أعلنت منظمة هيومان رايتس ووتش أن عشرات القتلى سقطوا في غارات جوية شنها الجيش السوداني على جنوب كردفان في جنوب البلاد وأسفرت كذلك عن تهجير آلاف المدنيين من منازلهم التي دمرتها الغارات، واصفة هذه الهجمات ب"جرائم حرب". وقالت المنظمة في تقرير نشرته إثر عودة بعثة أوفدتها إلى المنطقة في أبريل/ نيسان: "إن الجيش السوداني ارتكب "جرائم حرب" بشنه هذه الهجمات "العشوائية" على منطقة جبال النوبة".
وتشهد ولايتا جنوب كردفان والنيل الأزرق الحدوديتان مع دولة جنوب السودان منذ الصيف الفائت معارك بين الجيش السوداني ومجموعات متمردة سبق لها وأن قاتلت في صفوف القوات السودانية الجنوبية خلال الحرب الأهلية "1983-2005" التي انتهت باتفاق سلام أفضى العام الماضي في يوليو/ تموز إلى انفصال الجنوبيين وولادة دولة جنوب السودان.
وأوضحت "هيومان رايتس ووتش" حسبما ورد بموقع "راديو سوا" الأمريكي أن بعثتها زارت المنطقة وتحققت من الغارات شبه اليومية ورصدت تدميرا لمخازن الحبوب وخزانات المياه إضافة إلى حالات اعتقال عشوائي واغتصاب.
وتمنع السلطات السودانية منظمات حقوق الإنسان من الوصول إلى المناطق غير الخاضعة لسيطرتها وهي تنفي وجود أزمة إنسانية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.
وقالت ليسلي ليفكو مديرة قسم إفريقيا في هيومان رايتس ووتش والتي كانت في عداد البعثة أن "المدنيين في جنوب كردفان عاشوا 11 شهرا من الرعب".
وأضافت ليفكو : "هناك أطفال تم بتر أطرافهم ونساء تم اغتصابهن والكثير من الناس لا يعلمون ما إذا أقاربهم الذين اعتقلتهم القوات الحكومية لا يزالون على قيد الحياة أم لا".
وجمعت بعثة هيومان رايتس ووتش شهادات تؤكد أن الغارات الجوية استهدفت مناطق لا تضم على ما يبدو أي منشآت عسكرية وليس فيها أي تواجد للمتمردين.
وأكد التقرير أن هذه الغارات كانت "كثيفة" على مناطق البورام وأم دورين وحيبان وهي مناطق زارتها بعثة هيومن رايتس ووتش.
وأضاف التقرير أنه في منطقتي التيس والتروجي قام جنود حكوميون بتدمير خزانات مياه ومستودعات حبوب.
وأكدت ليسلي ليفكو أن هذا القصف العشوائي "يبدو هدفه تجويع المدنيين في جبال النوبة".