من هم الموجودين في التحرير ؟ مين الأشكال الضالة دي ؟ سؤال يسأله الكثيرون يمكن بصيغة مختلفة لكن المعنى واحد " من هم الموجودين بالتحرير ؟ " ولو كانت اجابتك عادي ثوار يكون الرد جاهز " انت مشفتش شكلهم عامل ازاي !!" ، وبعد حوار طويل لاجدوى منه ولايوجد له مخرج ولا تستطيع ان تقنعه ولا يقنعك طبعاً لينتهي الكلام على سؤالي " طيب روح اقعد معاهم في التحرير وشوف هما بيتظاهروا ليه ومعتصمين ليه وعاوزين ايه؟" ويكون الرد أكثر ردعاً من اللي سبقه " اقعد مع مين واقعد ليه اصلاً ياعم دول شوية بلطجية. مين فينا اختار شكله حلو او وحش ، شعره ناعم ولا اصلع او اكرط ؟ مين فينا اختار مستوى المعيشة لأبوه وامه ؟ مين فينا اختار يشتغل ايه ؟ مين فينا مخدلوش سنتين تلاتة على القهوة ؟ مين فينا لم ينتظر التحرير من نظام مستبد بطش وافسد في الأرض ثلاثين عاماً ،استحوذ على كل مفاصل الدولة كراسي و اموالاً ، لم يجعل للشباب املاً في شيئاً سوا في ان يعمل في وظيفة بمرتب معقول " بس دي عاوزة كوسة جامدة جداً طبعاً " ، حتى الحرفيين والعمال والبائعين الجائلين فقدوا الأمل في حياة كريمة وكرامة لهم ولأبنائهم ، ومتنساش عم محمود وحامد وعادل واكرم وميخائيل وروماني الميكانيكي والسمكري والسباك والنجار والشيال والمحولجي . كل ده وغيرهم نزلوا التحرير علشان يقولوا اه ، نزلوا التحرير بعد ما البرد كرمش جلودهم من قلة الغطاء ، بعد ما معدتهم نشفت ونسيت اللحمة ولايعرفون شيئاً عن وجبة العشاء ، بعد ما رجليهم بقت حزاء بسبب تهتك الحزاء ومفيش فلوس يغيره ، بعد القميص الأبيض بقا كحلي واسود ورمادي وكله حسب شغلانته . وقتها مفرقناش بين الدكتور والنجار ، بين الأستاذ والميكانيكي ، بين ابوبدلة وابو قميص مقطع ، بين الاسكيني وبين بنطلون الخيش المرقع " ملحوظة طبعاً مكنش لسه انتشر الفيزون في الميدان والا كان زمان الثورة مستمرة" بهزر طبعاً " . بس وقتها كان كله شايف نفسه مظلوم ، اصل وقتها لم تكن الغنائم وُزعت ، ولا الأحزاب انتشرت ، كان كله عانى ولسه بيعاني ، حتى انتهت الثورة ، واللى خد خد ، واللى ركب ركب واللى نزل نزل ، ولم يتبقى سوا الناس اللى اتكلمت عليهم فوق لو رجعت بعنيك فوق شوية هاتلاقيهم ،واللى طبعاً مخدوش حاجة ولا حتى جنيه، ولما بدأوا ينزلوا تاني التحرير ، لأنهم لا يعرفون غير التحرير طريق ، الوضع اختلف بس المرة دي بقا الحرفي والنجار والسباك وابو بنطالون مقطع وابوقميص مشحم واللى وشه وحش واللى شعره منكوش ولا حتى اصلع اصبحوا بلطجية المأجورين . اما بالنسبة لأصحاب البدل والقمصان الشيك والبنطلونات الاسكيني وحالياً الفيزون طبعاً ، اطلق عليهم " دول عاوزين خراب البلد ومش عاوزين البلد تمشي للأمام وهما السبب في وقف الحال ، دول شوية عيال سيس، وكأن السيس دول هم المسئولين عن السولار و الاسعار والمزلقانات و القنابل المسيلة للدموع و الخرطوش والمطاط. كيف تصنع سجاد ان تباعدت الخيوط و في النهاية لا يصح الا الصحيح ومما سبق نستنتج ان من قام بالثورة واطاح بنظام مبارك هم البلطجية و الأشكال الضالة و الشباب السيس و الشباب المأجور وطبعاً لا ننسى الفيزون ، ليتني بلطجي تفخر بي بلادي .
" من لايسمح لا يرى ولا يعرف، فليس عليك محاسبتي إن لم تسمعني "