة الأمن المركزى فى تعذيب وسحل وضرب المقبوض عليهم بمعسكر الجبل الأحمر، كما قاموا بنزع اعترافات منهم وتصويرهم، موضحا أن «شريف» أكد له أن الأمر لم يعجبه فانصرف دون مشاركتهم فى تلك الوقائع. وفيما النيابة قد طلبت استدعاء الشهود ومن وردت أسماؤهم فى التحقيقات، وتحريات المباحث عن الوقائع، وكانت أبرز المفاجآت هى ما قاله محمد زارع مدير المنظمة العربية للإصلاح الجنائى ومحامى الشهيد محمد الجندى ل«الصباح»، حيث كشف عن أن نيابة قصر النيل، برئاسة المستشار أحمد صفوت، قد استمعت فى حضوره، إلى أقوال الشاب «شريف. ع» البالغ من العمر 30 سنة، والمنتمى إلى جماعة «الإخوان المسلمون»، حيث قال شريف فى شهادته إنه كان ينتمى لجماعة الإخوان، وشارك فى الدعاية الانتخابية لمرشحى الجماعة فى انتخابات مجلس الشعب السابقة، كما شارك فى الدعاية الانتخابية للرئيس محمد مرسى فى انتخابات الرئاسة، حيث كان ينزل مع أصدقائه الإخوان إلى القرى ليتحدثوا مع الأهالى بهدف إقناعهم، للتصويت لمحمد مرسى، كما أن الإخوان شكلوا حملة مساعدة كانت تقوم بمشاركة عناصر الإخوان بالقبض على المتظاهرين وتعذيبهم، وتصويرهم ونزع اعترافات غير حقيقية منهم تحت الضغط. ويؤكد زارع، أن شريف قال إنه تلقى أوامر من 4 أعضاء من الإخوان يوم 28 يناير فى الساعة الخامسة عصرا، طلبوا منه مقابلتهم فى ميدان التحرير، والتوجه معهم إلى معسكر الجبل الأحمر، وأخبروه بوجود بلطجية مأجورين من قبل حمدين صباحى ومحمد البرادعى يحصلون منهما على أموال مقابل التخريب فى البلاد والتحريض ضد الرئيس، ثم ركب معهم سيارة وتوجهوا إلى معسكر الجبل الأحمر وهناك شاهد الإخوانى المنشق، نحو 50 شخصا يتعرضون للتعذيب من قبل قوات الأمن، مؤكدا أن من بينهم الشهيد محمد الجندى. ويضيف محمد زارع، أن المنشق أكد أن عناصر الإخوان قاموا بمشاركة الأمن المركزى فى تعذيب وسحل وضرب المقبوض عليهم بمعسكر الجبل الأحمر كما قاموا بنزع اعترافات منهم وتصويرهم، موضحا أن شريف أكد له أن الأمر لم يعجبه فانصرف دون مشاركتهم فى تلك الوقائع، ولكنه عندما علم بأمر محمد الجندى، عرف ما حدث له عن طريق السلسلة التى كان يرتديها والتى كان الأمن يستخدمها فى خنقه وتعذيبه. ويقول زارع إنه سمع كثيرا من تلك الشهادات من قبل ولكنه كان كلاما مرسلا على لسان محتجزين ونشطاء سياسيين بأن عناصر الإخوان يشاركون الأمن فى تعذيب النشطاء، وأن شهادات من تعرضوا للضرب والتعذيب من قبل الإخوان على سور قصر الاتحادية أكبر دليل على ذلك، ولكن هذا الأمر يختلف تماما لأننا أمام شهادة موثقة أمام النيابة من شخص اعترف على نفسه وعلى من كان معه بأنهم ذهبوا لمعسكر الجبل الأحمر لتعذيب المتظاهرين المقبوض عليهم. وقال إن المطلوب من النيابة هو التحقيق فى ذلك ومع الأشخاص التى وردت أسماؤهم على لسان شريف وطلبوا منه التوجه إلى المعسكر. ويوضح زارع أن شريف طالب أمام النيابة بحمايته من الإخوان نظرا لخطورة شهادته على حياته، وهو الآن مختفى فى مكان لا يعلمه أحد بعد أن ترك منزله، وذلك حتى يتم توفير الحماية له وتأمينه لحين استكمال القضية والاستماع للشهود الذى ذكر أسماءهم ممن ينتمون إلى جماعة الإخوان. وأضاف زارع إن النيابة لم تأمر حتى الآن باستدعاء الشهود، وأنهم فى انتظار ذلك، ولكنه أكد أن النيابة أمرت باستعجال تقرير الطب الشرعى وسرعة تحريات