قصفت طائرات اسرائيلية مباني تابعة لحكومة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في غزة يوم السبت ومن بينها مبنى يضم مكتب رئيس الوزراء بعد ان وافق مجلس الوزراء الاسرائيلي في ساعة متأخرة ليل الجمعة على تعبئة ما يصل الى 75 ألف جندي احتياط ممهدا الطريق امام احتمال غزو غزة . وقالت حماس ان طائرات اسرائيلية قصفت المبنى الاداري لرئيس الوزراء اسماعيل هنية الذي التقى فيه يوم الجمعة مع رئيس الوزراء المصري وضربت مقرا الشرطة.
واكدت متحدثة عسكرية اسرائيلية الهجوم على مكتب هنية.
واطلق الفلسطينيون يوم الجمعة صاروخا تجاه القدس لاول مرة منذ عشرات السنين.
وتعرضت ايضا تل ابيب المركز التجاري لاسرائيل لهجوم صاروخي لليوم الثاني على التوالي في تحد لهجوم جوي اسرائيلي بدأ الاربعاء بهدف معلن وهو منع حركة المقاومة الاسلامية(حماس) من شن هجمات عبر الحدود.
واعلنت حماس التي تدير قطاع غزة مسؤوليتها عن اطلاق صواريخ على القدس وتل ابيب. وقالت اسرائيل ان الصاروخ الذي اطلق تجاه القدس سقط في الضفة الغربيةالمحتلة ولم يصب الصاروخ الذي اطلق على تل ابيب المدينة. ولم ترد انباء عن وقوع اصابات.
وفوجيء اسرائيليون كثيرون بصافرات الانذار تدوي في القدس. وكانت اخر مرة ضربت فيها المدينة بصاروخ فلسطيني في عام 1970 ولم تكن القدس احد المواقع المستهدفة عندما اطلق الرئيس العراقي الراحل صدام حسين صواريخ على اسرائيل خلال حرب الخليج عام 1991 .
وعقد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو جلسة استمرت اربع ساعات مع مجموعة من كبار الوزراء في تل ابيب بشأن توسيع الهجوم العسكري في حين تم استطلاع آراء باقي الوزراء بشأن رفع مستوى التعبئة عبر الهاتف.
وقالت مصادر سياسية انهم قرروا تعبئة ما يصل الى 75 ألف جندي احتياط وهو ما يزيد مرتين عن العدد الذي وافقت الحكومة على استدعائه بعد بدء الهجوم. ولا يعني القرار أنه سيتم استدعاء كل هذا العدد للخدمة . وقبل ساعات قام رئيس الوزراء المصري هشام قنديل بزيارة غزة منددا بما وصفه بالعدوان الاسرائيلي وقال ان القاهرة مستعدة للتوسط من اجل التوصل لهدنة.
وقال البيت الابيض ان الرئيس باراك اوباما تحدث هاتفيا مع نتنياهو ومع الرئيس المصري محمد مرسي يوم الجمعة.
وقال مسؤولون في غزة إن 30 فلسطينيا قتلوا في القطاع منذ بدأت إسرائيل هجومها.
ومن بين القتلى الفلسطينيين 14 ناشطا و16 مدنيا بينهم ثمانية أطفال وامرأة حامل. وقتل ثلاثة إسرائيليين بصاروخ يوم الخميس.
وقال الجيش الاسرائيلي ان 133 صاروخا اطلق من غزة اصاب اسرائيل منذ يوم الجمعة وان نظام القبة الحديدية المضاد للصواريخ اعترض 82 صاروخا اخر.
وفي علامة اخرى على ان نتنياهو ربما يمهد الطريق امام القيام بعملية برية اعلن الجيش الإسرائيلي إغلاق ثلاثة طرق حول قطاع غزة مخصصة لحركة المرور المدنية تؤدي الى القطاع او تحاذيه.
وشوهدت دبابات ومدافع قرب منطقة الحدود الجمعة وقال الجيش انه استدعى بالفعل 16 الف جندي احتياط للخدمة الفعلية.
ويعد نتنياهو الاوفر حظا للفوز في انتخابات عامة تجري في يناير كانون الثاني ولكن تعرض تل ابيب والقدس لمزيد من الهجمات الصاروخية قد تكون بمثابة سم سياسي له.
