قالت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية يوم الاربعاء ان القوات الحكومية السودانية تقتل مدنيين في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون بقصف عشوائي تستخدم فيه "براميل متفجرة" بدائية الصنع مملوءة بالمسامير وقطع المعادن. ونفى عضو في الحزب الحاكم في السودان تقرير المنظمة ووصفه بأنه "لا اساس له بالمرة". واندلع التمرد في ولاية جنوب كردفان في يونيو العام الماضي قبل وقت قصير من انفصال الجنوب ثم امتد التمرد إلى ولاية النيل الازرق في اكتوبر تشرين الاول. ومنذ ذلك الوقت أدى القتال إلى تشريد مئات الالاف من السكان بالولايتين. واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش التي مقرها نيويورك في تقريرها القوات الحكومية بارتكاب انتهاكات من بينها القصف العشوائي بالمدفعية والقصف الجوي الذي اسفر عن مقتل واصابة عشرات المدنيين. وقالت المنظمة في التقرير الذي اعتمد على خمس رحلات إلى مناطق يسيطر عليها المتمردون في السودان وإلى مخيمات لاجئين في جنوب السودان "القوات الحكومية اغارت على القرى واحرقت ونهبت ممتلكات المدنيين واحتجزت اشخاصا بشكل تعسفي واغتصبت نساء واطفالا." وقالت المنظمة ان السودان اسقط قنابل غير موجهة من طائرات شحن روسية الصنع من طراز انتونوف وطائرات تطير على ارتفاعات عالية. واضافت ان باحثيها وجدوا ادلة على استخدام الجيش السوداني للبراميل المتفجرة -وهي عبوات ضخمة مملوءة بالمتفجرات والمسامير وقطع المعادن- في ولاية النيل الازرق. وقالت المنظمة ان القوات البرية والميلشيات الموالية للحكومة السودانية ومن بينها قوات الدفاع الشعبي شبه العسكرية هاجمت القرى دون تفرقة بين المدنيين والمقاتلين. وقاتل المتمردون في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق -المعروفون باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال- إلى جانب قوات جنوب السودان خلال الحرب الاهلية لكن التقسيم أبقاهم في الشمال. ويقول المتمردون انهم يقاتلون من اجل حماية الاقليات العرقية من القمع بينما تتهمهم الخرطوم بنشر الفوضى بدعم من رفاقهم القدامى في جنوب السودان. وقال ربيع عبد العاطي العضو البارز في حزب المؤتمر الوطني الحاكم ان تقرير هيومن رايتس ووتش لا اساس له ومنحاز للمتمردين. وقال ان المتمردين لا الجيش السوداني هم الذين يرتكبون الانتهاكات ويستهدفون المدنيين واشار إلى مرات قصفت فيها الحركة الشعبية لتحرير السودان مدينة كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان. وقال ان قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان-قطاع الشمال لا تهاجم جيش السودان وانما تهاجم المدنيين فقط وهذا هو السبب الذي يدعوه إلى القول ان هذا التقرير غير صحيح بالمرة. وقالت هيومن رايتس ووتش انها استمعت إلى تقارير عن انتهاكات قام بها المتمردون مثل القصف العشوائي لكنها لم تتمكن من دخول المناطق التي تسيطر عليها القوات الحكومية لتأكيد تقاريرها.