اعتاد الحكام والرؤساء على مرالتاريخ على استخدام"نظرية المؤامرة" تجاه من يعارضهم فى الحكم، لتنكيل بهم وتكميم أفواههم وذلك بإدعاء بأنهم يدبرون لمؤامرة لاسقاط النظام وإثارة الفوضى، ليثبتوا لرأى العام وعامة الشعب البسيط بأن المعارضة تكذب وتخفي نوايا خبيثة يجب التصدي لها وكبتها، فنجد أن الدولة العربية وحكامها دائما ما تستخدم مصطلح المؤامرة ضد من يعارضهم كما تعتقد بالمؤمرة الغربية تجاهها تلك المؤمرات التى ظهرت فى مصر عبر التاريخ، فقد أطاحت بنظام مبارك وكان يقف وراءها فلول الحزب الوطنى بإدعاء وجود مؤامرة خارجية لإسقاط النظام رغم أنها ثورة شعب أنتفض لنيل حريته، وأزدات بشدة بعد وصول الرئيس مرسى الذى لم يتعلم من الأنظمة السابقه له وأصبح عام 2012 عام المؤامرات بلا منازع، من كل القوى تجاه الأخرى، فقد فكر الإخوان فى تكميم أفواه المعارضة وإرهاب الثوار بإستخدام المؤامرة وقلب نظام الحكم نفس تعبيرات ومصطلحات النظام السابق، وبدأت بتقديم بلاغات ضد رموز جبهة الإنقاذ الوطنى بتهمة قلب نظام الحكم. واستخدم نظرية المؤامرة فى مواجهه المعارضة كما وصفتها جماعه الإخوان من المرشد العام محمد بديع ونائبه الشاطر، اللذين أكدوا أن لديهم معلومات مؤكدة عن وجود مؤمرات محلية وإقليمية ضد الإخوان المسلمين لقلب نظام الحكم، بتمويل من الخارج وتحريض من المعارضة المصرية الساعية لإسقاط لنظام على حد قولهم، حتى وصلت إلى الاعتقاد بالمؤامرة لخطف الرئيس مرسى التى دبراها الإخوان مورطين فيها المعارضة المصرية من جبهة الإنقاذ الوطنى. حيث كان التفسير التآمرى هو تفسير كل شىء من وجود طرف ثالث يدبر الأحداث مثل أحداث محمد محمود، وماسبيرو، ومجلس الوزراء، ومذبحة بورسعيد، أثناء حكم المجلس العسكرى، وكانوا يؤكدوا دائما وجود طرف ثالث، كما تم تشكيل لجنة تقصى الحقائق كالعادة لم تتوصل إلى شىء، وكذلك فى انتخابات الرئاسة التى أتهمت الأطراف الآخرى الخاسرة بتآمر، ثم إلى تراشق المؤامرات فى الجولة الثانية بين الفريق شفيق والدكتور مرسى ، ومع أحدث الفيلم المسىء للرسول والمظاهرات أمام السفارة الأمريكية، والتى انتهت إلى الحرق والتخريب، عاد الطرف الثالث ليشغل الاهتمام. كما ظهرت نظرية المؤامرة فى كشف حساب المائة يوم الأولى للرئيس مرسى ، من اهتمام الرئيس بالرد على معارضيه، أكثر من الانشغال بالتعبير عن نفسه، وعندما أصدر الرئيس الرئيس مرسى الإعلان الدستورى 21 نوفمبر وبرر ذلك بأنه اتخذ قراره بعد أن علم بمؤامرات لإسقاط النظام بين عدد من فلول النظام السابق وقيادات المعارضة، وأنه لديه ملفات وتسجيلات فيديو، ثم أحداث الاتحادية والحديث عن مؤمرة جديدة، وان المتهمين اعترفوا بذلك، فيتم الإعلان عن مؤامرات دون إثبات حقيقتها فالمؤامرة ليست توصيفا للواقع بل تهدف إلى تغيب عقول الشعب وإبقائهم أسرى بيد من يدعى أنه يعلم بمواطن المؤامرة وهى أداة تندرج ضمن أدوات الحرب النفسية لسيطرة على الرأي العام فلماذا لم تعلن الأنظمة عن تفاصيل المؤامرة إذا كانت حقيقة؟ فقد تواجدت مع رموز الأنظمة فى مصر وتونس وسوريا وكافة الدولة، ففى مصر كان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر يقوم بمطاردة وإبادة المعارضة إقصائهم والتنكيل بهم واعتقالهم وبخاصة الإسلاميين رغبة منه فى حماية النظام والإدعاء بأنهم يديرون المؤمرات لقلب نظام الحكم وإثارة الفوضى، تلك التهم التى نسبها السادات إلى معارضيه من الإخوان المسلمين رغم إحتوائه لهم بعد توليه السلطة ضد الإشتراكيبن إلى أنه أيضا قام بالتنكيل بهم وأعتقالهم لتخلص من معارضيه، كما أعتقل مبارك المعارضة وبخاصة الإخوان المسلمين، وقام بالتجسس على قيادات الإخوان، وإتهامهم بالإرهاب والمؤمرات لقلب نظام الحكم، كما تأمروا على الرئيس الراحل السادات للوصول إلى السلطة بعد قتله فى ميدان المنشية 1954 وهكذا نجد أن هذه الأنظمة كانت تقصى المعارضة وتتهمهم بالتأمر لقلب نظام الحكم وذلك ما يفعله الإخوان حاليا اللذين يمثلون النظام من تخوين وتكفير المعارضة واتهامهم بالتآمر على الرئيس مرسى وإسقاط شرعيته، وإعداد قوائم اغتيالات لمعارضى الرئيس ورفع قضايا عليهم، مما يثير تخوف المعارضه من أساليب النظام ومصطلحاته التى تسعى لكبت المعارضة والتنكيل بهم نظرا لما تردده جماعة الإخوان المسلمين من مؤامرة خطف الرئيس مرسى من خلية خليجية ثم إعلان هروبه إلى دولة قطر بدعم من رموز المعارضة المصرية وجبهة الانقاذ الوطنى بالتنسيق مع ضاحى دخلان قائد شرطة دبى، مما زادت حدة الخلاف بين النظام المصرى والمعارضة، اللذين أكدوا أن هاجس المؤامرة الغير حقيقى أصبح متواجد لدى النظام لتشويه المعارضة وانما هو يثبت فشل الرئيس فى إدارة البلاد كما فسرت رموز الأنظمة العربية ثورات الربيع العربى بأنها مؤامرة ضد الأنظمة من الغرب بتمويل من الخارج مع المعارضة الموجودة، فالثورات التى أنتزعت حق الشعب فى الحرية من الاستبداد والديكتادورية كانت تفسر من الحكام بأنها مؤمرات تهدف لضرب الوطن والشعب، فنجد أن النظام السورى المتمثل فى بشار الأسد الذى يستمر فى إباده لشعب السورى وثورته، والذى يؤكد وجود مؤامرة من الخارج ضده رغم أن الثورة السورية التى أنتفض بها الشعب وضحى بآلاف الشهداء لليتحرر من الاستبداد الا أن النظام يفكر بأسلوب المؤمرات على النظام لإسقاطه من وجود عصابات مسلحه برغم الجرائم التى يرتكبها النظام وقتل الألأف بمنطلق القضاء على المؤامرات التى تسعى للفوضى كما عاش الشعب الفلسطينى فى نظرية مؤامرة نتيجة لترويج نظرية المؤامرة قام بها الاستعمار والصهيونية والرجعية العربية واعفت القيادت الفلسطينية من المسؤولية فلا يمكن أن نفسر حال الفلسطينين على أساس تأمر الغرب وإسرائيل والأنظمة العربية بل يشمل أيضا الانقسامات الفلسطينية. وتسود فى الدول العربية الإسلامية ظاهرة الاعتقاد فى نظرية المؤمرات الغربية على الشعوب العربية بداية من تدمير الثقافة العربية والإسلامية والدينية الإسلامية ويتم ذلك عن طريق وسائل الإعلام الحديثة والمضامين التى تقدم خلالها وهذه محاولة لإلهاء العقول بأن الوطن العربى دائما محاط بالمؤامرة . حيث يقول الفكر السياسى"أشرف القابسى" أن هناك من الناس من يفسر كل الحوادث و الوقائع على أنها بفعل مؤامرة: وذلك بربط كل الأمور وجميع الأحداث العالمية إلى عصبة متأمرة بشكل منظم مهيمن فالمؤامرات تسعى بالأساس إلى تشويه المعارضة وإخداع الرأى العام لأنها دائما ما تكون أقاويل دون دليل فإذا أمسك النظام بخيوط المؤامرة لماذا لم يعلن عنها لرأى العام ويثبت صحة أقاويله ولكن أثبت التاريخ بأنها وسيلة يلجأ إليها الحكام والأنظمة الديكتاتورية لتكميم أفواه المعارضة.