تعليقا على مقترح سماحة الشيخ علي سلمان أمين عام جمعية الوفاق الوطني الإسلامية تشكيل حكومة وحدة وطنية وإسقاط حكومة رئيس الوزراء الذي يحكم منذ أكثر من 40 عاما ، والذي رأى فيه سماحته بأنه يمكن أن يخرج البلاد من الأزمة ، وهو في نفس الوقت إعتبر أن السلطة الخليفية غير جادة في التوصل إلى حل ، منوها إلى أن السلطة أضاعت فرصا كثيرة للحل مثل توصيات بسيوني وجنيف وحوار التوافق الوطني أصدرت حركة أنصار ثورة 14 فبراير بيانا هاما هذا نصه: بسم الله قاصم الجبارين مبير الظالمين
إن شعبنا ومنذ اليوم الأول لتفجر ثورة 14 فبراير طالب برحيل آل خليفة وإسقاط النظام الخليفي الديكتاتوري ولا زال يطالب بهذا المطلب الجماهيري ، كما أنه يرفض المصالحة السياسية وفكرة إصلاح النظام وإقامة حكومة وحدة وطنية وحكومة إنتقالية وإسقاط حكومة خليفة بن سلمان فقط.
إن حركة أنصار ثورة 14 فبراير ترى بأن الحكم الخليفي لم يكن جادا في إجراء إصلاحات سياسية حقيقية ، وإن خيانته العظمى بأراء الأغلبية الشعبية في التصويت على ميثاق العمل الوطني (ميثاق الخطيئة) هو أحد مصاديق أن آل خليفة وحكمهم وديكتاتورهم حمد ليسوا جادين في القيام بإصلاحات سياسية جذرية تحقق تطلعات الشعب ، وإن إستمرار الحكم الملكي المطلق إلى يومنا هذا خير دليل على تسمك الطاغية بالإستبداد والحكم الشمولي ، ولذلك وبعد عشر سنوات من الإنقلاب على الدستور العقدي وعلى ميثاق العمل الوطني أدت إلى قيام وتفجر ثورة شعبية طالب شعبنا فيها كما طالبت الشعوب في تونس ومصر واليمن بإسقاط النظام ورحيل الديكتاتور ورفض أي حوار وإصلاحات سياسية في ظل سلطة غادرة وحاكم غادرلشعبه. إن شعبنا ومنذ اليوم الأول لم يطلق شعار فلتسقط الحكومة الخليفية ولم يطلق شعار فلتسقط حكومة خليفة بن سلمان رئيس الوزراء ، وإنما أطلق شعار الشعب يريد إسقاط النظام ويسقط حمد يسقط حمد .. وإرحل إرحل إرحل .. وإنتهت الزيارة عودوا إلى الزبارة. كما أن شعبنا ومنذ اليوم الأول لتفجر الثورة رفض الحوار مع الطاغية حمد وسلطته ومع ولي عهده سلمان بحر وقد أشرنا بأن الحوارات العقيمة لن تجدي ولن تنفع شيئا وإن إطلاق مشروع الحوار من قبل ولي العهد في بداية الثورة كان من أجل إمتصاص النقمة والإلتفاف على الثورة بجر الجمعيات السياسية إلى نفق مظلم ومكر جديد لإجهاض الثورة ولترجع الجماهير إلى بيوتها ومنازلها. وقرابة أكثر من عامين لم تحقق الجمعيات السياسية المعارضة أي نتائج تذكر خلال لقاءاتها وحواراتها السرية والعلنية خلف الكواليس والأبواب المغلقة والغرف المظلمة في الداخل والخارج. وقد شاهد العالم بأجمع وتحسس شعبنا المجاهد والمناضل بأن توصيات لجنة بسيوني الحكومية لم تجدي نفعا ، تلك اللجنة التي جاءت بتوصيات أمريكية بريطانية لإفلات طاغية البحرين من العقاب والمحاكمة في محكمة العدل الدولية في لاهاي بعد إرتكابه مع رموز حكمه وجلاديه وقوات درع الجزيرة وقوات الإحتلال السعودي لأبشع جرائم الحرب ومجازر الإبادة الجماعية. وعلى الرغم من التدخل الأمريكي البريطاني السعودي من أجل وأد الثورة وإجهاضها وعلى الرغم من قيام الجمعيات السياسية المعارضة بالتوصل إلى حوار وحل للأزمة السياسية المتفاقمة من أجل تسلق الثورة والتصدي لقيادتها إلا أن الجماهير الثورية وشباب الإئتلاف والقوى الثورية المطالبة بإسقاط النظام إستمرت في مشروعها المطالب برحيل آل خليفة ورحيل الديكتاتور عن البحرين ، ولم تفلح كل مؤامرات واشنطن ولندن والرياض في إخماد الثورة. وها نحن وفي أيام عاشوراء الإمام الحسين عليه السلام وبعد قرابة أكثر من عامين وجماهير شعبنا مصرة على مشروع إسقاط النظام وإسقاط الطاغية يزيد العصر حمد بن عيسى آل خليفة ، وقد تجاوزت مشروع الإصلاح والمصالحة السياسية ومحاولات البعض لتثبيت عرش الطاغية الخليفي وتثبيت شرعية حكمه الجائر. لقد أعلنت جماهيرنا الثورية الحسينية في البحرين في عاشوراء هذا العام برفضها البيعة