لقد أصيب الكثيرون.. وأنا منهم بانفصام فى الشخصية، كلما شاهدت أو سمعت أحداً من قيادات حزب الحرية والعدالة «الحاكم» يتحدث عن الرياضة وعن أهمية عودة النشاط الكروى، أراه يقول أحلى الكلام المقنع.. فأرفع له القبعة.
وعندما أجد أصحاب السعادة من المسئولين فى الدولة، من أكبرهم إلى أصغرهم لا يفعلون شيئاً، ولا يحركون ساكناً أخلع القبعة، وأكاد أقذف بها فى وجه من أصابنا بهذا الانفصام فى الشخصية.
لعله من الأصول والأعراف الدينية أن نقول ما نقول.. ولا نقول ما لا نفعل، وإلا تبقى مصيبة.. وما أراه ويراه غيرى هو أن الكلام كثير.. والأفعال قليلة أو «مفيش».. أو كما يقول أولاد البلد.. ضحك على الدقون.
«إيه» الحكاية.. و«إيه» الموضوع؟
هذا هو السؤال الذى يردده «الغلابة» ممن أصيبوا بالانفصام فى الشخصية، والذين قد لا يتماثلوا للشفاء حتى لو عاد الدورى، لأن مثل قضية الدورى كثير يلفها الحيرة والغموض.
وحتى يكون الكلام على المكشوف.. أرى أن تردد الدولة غير المبرر فى اتخاذ قرار سهل باستئناف النشاط فوراً، وراءه أغراض أو مصالح سياسية.
للأسف الشديد.. «اتجرجرت» الرياضة بميادينها الشريفة النبيلة لتلعب دوراً لتحقيق أهداف غير «.......» وإلا ما معنى كل هذه «المماطلة» فى حسم أزمة طالت من سمعة البلد.. وأظهرتها ضعيفة.
أى عار.. أن تتكرر طلبات بعض الأشقاء العرب لاستضافة الدورى المصرى فى ملاعبها.. ومع كل الاحترام للشركات أو الاتحادات التى تدعو لهذا المطلب.. إلا أننى أراه «تريقة» على حال البلد.
أذكر الجميع بالآية الكريمة «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين».. ومصر لابد من المحافظة عليها لتظل آمنة.
ليس من الضرورى أن يعود النشاط لأجل لعب الكرة أو المنافسة على لقب أو بطولة.. ولاداعى أن تقف النظرة على الرياضة على أنها متنفس للمواطن الذى أرهقته المشاكل والأزمات الاقتصادية، فلم يعد قادراً على أن يرفع رأسه من الهموم التى تكاد تدمر حياته.. ولا ينبغى أن تجرى مباريات لأى لعبة من أجل تدعيم منتخبات أصبحت على وشك الانهيار.
كل هذا ليس مهماً.. وإنما المهم أن تكون هناك قناعة لدى الدولة بأن الرياضة هى فى الاصل استثمار وتحضر ومدنية، وتقاس بها حضارة الأمم.