قالت وكالة انباء النخيل العراقية فى تثرير اخبارى لها اليوم الاربعاء ان زيارة رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، "الصديق الحميم للإسرائيليين" الى السعودية في هذا التوقيت الاقليمي الحساس ، جملة تساؤلات كما حملت عدة ابعاد بعد استقباله من قبل ولي العهد نايف بن عبد العزيز، وكذلك لقاؤه عدداً من اركان القيادة في المملكة.. واللقاءات السعودية الرسمية عادة - حسب مراقب عالم بالنهج السعودي - تتم بناء على دعوات وبرنامج محضر ومدروس للضيف الذي سيلتقي كبار المسؤولين الامنيين والسياسيين في المملكة، وهو الامر الذي يعطي هذه الزيارة بعدا، احدى جوانبه قد تترجم في استحقاقات مفصلية لاحقاً لا سيما، انه سبق لجعجع ان التقى الامير نايف كوزير للداخلية منذ سنة ونيف، بما يعني ان ثمة مواضيع حساسة تقتضي التداول بها بين الرجلين، وبعد ان اصبح الامير نايف ولياً للعهد، بما لمشاغل هذا المنصب من مسؤوليات وادوار ورسم لسياسة المملكة. ومن موقعه السياسي كرئيس حزب القوات اللبنانية فان جعجع هو القيادي الثاني الذي يستقبله ولي العهد الامير نايف، بعد رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، وبذلك ان الابعاد قد تكون مشتركة بين الرجلين لناحية كونهما حلفاء المملكة، لا بل ان الرئيس الحريري يلقى دعم الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز الذي استقبله مؤخراً عدة مرات في سياق التأكيد على الاهتمام الذي يلقاه الرئيس الحريري من السعودية. لكن ان يلتقي الدكتور جعجع المسيحي والماروني، اركان القيادة باستثناء الملك السعودي، الذي كاد ان يستقبله لو طالت مدة زيارة رئيس حزب القوات في المملكة ليوم او يومين، هو في حد ذاته رسالة تؤكد على الاحترام الذي يلقاه جعجع من قبل هذه القيادة، التي جالت معه في نقاشات حول تطورات المنطقة والمستقبل المرتقب في ضوء التحولات التي ستطال لبنان حكما. وبذلك، فان رئيس حزب القوات، زار السعودية كمرشح رئاسي من جانب فريقه السياسي، بعد ان اعلن الرئيس الحريري على مدى مرتين، بان مرشحه الى رئاسة الجمهورية هو "الدكتور جعجع"، وفق كلام من غير الممكن ان يكتشفه الرئيس الحريري لولا امتلاكه معطيات ومؤشرات تدل على ان المناخ السياسي هنالك، سائر في الاتجاه مع اقتراب الاستحقاق الرئاسي الذي سيكون سعد الحريري كحليف للسعودية احد الناخبين الميدانيين في حين تكون الرياض الناخب المعنوي القادر على تأمين العوامل المسهلة لوصول جعجع الى قصر بعبدا. وتأخذ السعودية وفق المراقبين، بعين الواقع الاداء السياسي والمواقف الواضحة لجعجع، لا سيما تمسكه باتفاق الطائف الذي لا يزال يلقى دعمها السياسي والمعنوي ايضاً. وقد وجدت القيادة السعودية في شخص رئيس حزب القوات، المرجع الصالح لاظهار حرصها على الواقع اللبناني ولا سيما دور المسيحيين داخله في ظل مناخ متوتر بدأ يتسع يوماً بعد يوم من قبل محور الممانعة بامتداداته، لذلك كان لاستقبال الدكتور جعجع رمزية في هذا الاطار، تؤكد على ان خادم الحرمين الشريفين، يبدي حرصه على الدور المسيحي في سائر المنطقة العربية، وان الطائفة السنية مسؤولة حيال هذا الدور الذي ارتضته لذاتها وشكل استقبالها لجعجع احدى الرسائل الضامنة له.