ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن العقوبات الدولية المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل، أضرت بتجارة الأدوية الضرورية مثل العقاقير التي تستخدم في علاج الأمراض الخطيرة، مما يهدد حياة المرضى الإيرانيين. وأشارت الصحيفة البريطانية -في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم /الأحد/ - إلى أن مئات الآلاف من الإيرانيين ممن يعانون أمراضا خطيرة يتعرضون لخطر وشيك بسبب العواقب "غير المقصودة" التي خلفتها العقوبات الدولية، التي أدت إلى نقص خطير في الأدوية الضرورية التي قد تنقذ حياة المرضى الإيرانيين وعلى رأسها أدوية العلاج الكيماوي لمرضى السرطان وأدوية جلطات الدم. وأوضحت الصحيفة أن الحكومات الغربية قدمت بعض التنازلات في نظام العقوبات- بهدف إقناع طهران للحد من برنامجها النووي- في محاولة لضمان الحصول على الأدوية الأساسية من خلالها، ولكن هذه التنازلات لا تؤتي ثمارا لأنها تتعارض مع القيود المصرفية المفروضة على إيران ، وكذلك فرض الحظر على المواد الكيماوية ذات الاستخدام المزدوج - التي قد يكون لها تطبيقا عسكريا. وقال ناصر ناجدي المدير العام لشركة دارو باخش أكبر شركات الأدوية الإيرانية في تصريح خاص للجارديان " إنه في بعض الأحيان توافق الشركات على بيع الأدوية لإيران ولكن ليس لدينا سبيل لتسديد قيمة تلك الأدوية بسبب القيود المصرفية المفروضة علينا. وأضاف "إن المرضى الإيرانيين أصبحوا في وضع خطر بين الحياة والموت مستنكرا صمت العالم حيال ذلك ، ومتهما بريطانيا وألمانيا وفرنسا بعدم الاكتراث بصحة البشر ، مشيرا إلى أنه في حالات الإصابة بالسرطان فإن عدم وجود العلاج يعني الوفاة". ولفتت الصحيفة إلى أن المسئولين الأوروبيين على وعي كامل بتلك الكارثة، معيدة إلى الأذهان برنامج النفط مقابل الغذاء الذي كانت قد أقرته الأممالمتحدة في العراق بموجب قرار مجلس الأمن رقم 986 لعام 1995، وهو برنامج يسمح لعراق بتصدير جزء محدد من نفطه، ليستفيد من عائداته في شراء الاحتياجات الإنسانية لشعبه، تحت إشراف الأممالمتحدة،لافتة إلى أن القوى الدولية المعنية بفرض العقوبات على إيران تجرى مباحثات حالية في بروكسل حول كيفية أنقاذ المرضي الإيرانيين .