شهدت محافظة الأقصر ، اليوم الإثنين ، الاحتفال بإنقاذ وتجميع وتركيب تمثالى أمنحتب الثالث من امام البوابة الشمالية للمعبد الجنائزى فى البر الغربى بالأقصر ، ضمن المشروع المصرى الأوروبى. ومن جانبه ، قال الدكتور "عزت سعد" محافظ الأقصر أن الدولة تضع كافة إمكانياتها أمام البعثات الأثرية العاملة في مجال التنقيب عن الآثار من أجل البحث عن الكنوز فى مدينة المدائن الأثرية الاقصر ، والتي تحوي ما يزيد عن سدس أثار العالم.
وأشار "سعد" خلال تفقده لأعمال نقل وتحريك تمثالي امنحتب الثالث الي الاهمية التاريخية والأثرية للتمثالين باعتبار كونهما داخل اكبر المعابد الجنائزية على الاطلاق ، لافتاً الى الاعلان عن بدء تدشين التمثالين عقب انتهاء البعثة من ترميمها في احتفالية عالمية كبري يجري الاعداد والتنسيق المسبق لها وسيتم دعوة كافة وسائل الاعلام العالمية لنقل الحدث بما يساهم في ترويج الاقصر اثريا وسياحياً.
واضاف "سعد" انه لن يضار اي مواطن من عمليات الكشف عن الاثار ويتم صرف التعويضات لاصحاب الاراضي التي يجري بها العمل في حالة نزع الملكية ، موضحاً أن المحافظة تضع فى اولوياتها عدم الاضرار بالمواطن كما تسخر كافة امكانياتها أمام البعثات القادمة من مختلف الجامعات والمراكز البحثية المهتمة بعلم الأثريات من مختلف دول العالم للاستماع إلي مشكلاتهم وتقديم كل ما يلزم من خدمات في سبيل تحقيق الأهداف العلمية في مجال البحث والتنقيب عن الآثار ، مشيراً إلى امتنان مصر وعرفانها لجهود البعثات في كشف كنوز الحضارة المصرية القديمة .
يذكر أن تمثالى "أمنحتب الثالث" هما تمثالان من الحجر الجيرى يقفان أمام البوابة الشمالية من المعبد الجنائزى للملك أمنحتب الثالث ، والتمثالان منحوتان من محجر الجبل الأحمر بالقرب من مدينة هليوبوليس القديمة ، ويمثلان الملك واقفاً ينظر إلى الشمال يستقبل القادمين من الوجه البحرى ومرتدياً تاج الجنوب الأبيض.
وكان التمثالان قد سقطا فى الإتجاه الجنوبى من أثر زلزال شديد حوالى عام 1200 ق.م ، وتحطما إلى عدة قطع واستمر الوضع حتى يومنا هذا ، وتزن أثقل جزء 35 طن وحسب التقديرات الأولية جملة وزن كل من التمثالين تصل إلى 90 طن ويبلغ طول كلا منهما من الرأس بالتاج حتى القدمين 13 متراً.
وفى عام 2013 وبموافقة اللجنة الدائمة للآثار المصرية ، قرر تشكيل بعثة مشتركة من وزارة الدولة للآثار والبعثة الخاصة لتمثالى ممنون لانقاذ ونقل وتجميل واعادة تركيب تمثالى أمنحتب الثالث برئاسة الدكتور "عبد المقصود" ، والدكتور "هوريج سوروزان" والقطع الأثرية المكون منها التمثالين تم تحريكها اليوم الاثنين بحضور الدكتور "عزت سعد" محافظ الأقصر ، و"عادل عبد الستار" الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار ، و"محمد البيالى" رئيس قطاع الآثار المصرية.
وتم تمويل المشروع من جمعية أصدقاء تمثالى ممنون الفرنسية والألمانية وصندوق الآثار.