رأت صحيفة (الوطن) السعودية في افتتاحيتها اليوم الثلاثاء أن التدخل الفرنسي السريع في "مالي" كان ضروريا، بعد أن استفحل خطر التنظيمات المسلحة في البلاد، وباتت تهدد الاستقرار في عمق الساحل الأفريقي عبر الحدود المشتركة مع الجزائر وموريتانيا. وعلقت الصحيفة بأن سرعة ترحيب قوى الغرب خاصة أمريكا وبريطانيا وألمانيا وحلف الأطلسي بالمهمة الفرنسية، واستعدادهم للتعاون عسكريا ولوجستيا، مما يدل على أن استئصال الإرهاب من مالي مطلب دولي، مصحوب بغطاء من الشرعية الأممية، وفقا للقرار الذي أصدره مجلس الأمن في 20 ديسمبر الماضي، والذي يسمح بنشر قوة مهمة الدعم الدولي بقيادة أفريقيا (أفيسما).
وقالت الصحيفة "إن المهمة الدولية في مالي كانت مقررة في سبتمبر المقبل، لكن بعد زحف الجماعات الإرهابية جنوبا إثر سيطرتهم على المنطقة الصحراوية في شمال البلاد، جعلت فرنسا تستجيب سريعا لطلب المساعدة من حكومة مالي، بعد أن هدد المتشددون الأسبوع الماضي بلدتي موبتي وسيفاري بمطارها الرئيسي في وسط البلاد، التي كانت مستعمرة فرنسية في الماضي تحت اسم "السودان الفرنسي".
ونبهت إلى أن سقوط بلدات الشمال تحت سيطرة المتشددين، بعد أن دفع انقلاب عسكري في باماكو الطوارق إلى شن هجوم أسفر عن السيطرة على الشمال، ومن ثم قسمت البلاد إلى نصفين.
والواقع أن المهمة الدولية في اعتقاد صحيفة (الوطن) - ليست سهلة، ويتوقع أن تستمر لمدة أشهر نظرا لقوة مقاومة المتمردين وفقا للاعتراف الفرنسي، إضافة إلى وعورة المنطقة وصعوبتها الجغرافية المتمثلة في الصحراء الشاسعة والجبال الوعرة.
وقالت صحيفة (الوطن) "إلا أن إعلان وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لو دريان، بأن فرنسا "في حرب مع الإرهاب أينما وجد"، يعد شعار حرب تنضوي تحت لوائه قوى متعددة ، هدفها عودة الاستقرار والأمن لدول المنطقة، مشيرة إلى أن التعاون الدولي في هذه المهمة يعبر عن القلق العربي والأفريقي والعالمي من تنامي قوة التظيمات المتشددة والمرتبطة بتنظيم القاعدة في تلك المنطقة الحيوية من القارة الأفريقية، والتي تعد الحزام الرابط بين (س وص) أي دول الساحل والصحراء في أفريقيا.
واختتمت بالقول "المهمة تتطلب تكثيفا للتعاون الدولي، من أجل عودة الاستقرار لمنطقة تمثل قلب القارة الأفريقية".