بعد مرور أكثر من عشرين عاما على ولادة أول مولودة عن طريق التلقيح خارج الجسم أو ما يعرف بعملية أطفال الأنابيب والحقن المجهري (IVF)، ورغم التطور الملحوظ في هذا المجال الذي وصلت فيه نسبة الحمل إلى أكثر من 60% تقريبا في بعض المراكز المتطورة عالميا، فإنه قد وُجد أن بعض الحالات لا يكتب لها التوفيق في التوصل إلى نتيجة إيجابية، وهو ما يعرف حاليا بالفشل المتكرر لعملية أطفال الأنابيب الذي حددته بعض الدراسات بفشل 3 عمليات متكررة أو أكثر. تاريخ عمليات الإخصاب * وفي حديث له، أوضح الدكتور مازن بشارة استشاري أمراض النساء والولادة وأطفال الأنابيب رئيس وحدة العقم وطرق المساعدة على الإخصاب بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجدة، أن الفضل في ابتكار هذه التقنية المساعدة على الإخصاب يرجع إلى عالمين بريطانيين تمكنا من إجراء عملية تلقيح بويضة واحدة لسيدة بريطانية كانت تعاني من تأخر الحمل بحيوان منوي واحد من الزوج وتم إرجاع البويضة المخصبة داخل الرحم. وبعد ذلك تم الحمل عام 1978 في عيادة «بورن هول» Bourn Hall Clinic. ومنذ ذلك الحين اعتمد هذا المجال تطورات كثيرة، كان أهمها التوصل لعملية الحقن المجهري عام 1996 التي يتم فيها حقن الحيوان المنوي مباشرة داخل البويضة بدلا من وضع الحيوان المنوي والبويضة في مزرعة ليتم التلقيح (أطفال أنابيب)). وتفيد هذه التقنية بعض المرضى الذين يعانون من ضعف أو نقص في الحيوانات المنوية، كما أنه أثبتت معظم الدراسات أن نسبة التلقيح تكون أعلى باستخدام الحقن المجهري مقارنة بأطفال الأنابيب. وأشار د. بشارة إلى أن هذا المجال شهد أيضا تطورا ملحوظا في ابتكار أفضل الأدوية والعقارات المستخدمة في تنشيط المبايض، وتطورات أخرى في المواد المستخدمة في معامل الأجنة والمساعدة على الإخصاب التي تتعلق بالمزارع (culture media) المستخدمة لحفظ وتنضيج البويضات خارج الجسم. أسباب فشل الإخصاب * أوضح الدكتور مازن بشارة أن أسباب فشل عملية أطفال الأنابيب تعزى، استنادا إلى الدراسات الحديثة وخبرة بعض المراكز العالمية المتقدمة، إلى 3 أسباب رئيسة، هي: * السبب الأول: أسباب تتعلق بعدم التصاق البويضات المخصبة في بطانة الرحم الداخلية وتتلخص في:- وجود عائق لالتصاق البويضات داخل الرحم، مثل اللحمية أو ليف أو عيوب خلقية داخل الرحم. - عدم وصول بطانة الرحم للسماكة المطلوبة لوجود التصاقات أو ما يعرف بasherman›s syndrome. - وجود أجسام مضادة في جسم الزوجة تمنع التصاق البويضات. * السبب الثاني: خلل في تكوين البويضة المخصبة، كوجود خلل جيني أو وجود زيادة في سماكة جدار البويضة. * السبب الثالث: عوامل متعددة، مثل: - وجود ما يعرف بالبطانة المهاجرة (endometriosis)، حيث تقل نوعية وجودة البويضات عند الزوجة. - وجود سوائل وانتفاخ في قنوات فالوب (hydrosalpinex)، بسبب التهابات سابقة أصابت قناة فالوب. - ضعف في تنشيط البويضات ومخزون التبويض لدى الزوجة، لأسباب مختلفة منها تقدم سن الزوجة.