ماذا كان يفعل المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين فى مول سيتى ستارز الشهير؟! الرواية كما تناقلها شباب مواقع التواصل الاجتماعى تؤكد أنه كان جالسا بصحبة أسرته فى أحد المطاعم ليتناول وجبة الغداء، فقاطع جلسته شاب مصرى يدعى كريم بهتافه "يسقط يسقط حكم المرشد"، وما تبع الهتاف من أقوال حماسية أراد الشاب من خلالها أن يعرفه أن شباب مصر لن يسمحوا لجماعة الإخوان بسرقة وطنهم، فما كان من المرشد إلا أن رد على الشاب بقوله: دينى أمرنى بعدم الرد على أمثالك، وتدخل أمن المول الشهير، وعمال المطعم لإبعاد الشاب عن محمد بديع وأسرته، فى حين كان الأخير يغادر المطعم والمول فوراً وهو يتمتم بكلمات أغلب الظن أنها سب لسلوك شباب الثورة الساخطين على طريقة جماعته الفاشلة سياسياً ودينياً فى إدارة أمور الحكم بمصر. السؤال الأهم هنا هو: هل يدرك المرشد هذا الأمر؟ أم أنه يتعامل مع ما حدث معه في"سيتى ستارز" وما يحدث مع الجماعة الآن من كره يجتاح الشارع المصرى بسبب تدهور الحالة الاقتصادية والاجتماعية والأمنية على أساس أنه ابتلاء من الله عز وجل لاختبار قوة إيمان أفراد الجماعة!
فى الحقيقة أنا لا أعلم حقيقة ما يحدث مع جماعة الإخوان، وهل هو بلاء فعلاً أم لعنة أصابتهم لأنهم يتاجرون بالدين وباسم الله ليحققوا مكاسب سياسية رخيصة، فالله عندما ابتلى عبده أيوب بالمرض والفقر، كشف عنه هذا الابتلاء عندما أخلص أيوب فى الدعاء إلى ربه، هذا هو الابتلاء الحقيقى الذى حدثنا الله عنه، أما ابتلاء الجماعة بما يحدث معها الآن من كره وبغض يلتصقان بها بالتأكيد ليس ابتلاء من الله بقدر ما هو لعنة، وهو ما يجب أن يدركه المرشد وجماعته، فنحن ظللنا نصدق ما كانوا يتخيلونه عن اضطهادهم فى عصر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وما تعرضوا له من سجن وسحل وتعذيب، لأنهم كما كانوا يوهمون أبناء جماعتهم بأنهم أرادوا إعلاء كلمة الدين وشرع الله دون أية أطماع سياسية، وظلوا كما رددوا لثمانين عاماً يحاربون ويسجنون وتصادر أموالهم، ويؤكدون أن كل هذا ابتلاء من الله، وأن الله دائماً ما يجزى الصابرين بالخير، وبعد ثورة يناير أزاح الله ابتلاءه عن الجماعة ووصلوا لسدة الحكم، وأصبح رئيس مصر أحد أفراد جماعة الإخوان المسلمين، التى سيطرت أيضاً على انتخابات مجلسى الشعب والشورى، وحققت الجماعة كل ما كانت تحلم به، وأكثر، واعتقدنا جميعاً أن الله رفع ابتلاءه عن الجماعة، ولكننا فوجئنا بأننا يومًا بعد يوم يزداد كرهنا لها، فالجماعة التى كانت محظورة، تحولت لجماعة مكروهة!! لا يذكر اسمها حتى تتبعه اللعنات والسباب بسبب ما وصلت له البلاد بسبب سوء إدارتهم، فهل ابتلاء الجماعة تحول للعنة مشابهة للعنة بنى إسرائيل التى ذكرها الله فى كتابه العزيز؟! وهل فكر الدكتور بديع بعبقريته الدينية الفذة فى هذا التحليل، والتشابه الكبير بين ما حدث مع بنى إسرائيل وما حدث مع جماعة الإخوان المسلمين، لقد كتب الله على بنى إسرئيل بعد ابتلائهم بأشياء كثيرة لم يصبروا عليها بالتشتت والكره، وحكم الله على جماعة الإخوان بالاضطهاد من جميع الأنظمة التى حكمت مصر على حسب زعمهم ابتداء من الملك فاروق والرئيس عبدالناصر وصولاً لعصر حسنى مبارك، وبعد كل هذا الصبر والقوة فى التحمل، لم يرفع الله الابتلاء عنهم، بل وصمهم بلعنة الكره من الجميع، فهل هذه حقاً جماعة تتحدث باسم الله والدين، وبنفس منطق تفكيرهم الدينى، لماذا لا ينصرهم الله ويهدى شعب مصر إليهم، ويقذف فى قلوبنا حبهم إذا كانوا فعلاً جماعة من المسلمين؟! أرجو أن يتدبر الدكتور بديع مرشد الإخوان المقال جيداً ويحاول التفكير فيه وفى ما يحدث لجماعته عبر العصور، فهل هكذا يكون جزاء جماعة تريد نصرة الله ودينه؟! وبعدها يقرر هل كرهنا لجماعته وأسلوبها وتصرفاتها، ابتلاء من الله أم لعنة أصابتهم يجب أن يجتهدوا ليتطهروا منها لعل الله يكشف لعنته عنهم.