فيما ينذر بمواجهة تلوح في الأفق، يجري الجيش الصهيونى اليوم الأحد مناورة "دفاعية" عسكرية ضخمة تستمر خمسة أيام "تحسًبا لتعرض الدولة الصهيونية لهجوم بآلاف الصواريخ من قبل سوريا ولبنان وقطاع غزة وإيران، عشية زيارة يقوم بها رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري إلى الولاياتالمتحدة الاثنين لمنع "إسرائيل" من شن أي عمل عسكري ضد لبنان". وذكرت الإذاعة الصهيونية العامة أن المناورة التي أطلق عليها اسم (نقطة التحول 4) تعتبر الأكبر من نوعها في الدولة الصهيونية حتى الآن، وسيتم خلالها التدرب على التعامل مع احتمال تعرض دولة الصهاينة لإطلاق المئات من الصواريخ والقذائف الصاروخية من سوريا ولبنان وقطاع غزة في آن واحد.
وستطلق خلال المناورة صفارات الإنذار عند الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأربعاء المقبل وسيِطلب من الصهاينة دخول المناطق المحمية.
وتشمل المناورة الجيش والشرطة وخدمات الطوارئ والمجتمعات المدنية وحوالي 150 هيئة حكومية، بحسب ما أشار مصدر عسكري.
سيناريوهات محتملة ومن بين السيناريوهات التي يتم التدرب عليها في إطار التمرين احتمال تعرض شبكة الحواسيب التابعة للجيش لهجوم إلكتروني من شأنه أن يؤدي إلى شل أجهزة الحواسيب.
وخلال عملية التدريب، ستوضع مئات من سيارات الإسعاف وسيارات الإطفاء وآليات الجيش في مواجهة احتمالية التعرض لهجمات صاروخية وصواريخ مزودة برؤوس غير تقليدية ضد كبرى المدن الصهيونية.
ومن المقرر أن يشارك المئات من ضباط الشرطة الصهاينة في العملية، وسوف تنفذ ثلاث مهام رئيسية في حال وقوع هجمات صاروخية: أمنية روتينية، وتوجيه حركة المرور والحفاظ على النظام.
وسيتم اختبار الشرطة على كيفية الاستجابة لحالات الطوارئ المحلية بينما يتم نشر قوة من جميع أنحاء الدولة الصهيونية، وسيكون السيناريو الرئيسي للشرطة في حال نفذ هجوم على بئر السبع بصواريخ مجهزة برؤوس كيميائية.
وتؤشر المناورة على ما يراه مراقبون استعدادًا لمواجهة عسكرية في المنطقة، استبقها رئيس الوزراء اللبناني ببذل مساع مكثفة لدى الإدارة الأمريكية خلال زيارة يقوم بها إلى الولاياتالمتحدة وتستمر لمدة أخمسة، بهدف منع أي عمل عسكري قد تقوم به تل أبيب، خشية اندلاع حرب إقليمية.
في المقابل، نقلت الحكوةمة الصهيونية خلال الأيام الأخيرة رسائل تطمئن الدول المجاورة لها بأنها لا تنوي استغلال هذه المناورة الداخلية لمهاجمة أي طرف بصورة مفاجئة، وقد نقلت هذه الرسائل بواسطة هيئة التخطيط في الجيش الإسرائيلي إلى الملحقين العسكريين الأجانب في المنطقة.
حزب الله يستنفر عناصره في قرى وبلدات الجنوب، لن يكون الترقب سيّد الانتخابات البلدية والاختيارية فحسب، بل سيكون الترقّب سيّد الموقف كذلك أبعد من الحدود الجنوبية وتحديداً مع فلسطينالمحتلة حيث يراقب مقاتلو حزب الله اللبنانى المناورات الصهيونية التي تحدّدت في توقيت مشبوه من المفترض أن يكون الجنوبيون فيه منشغلين بالعملية الانتخابية.
ودعا الامين العام لحزب الله السيد نصر الله الجنوبيين الى الذهاب اليوم الاحد الى الاقتراع في الانتخابات البلدية دون خوف من أحد وإقامة افراح التحرير، وقال خلال حفل إفتتاح المعلم السياحي الأول الذي يحكي المقاومة في بلدة مليتا "سنقدم مشهدا على طرفي الحدود، في الجنوب أعراس انتخابية وفي الجانب الآخر الملايين الذين ينزلون الى الملاجئ ويقدمون خطة طوارئ خوفا من المقاومة".
وأمس السبت، اكد المسئول عن منطقة الجنوب في حزب الله اللبنانى، الشيخ نبيل قاووق، جاهزية المقاومة رغم الحدث الانتخابي، ورأى "أن توقيت المناورات الإسرائيلية يوم غد الأحد وهو يوم الاقتراع الانتخابي للمجالس البلدية في الجنوب ليس مصادفة ويحمل في طياته نيات عدوانية إسرائيلية".
وشدد على "أن المقاومين سيبقون على الثغور يوم الأحد وأيديهم على الزناد، بينما سيتوجه شعب المقاومة إلى صناديق الإقتراع"، مؤكداً على "أننا سنشارك بفاعلية في الانتخابات البلدية دون أن ننشغل عن أولوية الاستعداد أو الدفاع عن أرضنا وشعبنا".
ولفت قاووق خلال استقباله المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي إلى "أن تدفق السلاح الاستراتيجي الأمريكي على إسرائيل هو منبع الخطر، وان التهديدات الإسرائيلية المتواصلة ترفع درجة السخونة في لبنان والمنطقة، والدور الأمريكي في لبنان يتجسد في التبني المطلق للأهداف الإسرائيلية ويشكل عائقاً أمام استقرار لبنان ووحدة شعبه".
