ناقش "ملتقى الشباب" في ختام أعماله أمس بمعرض الكتاب "الفن التشكيلي في عيون شباب مصر" بدأتها د. سهير المصادفة بالحديث عن المؤامرة التى حيكت ضد شباب الوطن لأكثر من ربع قرن، فقد أريد لهم ألا يتعلموا الفنون، وألا تكون لهم علاقة بأي شيء غير كميات الكتب التى يحفظونها ولا يفهمونها ليخرجوا من المدارس والجامعات وهم غير مؤهلين للتعامل مع الواقع الذي يعيشون فيه . في البداية يرى بدر علاء أحمد أن السبب في تردي الفنون التشكيلية في مصر يرجع إلى غياب الوعى في المنظومة التعليمية فكل القائمين عليها ليس لديهم الفكر السليم في تطوير أبنائهم الطلبة من حيث ثقافة المنهج نفسه، كيف يعرض بشكل جميل، كما أنهم أيضا لا يهتموا بالجوانب الفنية بقدر اهتمامهم بالجانب المعرفى للطالب وبدأ التركيز المناهج التعليمية أكثر من الأمور الفنية وهذا بالطبع أثر على الطلبة .
وأوضح بدر أن حصص الرسم في المدارس لم تعطى الطالب حرية التعبير عما بداخله فأصبحت تفرض عليه أشكال معينة يرسمها دون أن تتركه يختار بنفسه ما يريد أن يرسم مما أدى إلى عدم قدرته على التعبير عن إحساسه الداخلى.
وأوضحت الفنانة د. أحلام فكرى أننا عندما نتحدث عن الفن التشكيلى يجب أن يكون هناك شاشة عرض لأنها تعتمد على الرؤية البصرية أقوى من السمعية، وقالت: "لا يستطيع أحد ان يحرم مبدع من الإبداع، فالإبداع هو في الأساس فن احتجاجي ويظهر عادة في حالة الالم، ولا يتم بتوجه من أحد، ونحن كمجتمع إسلامي يمكن أن نؤكد أن موقف الإسلام من التحريم يختلف باختلاف المقاصد والغايات.
وأشارت أحلام إلى أن فنون الثوررة التى تظهر الآن ونحن مازلنا في داخل الحدث تختلف عنها بعد عشر سنوات، فأول معرض ظهر بعد ثورة 1952 كان بعد مرور عشر سنوات عليها وتصدر المشهد العامل والفلاح والريف المصرى لأن هذه الفئات كانت متصدرة المشهد السياسي، لذلك فنحن الآن لا نستطيع أن نحكم على الفنون الحالية.. فالفنون هي آداء للتعبير وهناك لوح أبلغ من الكلام.
وتمنت أحلام أن تقام ورش عمل للأطفال في قلب ميدان التحرير حتى تؤكد على أنه أمان، لأن الميدان يجمع كل شرائح المجتمع وهو صورة مصغره لمصر فيه كل فئات المجتمع حتى البلطجى وأولاد الشوارع ونحن مسئولين عن خروج هذه النماذج الموجودة في مصر والتى نعتبر أنها في الميدان فقط، رغم أنهم ينتشرون في مكان في مصر.
وقالت د. يسرية عبد السميع أن القلم يرسم اللوحة، واللوحة هي تايخ مصر ولا يمكن لأى فرد أو نظام أن يلغى تاريخها أو أن يعودوا بمصر إلى الوراء، والفن التشكيلي تختلف النظرة إليه بإختلاف الشخص، فكل فرد يقرأه كما يريد، فمن وجهة نظرى أن الشعر هو من أجمل اللوحات الفنية، والرسومات التشكيلية هي طبقة من طبقات هذا البلد العظيم، ولا يمكن التعدي عليها، ومن سيتعدى عليها باي عذر كان فهو بالتأكيد لم يقرأ تاريخ مصر .
وفي لقاء أخر من "ملتقى الشباب" أمس طرحت د. سهير المصادفة سؤال حول النوافذ الإبداعية الجدية وقالت: "هل ستحل الدوريات غير الرسمية والمدونات الأدبية على الإنترنت محل جرائد قومية ترهلت تماما ونوافذ أدبية أصبح من غير المعقول أن يكتب فيها مع إنخفاض سقف الحرية إلى هذا الحد؟.
من جانبه قال الشاعر السعدنى السلامونى منذ أن وجدنا الحروب من نظام مبارك بقتال لم يكن أمامنا سوى الإنترنت، وعندما يغضب النظام من مبدع ما يحاصره وعندما منعت من الكتابة اضطررت إلى الهروب إلى الإنترنت "فيس بوك".
وأضاف السلامونى: كان الدرج هو أكثر مكان كنت أنشر فيه إشعارى ولكنى كنت على يقين أنها ستخرج يوما إلى النور وصدرت أول رواية بعد عشر سنوات من الحصار، فالعمل الإبداعي لابد وأن يظهر للنور، وفكرت من سبع سنوات في إنشاء دوار العامية العربية وأنشأنا معجم العامية بفريق عمل، ولكن أتمنى أن ننشأ هذا الدوار على أرض الواقع نجمع فيه كل اللهجات المصرية في مكن واحد، وموسوعة العامية حتى في الشعر الجاهلي، وحين يتم هذا سأتخلى عنها تماما للجيل الجديد.
وقال شريف منجود رئيس تحرير جريدة الخان أن سببب ظهور جريدة الخان هو إتاحة الفرصة للشباب لنشر ابدعاتهم والتعبير عن آرائهم فكل الجرائد والمجلات لا تقدم ما يمثل الشباب، وللأسف نحن نعانى من التهميش وعدم الإهتمام بنا كجيل جديد، فأي مجموعة من الشباب المبدعين لا يجدون من يوجههم أو يسمع لهم، لذلك أنشأنا رابطة الخان الثقافية وطلبنا من الشباب كل من لديه عمل يقدمه لنا، وبالفعل نجح هذا الأمر ولكن لا ننكر أن هناك بعض الأخطاء التى تعلمنا منها.
وأشار منجود إلى أن هذه الرابطة تعمل على نشر الثقافة بشكل شبابي واعى وذلك بالتعامل مع الثقافة كمنتج للتفاعل معه لخلق حالة من التبادل الثقافي بين الشباب، وتهتم بنشر الثقافة بكل أشكالها، وتشكيل مجتمع ثقافي خالي من التعصب، داعم لتقبل الآخر وقادر على تطوير الوعى للصالح العام، وتهدف الرابطة إلى بث الوعى الثقافي والنقدى القادر على نشر أفكار مدنية من خلال توسيع المدارك الفكرية ودائرة المعارف عن طريق جلسات ودورات تثقيفية وورش فنية وإبداعية، وفي سبيل ذلك تم إنشاء مجلة خاصة بالرابطة صدر العدد الأول منها ولاقى إقبال جماهيرى كبير.