أشاد الدكتور أيمن نور، زعيم حزب ''غد الثورة''، بدور دولة قطر في مساعدة مصر، وشدد على أن هذه المساعدات هي لصالح المواطن المصري، وليست موجهة لفصيل سياسي معين، مشيراً إلى أن المساعدات والاستثمارات القطرية تدخل القاهرة عبر القنوات الشرعية، وبالتالي فهي تصب للشعب وليس لجماعة الإخوان المسلمين. وقال ''نور'' في حوار أجرته معه صحيفة العرب القطرية، ونشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء، إن قطر أثبتت أنها أكثر التزاما في وعودها، وأكثر حرصا على مصلحة مصر، ومن الواجب أن نحترم هذا جميعا.
وأرجع أيمن نور، الحملة الإعلامية على قطر إلى ما وصفه ب ''الغيرة'' من الدور الكبير الذي تلعبه قطر إقليميا ودوليا، واعتبر أن الهدف من هذا الهجوم فيما يتعلق بالشأن المصري هو خنق النظام الجديد في القاهرة، وقطع كل الجسور معه، مشيراً إلى أنه لم تبق دولة إقليمية تتعاون مع مصر حاليا سوى قطر.
ودعا المرشح الرئاسي الاسبق، قطر إلى تبني عقد مؤتمر دولي بعنوان ''أصدقاء مصر'' لجمع نحو 140 مليار دولار منح واستثمارات، منوها بأن هذا المبلغ كفيل بإخراج الاقتصاد المصري من كبوته، وتحويله إلى اقتصاد منتج عملاق.
وقال نور: '' قطر ليست حالة اقتصادية، بل حالة سياسية لها سند اقتصادي، والمخاوف التي يراها البعض ضد التواجد القطري الإقليمي أقدم بكثير من الثورة المصرية، وأقدم من وصول جماعة الإخوان المسلمين للسلطة ووصول الرئيس محمد مرسي إلى قصر الرئاسة. وأسباب هذه المخاوف ''غيرة'' مشروعة، وغير مشروعة من دور كبير لدولة من حيث الحجم هي صغيرة، لكنها كبيرة بأفعالها. الفاتيكان مثلا دولة صغيرة، غير أنها تشارك في صناعة السياسة الأوروبية كلها، وتأثيرها يتجاوز حتى أوروبا.
وتابع: ''أنا شخصيا أتفهم أن هناك حساسية سياسية من قطر، في ظل وجود أقطاب إقليمية كبيرة في الحجم والوزن والتاريخ، وهذه الحساسية المفرطة خلقت بيئة ومناخا متحفزا ضد كل ما هو يشمل ال ''ق'' وال ''ط'' وال ''ر''.
وعن زيارة جون كيري إلى القاهرة.. قال أيمن نور ''تحدثت في الاجتماع عن ثلاثة أمور، وكنت ضمن 6 أفراد، الأمر الأول أننا نريد تنسيقا مع دول أوروبا، والتنسيق مع أصدقاء مصر في العالم كله والعالم العربي، وأن أميركا يمكن أن تلعب دورا في ذلك، ثم تحدثت في موضوع اتفاقية التجارة الحرة بين مصر وأميركا، وللأسف لم يكن هناك حماس لإعادة الاتفاقية، والنقطة الثالثة التي طرحتها تتعلق بدعم فكرة الرقابة الدولية على الانتخابات بمصر، وأوضحت أن الرئيس مرسي يرحب بذلك، وبالتالي يجب على واشنطن أن تلعب دورا في هذا الصدد''.
واعتبر أيمن نور أن هناك حالة استعلاء من كل القوى السياسية في مصر من دون استثناء، قائلًا: ''الإخوان والإسلاميون أصيبوا بتعال شديد عقب الانتخابات البرلمانية الماضية، هذا التعالي لم يكن له منطق لأنها لحظة غير قابلة للتكرار، فهناك أزمة صراع بين الصندوق ومفهوم الديمقراطية المجتمعية الشاملة، البعض الآخر أصيب بحالة إحباط نتيجة الاحتكار والإنكار الذي تعامل به الإسلاميون بعد الانتخابات البرلمانية، ودائما أقول للإخوان وللدكتور مرسي كان المفروض أن تسعى الجماعة قبل الانتخابات البرلمانية لصياغة مشروع شراكة وطنية ناجحة يضم كل الأطراف، بحيث لا يشعر أحد أنه تم استبعاده وإقصاؤه، خاصة أن منهم من كان جزءا من الثورة''.
ويري نور أن هناك أياد كثيرة تلعب في استقرار مصر، والانتخابات الرئاسية السابقة تحتاج إلى تحقيق بشأن الأموال التي أنفقت فيها، وهناك علامات استفهام كثيرة تحتاج إلى تفسير، ثم إن رهان بعض القوى المصرية على فكرة الشارع بديلا عن العمل السياسي المؤسسي هو رهان فاشل.