و«سومة» هذه هى كل امرأة فيك يا مصر، يا غالية، يا فريدة من نوعك، يا صاحبة الحضارة الضاربة فى عمق التاريخ، وصاحبة «المدنية» التى لن يستطيع أحد أن يؤخرك عن طريقها. وإلى كل من يحاول السؤال عن اسم «سومة» ولماذا أخذته عنواناً لهذه الصورة التى التقطتها عدسة الناس والدنيا كلها للمرأة المصرية هذه الأيام، وإلى من يسأل عن «سومة» أقول: إنها «أم كلثوم» أيقونة الفن والغناء والطرب، «سومة» التى تمايل الكبار والصغار وقتها على أنغام أغانيها فى العشق والهوى، وفى الوطن والوطنية، وفى أغنيات الصوفية و«حديث الروح»، سومة رمز قريب لامرأة مصرية فلاحة من «طماى الزهايرة» محافظة الدقهلية تقرأ القرآن وتجوده وتغنى بحلاوة صوت قلما يجود به الزمان، لكن يبقى - وهذا هو المهم- أن «سومة» المصرية الفنانة خرجت لدور وطنى لتجمع الشتات بعد هزيمة 1967 ونجحت بحملة وطنية ارتفعت فيها الروح المعنوية بعد الهزيمة وبدا نور الأمل وطريق الكفاح من جديد، «سومة» التى أحكى عنها استطاعت أيضاً أن تكون همزة وصل عربية مع الخميس الأول من كل شهر بحفلاتها.. جمعت العرب رغم تشتتهم بفن راق اجتاز كل الخلافات وقتها.
واليوم «سومة» المرأة المصرية تعود من جديد فى ثوب جديد.. طوابير طويلة من «سومة» و«فاطمة» و«أمينة» ولا أريد أن أضم إلى الأسماء «فؤادة» حتى لا تثير حساسية أحدهم كما حدث مع الزميلة «علا الشافعي».. فالأمر يا سادة أكبر وأجل شأناً.. المهم كلها أسماء مصرية تقف «لنهضة مصر» الحقيقية تماماً كما تقف المرأة فى ميدان الجامعة رمزاً وتمثالاً للنهضة.. يا رب.. ما هذه المرأة؟! وما سر خلطتها المصرية السحرية؟! لقد استشعرت خطراً قد يعصف ببعض حقوقها فخرجت لتقول للدنيا كلها «نحن هنا»، وأكثر من ذلك لضمان حقها فى الوطن والأبناء والنجاحات وراقبوا عدد الاستشكالات التى قدمتها لتكون دقيقة ومحاسبة ضماناً لنزاهة الاستفتاء على الدستور ولتحقيق العدل والحق حتى وصل الأمر إلى ما يشبه النادرة أو الحكاية التى تناقلتها الصحف، «سومة» من جديد تقول «لا» للدستور الذى تعتقد أنه يخاصمها وربما ينتقص من حقوقها، وتصر على «لا» صريحة أمام زوجها الذى قال «نعم» للدستور، وحاول أن يثنيها عن رأيها دون جدوى حتى استصرخت داخله الزوج الصعيدى وقام بتطليقها فى لجنة الاستفتاء بالمنيا!! ما كل هذا؟! وما كل تلك الحيوية والحياة داخلك؟! يا من وضع الله داخلك سر الحياة، وجعلك الأم التى تحمل البنات والبنين.
ولأننى امرأة لابد أن اعترف بأن الفخر يملؤنى، ولكن الفخر كل الفخر لمصر الغالية التى انجبتنا ونفخت فينا من روحها كل هذا الحب والحماس والاعتداد بها، ولابد أن نوفيها حقها من مواصلة الكفاح وتقريب وجهات النظر لنعيش كلنا على أرضها.. رجالاً ونساء، مسلمين وأقباطاً، لا فرق بيننا إلا بتقوى الله والصلاح فى العمل وأخيراً وليس آخراً.. يبقى لك أحلى سلام لأحلى «سومة» مصرية.. الله عليك يا سومة!!