اتهم مصدر لبناني رفيع المستوي تنظيم القوات اللبنانية ، وهو “حليف سابق لإسرائيل”، بتنفيذ عدد من المناورات المسلحة تحاكي السيطرة العسكرية علي المناطق المسيحية من لبنان ، كان آخرها ليل 15 – 16 أيلول 2010 . وقد ترافقت المناورة الأخيرة مع انتشار أمني نفذه فرع المعلومات في قوي الامن الداخلي لاحظه المواطنون من خلال مشاهدتهم أعدادا كبيرة من الدراجين الذين يعرّفهم اللبنانيون ” بمخبرو الكروس ” في إشارة إلي نوع الدراجات التي يستعملها عملاء فرع المعلومات. وأضاف المصدر: إن القوات اللبنانية قامت خلال المناورات بمحاكاة عملية لمعارك فيها استخدام لصواريخ مضادة للدروع لضرب مدرعات الجيش اللبناني المنتشرة هناك ، كما شملت المناورات محاكاة لعمليات اقتحام مقر يشبه مقر إقامة العماد ميشال عون، والسيطرة علي مقرات التيار الوطني الحر والقبض علي قياداته . المصدر نسب إلي تقرير استخباري غربي استعداد سمير جعجع لتنفيذ ما اسماه السيناريو ' بشير الجميل 2' في إشارة إلي انقلاب بشير الجميل عام 1978 وتصفيته لكافة منافسيه المسيحيين بعد خروج الجيش السوري من المناطق المسيحية في العام نفسه، وأشار المصدر إلي أن مضمون التقرير الغربي نقله رجل أعمال لبناني يعيش بين باريس و إفريقيا و معروف عنه تورطه الأمني – المالي مع جهات أوروبية عليا وجاء في التقرير بحسب المصدر : أولا : لا تغيير في مضمون القرار الظني المتوقع صدوره عن المدعي العام الدولي في قضية اغتيال الحريري وهو سيتهم عناصر من حزب الله باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل . ثانيا : إذا تحرك حزب الله لتغيير الحكومة اللبنانية الحالية بالقوة أو لفرض إرادته السياسية علي البلد فان الأميركيين سيدعمون قيام ميليشيا القوات اللبنانية بخوض مواجهة عسكرية مع حزب الله لمنعه من السيطرة علي لبنان . ثالثا : القوات "الاسرائيلية" المتخصصة بحرب العصابات و التي جري تبديلها من الضفة الغربية ونقلت إلي الحدود مع سورية ومع لبنان، كان الهدف من تحريكها وجيه رسالة تهديد بالحرب في حال حاولت سوريا أن تتدخل بالقوة لفرض وقف القتال المذهبي في لبنان . رابعا : انقلاب القوات اللبنانية العسكري سيترافق مع قرار يصدر عن مجلس الامن الدولي يدعو إلي حماية المسيحيين عبر إرسال قوات أطلسية إلي مناطقهم، في تهديد مبطن بتوسيع نطاق عمل قوات اليونيفيل الموجودة حاليا في جنوب لبنان . أخطر ما في هذا السيناريو – بحسب المصدر – هو واقعيته استنادا إلي ما يجري علي الأرض من تحركات قواتية حيث قام حزب سمير جعجع بتبديل معظم الحراسات الأمنية حول مباني مقراته مستبدلا إياها بدشم من الاسمنت المسلح وهو ما حصل علي سبيل المثال في مجمع سكني لضباط القوات في أعالي بلدة “ضبية” حيث وضعت مؤخرا دشم لها فتحات إطلاق نار. وينقل بعض زوار سمير جعجع عنه إن لديه قناعة بان الظروف الإقليمية والدولية حاليا تماثل تلك التي حمت انقلاب بشير الجميل علي الوجود العسكري السوري في المناطق المسيحية عام 1978 . المصدر اللبناني كشف أن استخبارات دولة عربية كبيرة سلمت شحنة صواريخ مضادة للدروع متطورة إلي القوات اللبنانية ، وأن تلك الصواريخ إضافة إلي أسلحة وذخائر جري نقلها إلي ميناء طرابلس الاثنين في السادس من أيلول الحالي ومنه نقلت بعد أن حمّلت علي شاحنات تابعة لقوي الامن التي يسيطر عليها مقربون من شخصيات رفيعة في الحكومة اللبنانية و بإشراف نقيب من آل 'ج'، ثم سلمت شحنات الأسلحة تلك إلي المسؤول القواتي فهد – ج في مقر القوات الرئيسي في بلدة معراب . وربط المصدر بين تسليم هذا النوع من الصواريخ وبين معرفة القوات أن وحدات الجيش المنتشرة في المناطق المسيحية ستقاومها بوجود ضابطين من غير الموالين لجعجع يقودانها وهما العميد شامل روكز قائد المغاوير والعميد جورج نادر قائد اللواء المجوقل . وكلاهما تحاول القوات اللبنانية فرض تغييرهما علي قيادة الجيش بحجج مختلفة.