وكان قاووق قد أعلن في حديث الى وكالة "فرانس برس"، أن "حزب الله طلب من الآلاف من عناصره البقاء في جهوزية تامة في مواجهة المناورة الإسرائيلية التي تبدأ الاحد".
وقال إن "عناصر حزب الله لن يذهبوا إلى صناديق الاقتراع الاحد وهم في حالة جهوزية منذ اليوم"، مضيفاً "في حال حدوث اي عدوان جديد على لبنان، لن يجد الاسرائيليون مكاناً في فلسطين يهربون اليه".
سرقة الانتخابات! وكما على الحدود كذلك في الداخل، حيث تزداد الأجواء الخاصة بالانتخابات البلدية والاختيارية سخونة عشية الجولة الثالثة منها المرتقبة في محافظتي الجنوب والنبطية، لا سيما بعد الحوادث الامنية المتفرقة التي شهدتها مدينة صيدا والتي تزامنت مع اتهامات أطلقها رئيس "التنظيم الشعبي الناصري" النائب اسامة سعد لتيار المستقبل باستقدام "شلل مسلحة للقيام بإرهاب جمهورنا لأنهم يريدون المحافظة على نسبة المقترعين التي نالوها عام 2009، والتعويض عن عدم تجاوب الناس مع دعوة الاقتراع بكثافة في بيروت وعن نتائج البقاع"، ورفض سعد "أن تكون بلدية صيدا بعهدة الأمريكيين ومخابراتهم كما كانت بعهدة اسرائيل أيام أحمد الكلش".
ووصف ما يجري بمحاولة "سرقة الإنتخابات"، وقال إن "الدولة لا ترى حجم الرشاوى المالية التي تستخدم ولا ترى أن هنالك استقداماً لآلاف من المغتربين على حساب آل الحريري من مختلف بلدان العالم ولا ترى الضغوط التي تمارس على الصيداويين".
في المقابل نفى رئيس اللائحة القريبة من "تيار المستقبل"، محمد السعودي، الحديث عن شلل مسلحة في صيدا، وشدد على حق جميع ابناء صيدا في المشاركة بالعملية الانتخابية، وسأل "اذا اراد احدهم الانتخاب وهو من سكان بيروت او من خارج لبنان فهل يعتبر هذا رشوة؟"، مشيراً الى "ان لديه موظفين في شركات متوزعة وان اي صيداوي يريد ان ينتخب يطلب اجازة ولكنه يأتي على حسابه الخاص".
وبالتزامن مع الاجواء الجنوبية المتوترة يصل وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الاحد الى بيروت بحسب بيان رسمي صادر عن السفارة الفرنسية التي لفتت الى زيارته العاصمة اللبنانية بعد كل من تركيا وسورية، وقالت في بيانها "هذه الزيارة ستشكل مناسبة للتذكير بدعم فرنسا للسلطات اللبنانية وللعمل الذي تقوم به حكومة الوحدة الوطنيّة بقيادة الرئيس الحريري، وسيعيد كوشنير التذكير أيضاً بتمسك فرنسا بتطبيق القرار 1701 وبدور قوات اليونيفيل التي تنشر فرنسا ما يقارب 1500 رجل في عدادها، كما بتمسك فرنسا بالاستقرار الاقليمي".
وذكرت اوساط سياسية في قوى 14 آذار "ان الوزير الفرنسي سيكون أكثر حزماً مع المسئولين السوريين الذين نكثوا في ما يبدو بوعود سابقة قطعوها امام الرئيس نيكولا ساركوزي وتتعلق بترسيم الحدود السورية - اللبنانية والامتناع عن نقل اسلحة الى حزب الله انفاذا للقرار 1701"، مشيرة الى "ان الفرنسيين الذين أخذوا على عاتقهم مسألة تطويع السوريين في مقابل فك الحصار الدولي حول دمشق، يشعرون بخيبة جدية حيال الاداء السوري في لبنان والمنطقة".
واشارت الاوساط الى "ان كوشنير سيبلغ الى المسئولين اللبنانيين ان حكومته قد لا تكون قادرة على الحؤول دون اندلاع حرب على الجبهة اللبنانية في حال تأكدت اسرائيل من وجود صواريخ سكود في ترسانات حزب الله، وقد لا تكون مستعدة ايضا لابقاء جنودها في الجنوب بين نارين".
من جهته، رأى رئيس حزب الوطنيين الاحرار النائب دوري شمعون أن "قصة الحرب ليست لعبة وعلى حزب الله تحمّل مسؤولياته في حال نشوب أي حرب مع اسرائيل"، وقال إن "الكلام عن وجود ترسانة من 40 ألف صاروخ هو نوع من التحدي والاستفزاز".
وقيل له أليست تلك الصواريخ قوة للبنان ولاسيما في حال وجدت صواريخ سكود فأجاب "صاروخ سكود لا يمكن لاْحد أن يخفيه وهؤلاء لديهم أقمار صناعية وطائرات تقوم بتصوير لبنان 24 ساعة على 24 ويمكنهم الرؤية في الليل، وحتى يقوم السكود بمهمته يحتاج الى رادار، وكي تضع الرادارات عليك أن تضعها على القمم، وعندها يمكن ان يتصيّدوها بخمس دقائق كما فعلوا مع الرادارات السورية في الباروك وضهر البيدر".
ورداً على سؤال عن موافقته على نصب صواريخ في أعالي الشوف في حال تطلبت الاستراتيجية الدفاعية ذلك قال شمعون "هل أقبل أن أعرّض منطقة الشوف والباروك لخطر عدوان اسرائيلي لاْن في بال حزب الله ان يهدم مبنى في اسرائيل أو أن يقتل يهودياً؟ هذا اولاً اما ثانياً فأنا أعتبر أن مسألة الدفاع عن لبنان هي من مسؤولية الجيش اللبناني".