فيما يواصل مقاتلو المعارضة هجماتهم في شمال سوريا حيث يحاولون التقدم نحو مطار عسكري في محافظة ادلب (شمال غرب) ونحو مطار حلب الدولي، اكد الامين العام لحزب الله حسن نصرالله الخميس ان سوريا “مهددة بالتقسيم اكثر من اي وقت مضى”، داعيا الى تسوية سياسية ومشددا على عقم الحل العسكري. وقال نصرالله في مراسم احياء ذكرى اربعين الحسين التي اقيمت في بعلبك (شرق) ونقلها تلفزيون “المنار” التابع لحزبه مباشرة على الهواء، “اخطر ما تواجهه منطقتنا وامتنا في هذه المرحلة وخصوصا في السنوات الاخيرة هو مشروع اعادة تقسيم المنطقة الى دويلات صغيرة على اساس طائفي او مذهبي او عرقي او جهوي”. واضاف “موقفنا المبدئي والعقائدي هو رفض اي شكل من اشكال التقسيم او دعوات الانفصال او التجزئة في اي دولة عربية او اسلامية، وندعو الى الحفاظ على وحدة كل بلد مهما غلت التضحيات مهما كانت الصعوبات والمظالم ومهما كانت المطالب محقة”. وتابع نصرالله “هذا الامر يهدد اليوم العديد من البلدان العربية: من اليمن الى العراق الى سوريا المهددة اكثر من اي وقت مضى الى مصر الى ليبيا، هناك مشاريع تقسيم ومخططات انقسام. يجب ان تواجه هذه المخططات”. وتوقف عند نزوح “حوالى مئتي الف” من السوريين او الفلسطينيين او اللبنانيين المقيمين في سوريا الى لبنان منذ بدء النزاع قبل 21 شهرا. وقال نصرالله “الحل الحقيقي لملف النازحين هو معالجة السبب اي العمل من اجل ان يكون هناك تسوية سياسية في سوريا توقف نزف الدماء والقتال والحرب الدائرة حتى يعود الاهل الى بيوتهم وديارهم وارضهم”. واعتبر ان “الذي يتحمل مسؤولية استمرار النزوح هو نفسه الذي يتحمل مسؤولية نزف الدم وهو الذي يعيق ويمنع السوريين من الذهاب الى حوار سياسي او تسوية سياسية سواء كان داخل سوريا او على مستوى اقليمي او على مستوى المجتمع الدولي”. وتابع “اذا استمر الحل العسكري، ستكون الحرب طويلة”. على الارض، شن مقاتلو المعارضة صباح الخميس هجوما جديدا على مطار تفتناز العسكري في شمال غرب سوريا. وقال المرصد السوري لحقوقو الانسان في بيان “تجددت الاشتباكات العنيفة صباح امس في محيط مطار تفتناز العسكري بين القوات النظامية ومئات المقاتلين من جبهة النصرة وكتائب احرار الشام والطليعة الاسلامية الذين يحاولون منذ امس السيطرة على المطار”. وترد القوات النظامية بقصف على محيط المطار لاعاقة تقدم المعارضين. وتمكن المهاجمون الاربعاء “من اقتحام اسوار المطار وتفجير سيارة مفخخة عند مدخله واقتحموا مبنى القيادة قبل ان ينسحبوا لاحقا”، بحسب المرصد. وافاد مصدر عسكري داخل مطار تفتناز وكالة فرانس برس عن استمرار المعارك في محيط المطار منذ “أكثر من 48 ساعة متواصلة”. واوضح ان التفجير الذي قام به المقاتلون “عن بعد على احد ابوب المطار مكنهم من التسلل الى داخله”. واشار الى اشتباكات وقعت على الاثر بين المتسللين “وعناصر حماية المطار بدعم من سلاح الجو السوري وسلاح المدفعية”، وان “عناصر الحماية نجحوا في صد الهجوم وقتل عدد كبير من المتسللين، وإجبارهم على التراجع الى خارج المطار”. في حلب، افاد المرصد عن اشتباكات في محيط مطار حلب الدولي قرب مقر الكتيبة 80 المكلفة حماية المطار والتي يحاصرها المقاتلون المعارضون منذ ايام، في محاولة للسيطرة عليها والتقدم نحو المطار المقفل منذ الثلاثاء الماضي بسبب الهجمات وعمليات القصف التي يتعرض لها. في الشرق حيث يسيطر مقاتلو المعارضة على اجزاء كبيرة من محافظة دير الزور وعلى حقول نفطية وعلى مطار حمدان العسكري، افاد المرصد عن اشتباكات في محيط المطار العسكري في مدينة دير الزور. في ريف دمشق، تتعرض مناطق في مدينتي داريا ومعضمية الشام ومحيطهما للقصف من القوات النظامية السورية التي تستخدم الطائرات الحربية وراجمات الصواريخ وتحاول منذ اسابيع فرض سيطرتها الكاملة على المنطقة، بحسب ما يقول المرصد السوري الذي اشار الى استمرار تدفق التعزيزات العسكرية لقوات النظام الى داريا. واحصى المرصد في الحصيلة النهائية لضحايا الاربعاء في سوريا 12 قتيلا في القصف بالطيران الحربي الذي استهدف محطة الوقود في اطراف بلدة المليحة في ريف دمشق، بالاضافة الى عشرات الجرحى، بعد ان كان تحدث ناشطون عن اكثر من سبعين قتيلا. وفي الصور واشرطة الفيديو التي نشرت حول هذه العملية على شبكة الانترنت، يمكن رؤية مسلحين بين القتلى.