مرّ "669 " لنعود لذات المشهد "الضرب و الكواليس" وكأنه لا شئ تغير وكأننا لازلنا فى 28 ينابر فى جمعة الغضب "669" يوما سقط خلالها مبارك وسقط خلالها حكم العسكر إرتوت أرض الميدان فى التحرير وماسبيرو والعباسية ومحمد محمود بشهداء قاتلوا على إلغاء حكم العسكر صمموا على الإستمرار فى الثورة اقسموا أن يبقوا فى الميدان ارضهم حتى جاء رئيس منتخب ، إستبشرنا خيراً به .
فقد كان أول كلماته هى المحاكمات العادلة تغيرت الموازين الآن وإنقلب الكافة وأصبح الكل يشعر إننا كنا أمام وعود إنتخابية ليس أكثر شعّر الثوار بالخطر تجمعوا مرة أخرى فى الميدان فى جمعة غضب جديدة، بسبب إصدار إعلان دستورى ، يجعل من الرئيس "إله" فوق كل السلطات ينزل الثوار مرة أخرى تشتبك الداخلية ترميهم بالقنابل المسيلة للدموع والخرطوش والرصاص الحىّ وتسقط الضحايا ويصاب المتظاهرين ويعلنوا الإعتصام المفتوح ومليونيات الثلاثاء تعود مرة أخرى ، ورئيس خطب فى جماعته أن هناك قلة ومأجورين يريدون الإنقضاض على الثورة وعلى الشرعية إنه ذات المشهد تقريباً.
فى وسط ميدان التحرير جاء الثوار بأمتعتهم واقنعتهم وكمامتهم مصممين على الوقوف ضد اى ظلم وأى عدوان حتى لو كان الحاكم "الإخوان المسلمين" ،وجاء "محمود السيد" طالب بجامعة القاهرة كلية تجارة جاءء ليقول للرئيس مرسى إنه لا فرق بينه وبين مبارك وإنه مازال القتل موجود وخير دليل على ذلك "جيكا" الذى قتل برصاص حىّ ولم يتوقع "محمود" حسبما قوله إن الداخلية ستتعامل بنفس الطريقة التى تعامل بها العادلى فمازال النظام موجود وهو ما يجعلنا نعلن إننا متواجدين .
ويقول "إبراهيم المصرى" عضو التيار الشعبى : جئت هنا لأقول للرئيس إننا لن نرضى بالذُل بعد اليوم وإننا متواجدين وإن ما حدث فى "محمد محمود" هو المسئول عنه بإعتباره رئيس السلطة التنفيذية وهو المسئول عن دم "جابر" الذى لم يرتكب أى ذنب .
وأضاف "المصرى" هذا بالإضافة إلى الإعلان الدستورى الذى يجعل منه ديكتاتور جديد وكأن النظام يعيد نفسه وكأننا لم نقم بالثورة من أجل الحرية والعدالة فلا يوجد حرية أو عدالة فمازلنا نضرب بالرصاص والخرطوش والغاز المسيل للدموع .
وأعلن "المصرى" عن نيته فى الإعتصام قائلاً: لم نجئ لكى نهتف ونعود مرة أخرى إلى بيوتنا بل جئنا إلى الميدان لكى نعتصم فيه حتى تعود الثورة مرة اخرى إلى نصابها الصحيح معتبرا أن موت "جابر" سيكون شرارة الثورة الثانية التى تعيدنا مرة اخرى إلى العدالة وإلى الطريق المستقيم وعلى الرئيس أن يحدد هذه المرة إما ان يكون معنا وإلا سيرحل كغيره .
ويقول "مايكل بيشوى" عضو حزب الدستور: لا شئ تغير فكل السياسات كما هى إننا لا نتقدم خطوة إلى الأمام وهو ما جعل هذا الجمع موجود الآن فالرئيس لا يتعامل إلا مع جماعته لا يشعر بنا ولا بمأساة المواطن البسيط نظره دائما إلى الخارج ونسى السياسة الداخلية والدليل ما فعله فى عزة وهو أمر محمود ولكن تركنا نموت على قضبان قطار أسيوط .
وأضاف "مايكل" إن للرئيس وعود كثيرة وخلفها ونحن لم نقم بالثورة حتى يتكرر الأمر مرة اخرى فنحن هنا لنعلنها ثورة أو لنختبئى ونرضى بالذل مرة أخرى مشيراً إلى أن موت جابرصلاح "جيكا" سيكون كموت "خالد سعيد" شرارة ثورة جديدة ، ونحن معتصمون حتى سقوط الإعلان وتطهير الداخلية وحل التأسيسية وإلا سيكون لنا موقف آخر .
ويقول "عصام الشريف" المنسق العام للجبهة الحرة للتغير السلمى : إن الرئيس مرسى قد نجح خلال قراراته التى إتخذها إلى تجميع القوى المدنية ضده وهذا يدل على إنه يفكر فى إتجاه واحد ويأخذ قرارته من ناحية واحدة وقد شاهدنا الإنسحابات من التأسيسية وتبعاته وشاهدنا ايضا من نزل إلى الميدان اليوم .