المباحث حول الواقعة، كما طالب زارع من النيابة بضم أقوال شريف فى مذكرة وأرسالها إلى مصلحة الطب الشرعى كمذكرة تكميلية فى إعداد تقرير الطب الشرعى الذى لم ينته حتى الآن، مشيرا إلى أن ما قاله وزير العدل هو عار تماما عن الصحة وأنه كلام غير مسئول. وعن معسكرات الأمن المركزى وما يحدث بها، يقول زارع، إن المنظمة العربية للإصلاح الجنائى رصدت حالات تعرضت للتعذيب والقتل داخل معسكرات الأمن المركزى التى تعد الآن معسكرات لتعذيب النشطاء، فى الفترة الأخيرة، كما أن هناك أشخاصا لايزالون محتجزين بهذه المعسكرات حتى الآن، كما أكد أن هذا المعسكرات لا تخضع لإشراف النيابة، لأنه طبقا للقانون فإن النيابة تشرف على أماكن الاحتجاز فقط كالأقسام والسجون، أما معسكرات الأمن المركزى فهى للتدريبات الخاصة بالشرطة وليست للاحتجاز، ومؤكدا أن الاحتجاز بتلك المعسكرات يسمى احتجاز بغير وجه حق، لذا طالب زارع بتشكيل فريق متخصص لتفتيش تلك المعسكرات وإخراج المحتجزين بها حتى الآن، ومعرفة ماذا حدث لهم والتحقيق فى وقائع الاحتجاز والتعذيب والقتل. محمود حسن، أحد المنشقين عن الجماعة، وشاهد على مشاركة عناصر الإخوان لضباط وأفراد الداخلية فى عمليات القبض والتحقيق مع المتظاهرين، يقول إنه اختار الخروج عن جماعة الاخوان بعد ثورة يناير، لكنه يشير إلى وقائع سابقة جعلته يشك فى ممارسات عناصر الجماعة بالتعاون الشرطة فى قمع المتظاهرين، حيث فوجئ فيما عرف بأحداث المجلس المحلى بالإسكندرية، بصديقه الإخوانى طارق خضر، وهو فى صورة ملتقطة له، يصطحب أحد أفراد رجال الشرطة التى كانت وقتها تطلق الغاز على المتظاهرين، وعندما سأل محمود صديقه خضر عن حقيقة تلك الصورة قال له إنه صحفى بشبكة رصد، وكان يلتقط لرجال الدخلية صورة أثناء الاشتباكات، ولكن محمود يؤكد استحالة قدرة الصحافيين على الوصول إلى اتجاه الداخلية وقت اشتعال الأحداث من الأساس، فكيف له أن يلتقط معهم صورا وهو يقف إلى جانبهم. يقول محمود، إنه كان من ضمن الذين تم القبض عليهم فى أحداث ما عرف بحرق مقار الإخوان، ويوضح حسن، إنه بصفته مصورا صحفيا حضر فى تلك الأحداث ولأنه كان معروفا من قبل عناصر جماعة الإخوان جيدا، بآرائه المناهضة لهم، فقد قاموا بالقبض عليه بادعاء أنه من المشاركين فى حرق مقار الجماعة، كما قبضوا على عدد كبير من المتظاهريين فى حضور رجال الشرطة، ثم أجروا معهم تحقيقات وبعدها قاموا بتسليمهم إلى رجال الشرطة، وعندما اقتادوه مع المقبوض ووضعوهم فى سيارات الأمن المركزى، دخل عليهم شباب من عناصر جماعة الإخوان وقاموا بتدوين أسمائهم والتحقيق معهم لمعرفة سبب وجودهم فى أماكن التظاهرات، فيما كانوا يسجلون ذلك فى دفاتر خاصة بهم، مؤكدا أن هذا حدث داخل سيارات الأمن المركزى، وبعلم قوات الشرطة وتحت بصرها. أما ماهينور المصرى، المحامية الحقوقية بالإسكندرية، فتؤكد أن تعاون الإخوان مع الشرطة بدأ منذ أن تولى الرئيس مرسى الحكم، وبعد أن شعر الإخوان بأنهم هم النظام وأن عليهم حمايته من أى معارض. وتشير إلى أن هناك من الأدلة ما يثبت ذلك، ومنها فيديو شاهدته بنفسها لرجل كان يهدد أحد ضباط الشرطة حيث نهره قائلا «أنا اللى بمسك ليكم البلطجية، وأنا إللى بمسك ليكم الناس، انتوا نسيتوا ولَّا إيه». وتضيف، إن شهادة الإخوانى محمود حسن، وغيره ممن يعرفون الإخوان جيدا، هى خير دليل على ذلك.