وقال نتنياهو قبل ساعات من الهجمات على القدس وتل ابيب "قوات الدفاع الإسرائيلية ستواصل ضرب حماس بقوة وهي مستعدة لتوسيع العمليات داخل غزة." وردا على سؤال بشأن حشد القوات الإسرائيلية من أجل غزو محتمل للقطاع قال سامي أبو زهري المتحدث باسم الحركة إنه ينبغي للإسرائيليين إدراك النتائج الخطيرة لمثل هذا الهجوم وينبغي أن يحضروا معهم أكفانهم.
وفتحت مصر نافذة صغيرة لدبلوماسية السلام الطارئة في غزة يوم الجمعة من خلال زيارة رئيس وزرائها هشام قنديل للقطاع.
وقال قنديل إن مصر "لن تتوانى عن تكثيف جهودها وبذل الغالي والنفيس لإيقاف هذا العدوان وتحقيق الهدنة واستمرارها."
لكن هدنة لمدة ثلاث ساعات أعلنتها إسرائيل بسبب زيارة قنديل لغزة لم تتماسك أبدا.
وقال البيت الابيض ان اوباما اتصل هاتفيا بمرسى الجمعة ليثني على جهود مصر للمساعدة في تهدئة الوضع في اسرائيل وقطاع غزة وتأكيد امله على استعادة الاستقرار هناك
وقال البيت الابيض ان اوباما ناقش خيارات "تخفيف حدة" الوضع في اتصال مع نتنياهو .
وقال بيان بشأن هذا الاتصال ان اوباما"أكد دعم الولاياتالمتحدة لحق اسرائيل في الدفاع عن نفسها وابدى اسفه للخسائر في الارواح بين المدنيين الاسرائيليين والفلسطينيين
وقال مراسل الشؤون العسكرية بإذاعة إسرائيل إن قائد الجبهة الداخلية في الجيش طلب من مسؤولي البلديات عمل الاستعدادات الدفاعية المدنية لاحتمال امتداد القتال لسبعة اسابيع. ورفضت متحدثة باسم الجيش التعليق بشأن التقرير.
وأزمة غزة هي أكبر اختبار حتى الآن لرئيس مصر محمد مرسي الذي ينتمي لجماعة الاخوان المسلمين والذي انتخب هذا العام بعد الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك العام الماضي. وأدان مرسي بشدة الهجوم الإسرائيلي في الوقت الذي روج فيه لدور مصر كوسيط وهي مهمة كان رئيس الوزراء المصري ينوي دعمها.
وصرح مسؤول كبير بوزارة الخارجية الامريكية بان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون تحدثت هاتفيا يوم الجمعة مع وزير الخارجية المصري بالاضافة الى الملك عبد الله عاهل الاردن وتعتزم ان تتحدث يوم السبت مع رئيس الوزراء القطري.
وقال المسؤول الذي كان مسافرا مع كلينتون في سنغافورة "نعتقد ان لمصر دورا قياديا مهما تقوم به في هذا الصدد. فلها علاقات في غزة .وسافر رئيس الوزراء (المصري) الى هناك امس ..ومن ثم نعتقد انهم يملكون المكانة والمصداقية والعلاقات التي تجعلهم قادرين على اقناع حماس وحلفائها بالتوقف.
"ولذلك فرسالتنا لهم هي ..استخدموها استخدموا هذه الاشياء."
وقال مسؤول فلسطيني قريب من الوسطاء المصريين لرويترز إن الزيارة التي قام بها قنديل ورافقه خلالها مسؤولون من المخابرات المصرية هي "بداية عملية لاستكشاف امكانية التوصل الى تهدئة. من المبكر الحديث عن اي تفاصيل او كيف ستتطور الأمور."
واستمرت آخر حرب على غزة ثلاثة اسابيع وشملت غارات جوية اسرائيلية الى جانب التوغل البري في اواخر عام 2008 ومطلع 2009 واستهدفت وقف الهجمات الصاروخية المتكررة وأسفرت عن مقتل اكثر من 1400 فلسطيني أغلبهم من المدنيين و13 اسرائيليا.
وقال متحدث باسم الرئيس التونسي في بيان الجمعة ان وزير الخارجية التونسي سيزور غزة يوم السبت لتقديم كل المساندة السياسية لغزة.
وقال دبلوماسيون بالامم المتحدة يوم الجمعة ان من المتوقع ان يزور الامين العام بان جي مون اسرائيل ومصر هذا الاسبوع للحث على انهاء القتال في غزة.