نقلت وكالة أنباء يوم الثلاثاء عن مسؤول نووي إيراني كبير قوله إن طهران لن توقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة رضوخا للمطالب الخارجية مما يشير إلى موقف تفاوضي صارم قبل محادثات جديدة مزمعة مع قوى العالم. وتريد القوى الغربية من إيران وقف تخصيب اليورانيوم بنسبة تركيز 20 بالمئة إذ أن ذلك يمثل خطوة كبيرة تقربها من المستوى المطلوب لتصنيع قنابل نووية. وتقول إيران إنها بحاجة إلى تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمئة من أجل مفاعل في طهران للأبحاث الطبية. وهددت اسرائيل بتوجيه ضربات جوية الى ايران اذا لم تحد الدبلوماسية والعقوبات من برنامجها النووي مما اثار مخاطر تفجر حرب في الشرق الاوسط تضر بالاقتصاد العالمي. ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء عن فريدون عباسي دواني رئيس هيئة الطاقة الذرية الايرانية قوله "لن توقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمئة بسبب مطالب الآخرين... ستنتج الجمهورية الإسلامية الإيرانية يورانيوم مخصبا بدرجة 20 في المئة لتلبية احتياجاتها وللمدة التي تحتاجها." ولم يحدد ماذا يعني بعبارة "لتلبية احتياجاتها". ويقول دبلوماسيون غربيون إن إيران أنتجت بالفعل كميات كافية لتشغيل مفاعل طهران للأبحاث لعدة سنوات. وكان عباسي دواني قد قال في الماضي إن إيران تعتزم بناء مفاعل آخر للأبحاث. وفي تصريحاته الأخيرة قال عباسي دواني "نسبة تخصيب 20 في المئة هي حق للأمة الإيرانية من أجل الاستخدام في مفاعل طهران وستدافع عن هذا الحق بقوة." وسارع الاتحاد الاوروبي بالرد على تصريحاته قائلا ان على ايران ان تتفهم عدم الارتياح الدولي المتزايد إزاء الغرض النهائي من برنامجها لتخصيب اليورانيوم حتى يمكن حسم النزاع الطويل. وقال المتحدث باسم كاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي "على ايران ان تعالج مبعث القلق الرئيسي والفوري وهو قضية التخصيب الى 20 في المئة باتخاذ خطوة مبدئية شاملة لبناء الثقة في هذا المجال وهو ما يتيح متسعا لمزيد من الدبلوماسية والتفاوض." ومثلت تصريحات عباسي دواني نبرة تحد إيرانية جديدة في مفاوضاتها مع القوى العالمية والتي من المتوقع أن تستأنف قريبا بهدف التوصل إلى حل سلمي للنزاع القائم منذ عشر سنوات. لكنه لم يستبعد تماما فيما يبدو أنه يمكن لطهران في مرحلة ما التخلي عن هذا النوع من الأنشطة. وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية رامين مهمان باراست يوم الثلاثاء ان مسؤولي الاتحاد الاوروبي وايران أجروا مناقشات حول موعد ومكان الجولة التالية من المفاوضات بين ايران والقوى الست الكبرى. وقال في مؤتمره الصحفي الاسبوعي "اذا تم التوصل الى اتفاق سيتم الاعلان عنه." وجاءت تصريحاته بعد يوم من قول وزارة الخارجية الامريكية انه تم عرض موعد ومكان محدد للمحادثات القادمة على ايران لكنها لم ترد بعد. ومن جانب آخر قال موشي يعلون نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي يوم الثلاثاء ان الجهود التي تقودها الولاياتالمتحدة للحد من البرنامج النووي الايراني استؤنفت بعد اعادة انتخاب الرئيس الامريكي باراك أوباما وإنها تشمل استعدادات لعمل عسكري محتمل. وتشير تصريحات يعلون الى تفاؤل حذر بشأن امكانية التوصل الى حسم دولي للمواجهة المستمرة منذ عشر سنوات مع طهران وان قالت اسرائيل انها مازالت مستعدة لمهاجمة عدوها اللدود وحدها كملاذ أخير. وأشار يعلون الى اتصالات بين الولاياتالمتحدة وروسيا وفرنسا والصين وبريطانيا والمانيا وايران بشأن إجراء مفاوضات جديدة واستمرار العقوبات ضد إيران "واستعدادات أمريكية بالاساس حتى الان لاحتمال استخدام القوة العسكرية." ولم يقدم المزيد من التفاصيل. ونقلت وسائل اعلام ايرانية عن وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي قوله يوم الثلاثاء ان اي دعوة لاجراء محادثات مباشرة بين الولاياتالمتحدةوايران هي بلا معنى مادامت واشنطن تواصل الضغط على ايران من خلال العقوبات واجراءات اخرى. وفي اكتوبر تشرين الاول الماضي قالت نيويورك تايمز ان اتصالات سرية بين مسؤولين أمريكيين وايرانيين توصلت الى اتفاق "من حيث المبدأ" لاجراء محادثات ثنائية مباشرة. ونفت كل من ايرانوالولاياتالمتحدة اتفاق البلدين على موعد لاجراء مفاوضات ثنائية مباشرة بشأن البرنامج النووي. ونقلت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية عن صالحي قوله "يحاولون تحقيق أهدافهم غير العادلة من خلال نهج ممارسة الضغط على الامة الايرانية."