للطاغية حمد حفيد يزيد وبني أمية وطرحت شعار "ومثلي لا يبايع مثله" .. و"هيهات منا الذلة" .. وأعلنت البراءة من الطاغية حمد والبراءة من حكمه الأموي السفياني المرواني ، وأعلنت عن بيعتها للإمام الحسين عليه السلام في مسيرات:"لبيك يا حسين .. لبيك يا حسين". إن حركة أنصار ثورة 14 فبراير تعلن مرة أخرى بأن مشروع وخط الإصلاح مشروع فاشل ولن يحقق أي نتائج مثمرة لشعبنا الذي تعرض لأبشع أنواع جرائم الحرب ومجازر الإبادة وسفكت دماء أبنائه ونسائه ورجاله وأطفاله ، وهتكت أعراضه وأعراض حرائره وقادته ورموزه في قعر السجون. إن جماهيرنا الثورية الحسينية قد قالت كلمتها في الحكم الخليفي بعد مجزرة فجر الخميس الدامي في 17 فبراير 2011م ، وإستمرت مطالبة بإسقاط النظام على الرغم من مطالبات البعض ومن رجال الدين بأن تتخلى عن هذا الشعار وعن مطالبتها بإسقاط الديكتاتور ، ولذلك فإن شعبنا وجماهيرنا والقوى الثورية الرسالية في البحرين لا تزال مصرة على مشروع إسقاط النظام رافضة لمقترح الحكومة الإنتقالية وما يسمى بحكومة الوحدة الوطنية وإسقاط حكومة خليفة بن سلمان ، وإن جماهيرنا وقوانا الثورية مصرة وثابتة ومتمسكة بخيار إسقاط النظام بأكمله وإسقاط الديكتاتور الطاغية حمد ومحاكمته في محاكم جنائية دولية. إن جماهيرنا الحسينية الثورية قد لمست ما قامت به الحكومة الخليفية الأموية من محاربة شعواء للشعائر الحسينية ولموسم عاشوراء هذا العام ، ولمست بأن من يحكم البحرين هم مجموعة من العصابات الإجرامية أتباع يزيد وآل يزيد وآل بني أمية وآل أبي سفيان وعمر بن سعد وعبيد الله بن زياد وشمر بن ذي الجوشن وشبث بن ربعي وحرملة بن كاهل الأسدي. لقد تعدت السلطة الخليفية وبأوامر من طاغيتها حمد على الشعائر الحسينية وتعدت على المسيرات العزائية التي لبت نداء الإمام الحسين عليه السلام كما لبت الملايين في كربلاء والعالم نداء "لبيك يا حسين". إن جماهيرنا الحسينية الثورية قد إخطت طريقها نحو رفض البيعة للطاغية حمد الذي أصبح معروفا بيزيد البحرين وطاغيتها .. لذلك فإنها مستمرة في طريقها نحو إسقاط النظام مهما دعمته واشنطن ولندن والرياض ، فجماهيرنا صامدة ثابتة متمسكة بمشروع إسقاط النظام ورحيل آل خليفة مهما كلف الثمن. إن مقترح الحكومة الإنتقالية وإسقاط حكومة رئيس الوزراء نراه حلما وأمنيات من قبل من يمتهنون العمل السياسي ، وإن الذي يحقق تطلعات الشعب هو ما قام وسيقوم به الشباب الثوري الرسالي المقاوم من تسطير أروع الجهاد والنضال في المقاومة المدنية والدفاع المقدس حتى رحيل آل خليفة عن البحرين إلى الزبارة وإلى نجد والرياض. إن جماهير شعبنا أصبحت واعية أكثر من ذي قبل ولن تهرول خلف مشاريع إصلاح وتسويات سياسية ولن تهرول للتصويت على ميثاق خطيئة آخر ، كما طلب منها في عام 2001م ، ومن ثم قامت السلطة الخليفية للإنقلاب عليه وعلى الدستور العقدي وإقامة حكم ملكي خليفي ديكتاتوري مطلق. كما أن جماهير شعبنا قد أدركت بأن حكم القبيلة الخليفية ومن ورائه حكم القبيلة في الرياض لا يؤمنون بالإصلاحات السياسية ولا بمثل هذه المقترحات ويسخرون منها ، ولا يمكن لحكم خليفي أموي يحكم بصورة إستبدادية مطلقة أن يقبل بالتخلي عن رئاسة الوزراء والوزارات السيادية للشعب والمعارضة.
إننا على ثقة بجماهير شعبنا الثورية التي تعلمت من تاريخ نضالها وجهادها الدروس والعبر وها هي اليوم مصرة على إسقاط النظام ورحيل الديكتاتور حمد وحكمه الفاسد والمفسد.
كما أن جماهيرنا الثورية لن ترضخ للضغوط الإقليمية والعربية للقبول بإصلاحات سياسية في ظل الحكم الخليفي الديكتاتوري ، مهما قامت بعض القنوات الفضائية بالتسويق لمقترح الحكومة الإنتقالية والتسويق للمشروع الإصلاحي داخل البحرين. إن جماهيرنا باتت على وعي كامل بما يدور حولها وهي ثابتة على مشروع إسقاط الحكم الخليفي الديكتاتوري رافضة لأي مشاريع إصلاحية تثبت عرش الطاغية حمد وتثبت حكمه الخليفي الأموي الجائر.