وسط سلسلة من التعديات التي ظهرت مؤخراً في ظل غياب المحليات وانعدام الرقابة على الشوارع والتي أدت إلى ظهور البلطجية وانتشار كثيف للباعة الجائلين وتوسع في ظاهرة التسول وانتشار المخدرات وبيعها علناً وارتفاع نسبه التحرش لنصل للمرتبة الثانية على العالم في التحرش الجنسي بعد افغانستان والإستيلاء علي الأراضي والشقق من البلطجية وغيرها الكثير والكثير.
وظهرت في الفترة الأخيرة انتشار لفكرة بناء الأبراج العالية في العشوئيات والتي تصل إلى 20 طابق احيانا ويتكون كل طابق من شقتين واغلب هذه الابراج ليست حاصله علي تراخيص البناء التي تضمن سلامة المواطنين الذين يعيشون فيها وفي ظل غياب لمرور دوريات الحي استغل المقاولون الموقف تماماً.
وهناك اشكال عديدة للاستغلال ، فمنهم من يبني في حماية البلطجية حتي لا يستطيع موظف الحي أن يمنعه , ومنهم من سعى لإخراج أشخاص من منازلهم وطردهم بالقوة للإستيلاء علي "الشقة" , ومنهم من يساوم أصحاب البيوت لإعادة بناء منزله إلى " برج "، ويلجأ صاحب البيت إلى مساومة السكان للرحيل لكي يحول بيته إلى برج ، ومنهم من قام بهدم العمارات القديمة بالفعل لبناء برج بدلا منها دون الحصول على ترخيص من الحي.
وأشار السيد "سليمان يحيي" 52 عام من سكان منطقة "دار السلام" ، أن صاحب المنزل المقيم به عرض عليه أن يرحل من المنزل مقابل مبلغ من المال , لكنه لم يقبل ذلك لأن المبلغ الذي عرضه عليه لا يستطيع أن يجلب له مسكن أخر ، مشيراً إلى أنه قال لصاحب المنزل أن يجلب له منزلاً جديداً وقتها فقط من الممكن أن يرحل من المنزل .
وهذا الأمرتكرر مع الكثيرين من الناس ولكن أغلبهم رفضوا أن يتركو منازلهم لأن المقابل المادي ضعيف .
ولكن العجيب فى الأمر ، أن عمال البناء يستخدمون نوعاً جديداً يطلق عليه "السن"بدلاً من استخدام "الظلط " لارتفاع سعره ، فى مواد البناء ، ولانعلم هل هذه المادة أفضل من "الظلط أم لا" ، وخاصه بعد ظاهرة سقوط العقارات العالية البناء علي وجه الخصوص .
وعندما سألنا "محمد سيد" عامل بناء في هذا الأمر : هل هذا النوع افضل من "الظلط" أم لا ؟
قال : إن "الظلط" أفضل ولكن مع ارتفاع سعره ، يكون " السن" هو البديل حيث يتراوح بين 60 إلى 70 جنيه بينما "الظلط" يصل سعره إلى 100 جنيه , ولكن الافضل "كمتانه الظلط" ، ولكن الأسهل في البناء هو"السن".
ما رائيك في أن "السن" يتأثر بالماء مع الوقت؟
اجاب ان "السن" يوجد منه نوعان : "البازلت – الحجاري" و "البازلت " :لا يتأثر بالمياه ولكنه أقل كثافة من الظلط ، و "الحجاري": وهذا توجد به نسبة من الجير التي تجعله مع الوقت يتأثر بالمياه .
وتبقي سلسة الأزمات تتصاعد ويضيق الخناق علي المواطن فلا يوجد من يحميه من جشع المستغلين , وسيطرة القوة وغلبة رأس المال, التي تجعل صاحب "رأس المال" يتحكم في المواطن البسيط ، ولا يوجد من يردعه عن ذلك فأصبحت هذه الأيام "القوة هي السائدة وليس الحق".