بعد اختراق الجرافات الصهيونية للحدود اللبنانية عند بلدة مارون الراس ،والذى تصدى له الجيش اللبنانى حيث اشتبك مع الصهاينة المعتدين ، أعلن رئيس أركان قيادة منطقة شمال الصهيونى ألون فريدمان أن سلاح الجو الإسرائيلي سيزيد عدد طلعاته الجوية فوق لبنان بعد إطلاق النار الذي جرى بين الجيشين الصهيونى واللبناني أمس الأربعاء. وفى لهجة تصعيدية لها معناها ، وتشى باحتمالات خطيرة قال "نرى أن الهدوء يجب أن يعود، ونستعد لكل السيناريوهات، تعليماتنا بإطلاق النار تغيرت منذ نهاية الحرب، ويمكننا إطلاق النار على الذين يطلقون علينا النار، ويضعون عبوات ناسفة، أو يمكن أن يشكلوا تهديدا". وأضاف فريدمان أن حزب الله موجود بالقطاع الحدودي مع لبنان، ويظهر عبر رشق الحجارة، لكن "أعضاء الحزب لم يعودوا للتمركز في مواقع ولا يتجولون ببزات عسكرية، وبأسلحتهم على طول الحدود لأننا لن نسمح بذلك". من جانبه شدد وزير الدفاع عمير بيريتس على أنهم لا ينوون أبدا "غض النظر" عن ما يجري على الحدود كما كان يحدث لسنوات على حد تعبيره، وهو ما يعتبر تجاهلا كاملا لدور القوات الدولية. وزير الأمن الداخلي للكيان آفي ديشتر نفى أية نية لتصعيد عسكري، مؤكدا أن ذلك لن يخدم اللبنانيين أو الصهاينة، فى إشارة إلى الموقف الصهيونى الداعم لحكومة السنيورة، ولعدم تأكيد أهمية وجود سلاح المقاومة للدفاع عن لبنان. ومن المقرر أن يجري رئيس الوزراء إيهود أولمرت محادثات مع بيرتس بحضور مسؤولين عسكريين آخرين لمناقشة التطورات الأخيرة.
اليونيفيل من جانبها كثفت قوات الأممالمتحدة من انتشارها على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، في محاولة للسيطرة على الوضع هناك بعد موقفها السلبى فى تطورات الأمس.
وقال شهود عيان إن نحو مائة جندي إيطالي وفرنسي يعملون في إطار القوة الدولية التابعة للأمم المتحدة في الجنوب اللبناني "اليونيفيل" معززين بعشرات الآليات انتشروا على طول خمسة كيلومترات بين بلدتي مارون الرأس ويارون حيث وقع الاشتباك أمس.
السياج الحدودي قائد القوات الدولية كلاوديو غراتسيانو اتصل بالجانبين ودعاهما إلى "وقف الأعمال العدائية فورا". وبرر الجانب الصهيونى تحرك بعض قواته داخل الأراضي اللبنانية، بهدف إزالة أربع عبوات ناسفة، ومن المعلوم أن الكيان الصهيونى قد رفض تسليم خرائط الألغام التى زرعها فى الأراضى اللبنانية، وقد إتهم حزب الله بزرع العبوات التى برر دخوله بوجودها، وأدى هذا التقدم لقيام الجيش اللبناني بتعزيز وجوده بالمنطقة المقابلة على الجانب اللبناني من الحدود قبل أن يبدأ إطلاق النار. وقد قامت طائرات صهيونية بالتحليق فوق المنطقة، قامت بإطلاق قنابل مضيئة. وقد قال الجيش اللبناني بأنه أول من فتح النار, وأن ذلك كان نتيجة لاختراق الجرافة الصهيونية الحدود متقدمة نحو القطاع الأوسط من الجنوب اللبناني وقد أنتظرنا أن تتراجع الجرافة حتى تعدت مسافة عشرين مترا قرب قرية مارون الراس. وفى تكذيب واضح للرواية الصهيونية وصفت مصادر أمنية لبنانية التحركات العسكرية الصهيونية بأنها "كانت من الكثافة بحيث دفعت الجيش اللبناني إلى إرسال سبعين جنديا مدعومين بدبابتين للتحقق مما يجري في الجانب الآخر من الحدود".
أسف فرنسي من جانبه عبر وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي عن أسفه لحادث تبادل إطلاق النار، ودعا الجانبين للامتناع عن القيام بأي "عمل حربي". وشدد بلازي في تصريحات لإذاعة فرنسا الدولية " على أهمية عدم تأجيج التوتر على جانبي الخط الأزرق. وأضاف "كل شيء يسمح اليوم بتجنيب تصعيد جديد، يجب توضيح ما حدث بدقة، واستخلاص النتائج والقوة الدولية تملك وسائل التوصل إلى هذه النتائج".