ياسر عبد العزيز: "عانينا من الخلط بينهم ولا بد من الفصل"
مارجريت عاذر: "الدعوة ضمن الهوجة لتأسيس الأحزاب"
الرياضيون فصيل مهم فى المجتمع المصرى له مطالبه, شاهدناه أخيرًا فى وقفة إحتجاجية أمام الإتحادية للمطالبة بعودة الدورى, ورأيناهم يصرخون ويطالبون بحقهم, فقد عرفوا طريق الشارع وكل هذا مقبول .
بدأ الرياضيون فى تأسيس حزب سياسى لهم, هكذا أعلنوا وحتى يكون لهم صوت بشأن المنظومة الرياضية ولاوقوف ضد ممارسات الألتراس ومن الممكن أن نرى هذا الحزب يخوض إنتخابات, أو يبدأ الدخول فى تحالفات سياسية شأنه شأن أى حزب سياسى فى مصر, فإن فكرة أن تُنْشِئ حزب هو أمر كفله الدستور والقانون, ولكننا لم نرى قبل أن رياضيين أنشأوا أحزاب سياسية للمطالبة بمطالب كروية .
على مر التاريخ لم تشهد الرياضة المصرية أى تدخل سياسى كالذى حدث فى السنوات الأخيرة لحكم الرئيس المخلوع, ولعلها أول مرة تحدث أزمة دبلوماسية بسبب مباراة كرة قدم كانت بين مصر والجزائر, تلك المباراة الشهيرة التى أصيب بسببها الكثيرون من المصريين وسبَّبت أزمة بين الجزائر والسودان, وتداعى الأمر على شركات مصرية تعمل بالجزائر وهو ما أفزع الجميع .
بعد الثورة كان "الألتراس" متواجد فى الميدان كجبهة سياسية لأول مرة تدافع عن مصر وترابها, وبعد الثورة تراجع "الألتراس", وعاد مرة أخرى إلى المدرجات وعقب أحداث "مذبحة بورسعيد" عاد "الألتراس" مرة أخرى وبقوة ليطالب بحق الشهداء وبسببه توقف النشاط الرياضى كله فى مصر .
وعلى الجانب الأخر, هناك متضررين من القرار قرروا أولا تنظيم وقفة إحتجاجية امام الإتحادية, وهم الآن يفكرون فى إنشاء الحزب الرياضى .
والسؤال الآن, ما هو تأثير أن يكون هناك حزب سياسى خلفيته رياضية فى مصر ؟ , وما تأثير ذلك على أن لكل طائفة بعد ذلك سيكون لها حزبها ؟ , وما مدى تأثير الرياضة على السياسة ؟
الكاتبة الصحفية والقيادية بحزب التجمع "فريدة النقاش" قالت: إنها أول مرة ترى أن هناك رياضيين يريدون أن يؤسسوا حزب وهو ما تطابق مع المعلومات عن إنشاء حزب نسائى فقط ويبدوا أن كل فئة إجتماعية تريد أن تنشئ حزب وهو ضد مبدأ الأحزاب فى حد ذاته فالحزب يعنى مجموعة من طبقات إجتماعية معينة لها مرجعية واحدة ولا يلتفت إلى القوى النوعية, وهناك آليات كثيرة للمطالبة بالحقوق كالنقابات والجمعيات وغيرها .
وأضافت "النقاش": أن يؤسس الرياضيون حزب هذا يعنى أنهم يَعْتَبرون أنفسهم قوى نوعية وهم من جميع الطبقات, وأتوقع أن يكون مصير هذه الدعوات الفشل الذريع .
وأضافت "النقاش": أن "الألتراس" هناك من يدفع بهم إلى السياسة وهذا أمر خطير, بمعنى أن مجموعة من الشباب المهتمين أساسًا بالرياضة, لو أرادو العمل السياسى فأمامهم الأحزاب, وسيذكر التاريخ أن هناك "قوى" كان من مصلحتها وقوع "مجزرة بورسعيد" .
أما الدكتور "ياسر عبد العزيز" الكاتب الصحفى والخبير الإعلامى يرى: أن تأسيس حزب للرياضيين هو أحد إنعاكسات الهشاشة السياسية التى تعانيها مصر فى هذه الفترة بالذات وبالنسبة للجماعات المعنية والقانون والنظام العام سهَّلَ سبل إنشاء كيانات للتعبير عن مطالبها مثل النقابات والروابط والجمعيات الأهلية والتى تمارس عملها على أساس مهنى .
وأضاف "عبد العزيز": أن تأسيس مثل تلك الأحزاب يشبه تمامًا تأسيس حزب على أساس دينى, فمن حق الرياضيين المطالبة بحقوقهم ولكن ليس من خلال أحزاب .
وأوضح "عبد العزيز": إننا عانينا كثيرًا من خلال خلط الرياضة بالسياسة, فمباراة مصر والجزائر مازالت عالقة فى الأذهان, وكلما إختلطت الرياضة بالسياسة تضررت الرياضة وتبرأت السياسة .
وأكد "عبد العزيز": إنه فى السنوات الأخيرة زاد دور الرياضة بسبب التجريد السياسى ووجد بعض الرياضيين أن ممارسة السياسة إستنادا إلى شعبية الرياضة أمر مربح جدا وفى ظل حالة الإنعدام السياسى زاد الخلط بين الإطارين, ومع ثورة يناير ودور"ألألتراس" أصبح التفريق فيما بينهم صعب .
وإختتم "عبد العزيز" حديثه قائلًا: أن الحل فى الفصل بينهما, لأن الخلط بينهم سيؤدى إلى عواقب وخيمة .
فيما إعتبرت "مارجريت عاذر", الناشطة السياسية والنائبة السابقة: أن تلك من ضمن الهوجة لإنشاء الأحزاب التى ليس لها ضوابط محددة .
وأضافت "عاذر": أنا لا أستطيع فهم هذا, فالأحزاب السياسية لا تقوم على فئات معينة, ولا يمكن أن تُنْشأ الأحزاب على أساس نوعى سواء مسيحى أو إسلامى, ولو عملنا بنفس التوجه سنجد أحزاب للشرطة والجيش .
تبقى فكرة إنشاء حزب رياضى مصرى مجرد إقتراحات لم تدخل حيز التنفيذ بعد, فهل من الممكن أن نرى حزبًا للرياضيين كما يوجد أحزاب للكثيرين ؟