وأضاف "الشريف" إن ما يحدث الآن هو ثورة بالفعل فكل هؤلاء جائوا ليعلنوا رفضهم لقرارات الرئيس بل ويطالبو برحيله إذا لزم الأمر وهو الأمر الذى ما كنا نتوقع حدوثه بهذه السرعة لكن الرئيس الذى وعد بمشروع ليس له أساس وبوعود لم تنفذ هو رئيس يخون الله فينا كما يحب هو أن يردد وتعامل الداخلية كان واضح جدا فنحن الآن فى 28 يناير مرة أخرى.
ويقول "عبد الله الإسناوى" الكاتب الصحفى : إن ما حدث كان سيحدث سواء بموت "محمد جابر" او غيره أو بالإعلان أو غيره ولكن ما فعله الرئيس هو إستعجال للأحداث فنحن أمام نظام وعد بمشروع ولم ينفذ منه أى شئ وخرج فى الآخر، ليقولوا ليس هناك مشروع من الأساس وأمام رئيس أطلق لجماعته العنان للتحدث بإسم مصر فى كل أنحاء العالم وقد شاهدنا ذلك على صفحات الجرائد العالمية وأخيراً أمام رئيس يعين قيادات الداخلية المتهمين بقتل المتظاهرين فى مناصب قيادية فى الداخلية أيضا فمن أين يرضى عنك الثوار أصحاب الثورة الحقيقين .
وأضاف "الإسناوى" إن الجماعة ورئيسها فشلت فى تجميع القوى السياسية أو حتى إكتساب الشعب المصرى بعيدا عن أى صراعات أيدلوجية وهو ما رأيناه واضحاً فى مشهد التحرير والإتحادية وهو نفس المشهد الذى رأيناه من قبل فى التحرير والعباسية ورغم أن التحرير من جاء بالرئيس إلا إنه إختبئ من ثوار التحرير إوحتمى بأعضاء جماعته لذلك فأنا أرى أن الثورة قادمة ولا شك فى ذلك وأن التصحيح قد بدأ والمشاهد التى رأيناها من الإشتباكات وقطع التيار الكهربائى وعودة الغاز المسيل للدموع والرصاص الحى هو الدليل على أن حكم الرئيس مرسى فى خطر وعليه أن يتراجع فى إعلانه الدستورى الباطل وحل التأسيسية وإلا فنحن ندخل فى نفق مظلم لن نخرج منه إلا بثورة جديدة .
وقال "شادى الغزالى حرب" الناشط السياسى : أعلم إن الضغوط حول الرئيس كثيرة خاصة من الطامعين فى كرسى الرئاسة ومن الأشخاص الذي يكرهون الحكم الإسلامى حتى لو جاء بالديمقراطية ولكن علينا أن نقول أن اى رئيس كان سيجئ كان سيقابل نفس الحملة فالإسلاميين كانوا لا يرحموا احدا من الليبراليين والعلمانين إذا حكم ولذلك علينا أن نكف عن نغمة أن الرئيس مضطهد ومظلوم وعليه أن يتخذ مثل هذه القرارات حتى تسير البلاد إلى الأمام مشيرا الى إنه ليس من المعقول أن يكون هناك رئيس فوق السلطات .
وأضاف "الغزالى" أن المشكلة أن تلك القرارات جائت بعد حادثة اسيوط وفشل الحكومة فى التعامل مع المتظاهرين وسقوط شهيد آخر وإصابة الآخرين وهو ما يجعلنا نقول أن الرئيس فشل حتى فى إختيار الوقت المناسب بعد قرارات فاشلة ففى الوقت الذى تسحب فيه القوى المدنية جميعها من التأسيسية نجد الرئيس يحصنها وهو ما يعتبر تحدى واضح وصريح ضد هذه القوى وهو ما أدى إلى ما وصلنا إليه الآن من تجمع كبير وإعتصام مفتوح حتى يتراجع الرئيس عن إعلانه وهو مأزق حقيقى كمأزق عودة مجلس الشعب الذى أحرج الرئيس لإنه لم يعد .
وأضاف "حرب" إن من العيب ايضا أن يتعرض الثوار لنفس الحملة التى كانت تتعرض لها خلال إعلام مبارك من إننا الخونة والمأجورين وأعداء الإستقرار فلايوجد فرق بين مرسى ومبارك .
مرّت "669 " ، ومازال عسكرى الأمن المركزى يمسك بندقيته ويطلق منها على أخيه الذى رضى الظلم ومازالت قيادات الداخلية تتعامل مع المتظاهرين بمبدأ "الكرّ والفرّ" مازال الثوار فى الميدان ومازالت الداخلية تطلق الرصاص .