قالت مصادر أمنية لبنانية إن المنطقة الحدودية مع شمال فلسطين تشهد تحركات كثيفة للجيش الصهيوني، رافقتها إقامة تحصينات عسكرية صهيونية. وأضافت المصادر أن هذه التحركات قوبلت بتحركات مماثلة للجيش اللبناني وقوات الأممالمتحدة العاملة بجنوب لبنان "اليونيفيل"، تمثلت بتكثيف الدوريات على الحدود في الجانب اللبناني وعلى الخط العسكري مابين بلدتي الوزاني والعباسية، مروراً بمحاذاة الشطر الشمالي اللبناني المحتل لبلدة الغجر. وأكدت المصادر أن الجيش الصهيوني نفذ يوم الخميس (3/4) مناورة عسكرية بالذخيرة الحية عند الأطراف الجنوبية الشرقية لمزارع شبعا اللبنانية المحتلة، وعلى محور هضبة الجولان السورية المحتلة بمشاركة قوى برية وجوية. وتخللت المناورات غارات جوية شنتها مقاتلات حربية صهيونية بمساندة مروحيات هجومية تحت غطاء كثيف من القصف المدفعي تردد صداه في منطقة القطاع الشرقي من الجنوب اللبناني. وكان المجلس الوزاري الصهيوني المصغر قد أقر الأربعاء (2/4) اجراء أكبر المناورات خلال السنوات الأخيرة للجبهة الداخلية، بهدف حمايتها من أي هجمات صاروخية محتملة، وقرر في الوقت نفسه، توزيع أقنعة واقية من الغاز على المدنيين اعتباراً من مطلع العام 2009 تحسبا لأي هجوم بأسلحة "غير تقليدية". وتهدف هذه المناورات ، من جانب الأجهزة الأمنية والعسكرية الصهيونية، كما يرى مراقبون، إلى معالجة الانتقادات التي تعرضت لها إبان الحرب التي شنها جيش الاحتلال على لبنان صيف عام 2006، وترتب عليها هزيمة للجيش الصهيوني في الجنوب اللبناني، وانكشاف الجبهة الداخلية للكيان الصهيوني إثر إطلاق حزب الله لصواريخ في العمق الصهيوني، وتعبر عن خشية من تكرار نفس السيناريو في أي حرب محتملة خلال الفترة القادمة، قد تتسع إلى مستويات إقليمية.