قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن ليبيا تتعرض للتفكك الآن، وتشهد ارتكاب أخطاء وجرائم، مثل مقتل السفير الأمريكي، وأكد أن موسكو لا تريد أن تشهد سوريا أيضا نفس مصير ليبيا. وأشار بوتين -في تصريحات أدلى بها خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الخميس في موسكو ونقلته وكالة أنباء "نوفوستي" الروسية- إلى أن الشيء الذي تهتم به روسيا في سوريا هو وقف الحرب الأهلية ومنع تعرض المنطقة وسوريا لتفكك وليس مصير النظام الحاكم.
وتابع بوتين قائلا إن روسيا لا تدافع عن مصالحها في سوريا، وإنما ترى لها مصلحة في إنقاذ هذا البلد من الحرب والتفكك.
وأكد بوتين أنه من الضروري أن يتفق السوريون فيما بينهم أولا على كيف يعيشون، ثم يتعاملون مع قضية الحكم وليس العكس، مشيرا إلى أنه لا يمكن أن يمهد أي انتصار عسكري للاتفاق المطلوب تحقيقه.
وأضاف الرئيس الروسي قائلا: "أظن أنه لا مكان هناك لاتفاق يستند إلى انتصار عسكري، ولن يكون مثل هذا الاتفاق مجديا".
وحول العلاقات الروسية- الأمريكية أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إن تدهور العلاقات بين روسياوالولاياتالمتحدةالأمريكية بدأ بسبب الخلاف حول العراق، قائلا: "إن العلاقات الروسية-الأمريكية أفسدها إلى حد ما، الخلاف في وجهات النظر حول العراق.
وأضاف الرئيس الروسي أن "سياسة شركاء الولاياتالمتحدة الأوروبيين فرنسا وألمانيا هى التي دفعتنا إلى هذا الموقف".
وتساءل بوتين "هل كانت وسائل حل مشكلة صدام حسين مناسبة أم لا؟.. إنه سؤال صعب ولكننى أظن أن مثل هذه الوسائل تقبل الجدل، وإن هذا يفسد علاقاتنا، لكنني أريد أن أكرر ما قاله الرئيس الأمريكي الثاني والأربعون (بيل كلينتون) من أن كلا منا ليس عدوا للآخر، وأنا أتفق مع هذا الرأي".
وردا على سؤال حول حقوق الإنسان، ندد الرئيس الروسي بانتهاكات واشنطن لحقوق الإنسان قائلا "إن الأمريكيين يحتجزون الناس في سجونهم بدون تهمة، ويعذبون المسجونين، وبعد ذلك يطالبون بمعاقبة منتهكي حقوق الإنسان في روسيا، معتبرا إن رد البرلمان الروسي على البرلمان الأمريكي الذي وضع قانونا معاديا لروسيا، كان مناسبا".
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "إن شركاءنا في الولاياتالمتحدة والمشرعين الأمريكيين يهتمون بحقوق الإنسان في السجون الروسية في وقت يواجهون فيه مشاكل كثيرة في سجونهم ، ولقد قلت إنهم يحتجزون الناس في سجن أبو غريب وسجن جوانتانامو خلال سنوات طويلة دون توجيه تهمة، إنه أمر غير معقول، وليس هذا فقط، بل يمشي المسجونون هناك مكبلين".
وعلى صعيد آخر، أعرب بوتين عن معارضته لارتداء الحجاب في المدارس الروسية.. مشيرا إلى أن الحجاب لم يكن موجودا في ثقافتنا، أعني الإسلام التقليدي".
وقال بوتين إن "الشخصيات المؤثرة في دول العالم الإسلامي، تقول إنه لا حاجة لارتداء الحجاب، ولماذا نحاول إدخال تقاليد غريبة على ثقافتنا؟" -على حد زعمه-.