يوماً ما .... ستسير إلى جواره تحت ضوء القمر ستتمسك بيديه و كأنها طفلته التى تخشى الضياع ستبتسم و تضم كتفيها ثم تغمض عيناها .... و تنتفض فجأة لتبدأ الحديث عن حلم جديد كم تتمنى لو يصنع القدر لهم جزيرة فى الماء تمطر السماء عليها فتنبت أشجاراً و وروداً لو تأتى العصافير إليها صباحاً توقظها لتتأمله طويلاً لو تتمكن من أن تبنى لهما بيتاً بستائر الحرير لو تتشبث بأحضانه فتغرق فيها و تختفى عن العالم لو ينساها العالم فيه
يوماً ما .... ستلتقى أحلامهما ... ستندمج ... و تنصهر ... ستتوحد سيغيب الجميع ليبقى هو و هى حاضرين ... عاشقين ... و حالمين فى أقدارهم كُتب لهم أسطورة ليحيوها هى تعلم جيداً أن فى أسطورتها لا توجد القصور ، و لا الخدم ، و لا الذهب فقط عشقهم الذى بنى لها به فى قلبه قصراً و خدمته هى كأحد الأمراء كلماته و كلماتها ... تتحول ذهباً لمسة من يداه تضع بريقاً فوق جسدها كأنها إرتدت حُلى الدنيا
يوماً ما.... سترتفع بهم الأرض .. سيروا السماء عن قرب سيأتى لها بتلك النجمة التى طالما عشقت النظر إليها و هما نائمين فوق رمال صفراء ناعمة و فى ليل أسوده يشع رقة حولهم شموع تتوهج كلما رأته إقترب منها ... تُشعل من نورها لتغريهم عن نور السماء تخبو و تنطفىء إذا ما أغمضت عيناها فوق صدره
يوماً ما ... و أيام كثيرة .... كتبت عنها فى أوراقها المتناثرة فى غرفتها قرأها هو و هو يدرك تماماً فى داخله أنه لم يكن ينوى العودة ليحقق لها تلك الأحلام أنه لم يحلم معها أبداً ّ، و لا حلم لها ، أو حتى بها كان على يقين بأن تلك الأيام لن تأتى لن يروا القمر سوياً ، حتى أنه لا يذكر أى النجمات عشقت
كم كانت ساذجة ... فى إيمانها به كم كانت عاشقة غبية ، فبعد أن رأته يُشيح بوجهه عنها حين رآها و يفر ليختبىء فى الزحام لم تفعل سوى أنها إبتسمت لأنها رأته
إنها تستحق إبتسامته المليئة بالسخرية و هو ينظر إلى جسدها الملقى فوق كومة من أوراقها تلك الأوراق التى لم يُتيره فضوله ليقرأها فلن يجد فيها سوى حلم غبى أو اكثر لكن فضوله كله تحرك لتلك الورقة الاخيرة التى لا زالت تمسك بها هو يعلم أنها ستُرضى غروره حين يتأكد أنه كل ما كانت تتذكره حتى النهاية لكن ، خوفه من أن يلمسها فتحييها لمسته ، جعله يتراجع غادرها و روحها ظلت مستقرة فى نهاية الغرفة تنظر إليه و عيونها مبتسمة كشفتيها و أخيراً رأته ... و سينشغل تفكيره بها يومين أو أكثر ربما يأتى إليها ليبحث عن تلك الكلمات و قد يزور قبرها و يتحدث إليها ليسأل عنها قد تحقق حلم واحد مما حلمت روحها لازالت تعشقه كما عشقته طوال الوقت و أكثر لا زالت على يقين بأحلامها معه تُرى هل عشقت غبىاً ؟؟؟ أم أنها عاشقة غبية ؟؟؟ فى قسم همسات وخواطر