■ أقل ما يمكن أن يوصف به حال المواطن فى الشارع المصرى أنه أصيب بحالة شيزوفرينيا، فلم يعد يعرف رأسه من رجليه، ويعانى من اكتئاب شديد، ينغص عليه حياته، وأصبح فى حيرة من أمره.. باختصار شديد «تايه» وما أدراك ما التوهان الذى يذهب بصاحبه «إلى خبر كان»! ينام المرء على ما يصحو عليه.. نكد وغم.. وغموض فى كل شىء.. وكيف لا وهو الذى يداهمه مرض نفسى مزمن اسمه الانفصام فى الشخصية، لا يدرى متى يشفهى منه أمام هذا الانقسام المرعب الذى تسبب فيه الإخوان المسلمون باعتبارهم فى صدارة الحكم ويمسكون بخيوط المسئولية.
مصر التى كانت رمزاً للوحدة وكانت قوتها فى وحدة أبنائها تحولت بفعل فاعل إلى معسكرين، وبدلاً من أن يسعى القائمون على الحكم إلى إعادتها قوية.. إذا بهم يزيدون من فرقتها، علماً بأن التراجع عن قرار لا يعنى هزيمة، بل ربما كان شجاعة.
الدستور فى كل الدنيا يجرى تأسيسه لكى يجمع.. أما الدستور الذى يرفضه الشارع ويخرج لأجل إعادة النظر فيه الملايين فهو إذن فاشل ويباعد بين المواطنين.. يبقى «طظ» فى دستور لا يوحد بين أفراد الشعب.
هكذا.. يقول صوت العقل.. بلاها الدستور «اللى حيولع» البلد، وحتى لو تم الاستفتاء عليه سيظل كيان الدولة فى خطر.
والمرعب فى الأمر أن الانقسام إلى نصفين، كما هو الوضع الآن يتمخض عنه انقسامات أخرى داخل كل معسكر «خناقتين كبار».. وبداخلهما خناقات صغيرة تتزايد ليتضاعف حجم الجرح الذى ينزف دماً.. بريئاً.
الصورة المؤلمة واضحة، وتفاصيلها مزعجة، وأبطالها الموجودون على المشهد السياسى يتكلمون و«يتفزلكون».. أما أعراض الشيزوفرينيا فهى لا تظهر إلا على البنى آدم الطيب.. «الغلبان» الذى يرفع يديه كل يوم إلى السماء ليدعو لنفسه بالشفاء ولأولى الأمر أن يهديهم رب العباد.
سألنى صديق: وأنت «إيه» أخبارك مع «الشيزوفرينيا»؟
قلت مسرعاً: أصابتنى.. وربنا يشفى الجميع.
■ لو أن الظروف عادية والأجواء مهيأة، والحكومة مهتمة بالرياضة لكان الكلام عن الأهلى فى اليابان مختلفاً تماماً.. فالفوز الذى حققه على هيروشيما اليابانى كان يستحق أن يكون بمساحات ومانشيتات أكبر فى الصحف، وبلقاءات وتحليلات وتعليقات أوسع فى البرامج التليفزيونية والإذاعية.. ولكن كيف والدنيا «مولعة» بهموم لا حصر لها.
قلت مراراً وتكراراً إن الرياضة وكرة القدم تحديداً تستطيع أن تقود مسيرة التنمية فى البلد.. لأنها هى التى تجد معانى الولاء والانتماء أكثر من الاحزاب.. والدليل بسيط جداً يلمسه الكل خلال ساعتين فقط، تجمع خلالها الملايين.. اتحدوا وهتفوا معاً.. انفعلوا.. ثم فرحوا بفوز الأهلى.. وتعانقوا.