اثار جدار عثماني من الخزف معروض في قسم الفنون الاسلامية في متحف اللوفر اهتمام السلطات التركية التي طالبت باستعادة اجزاء من هذا العمل، لكن المتحف الباريسي يقول ان هذه القطع دخلت الى فرنسا بموجب عمليات شراء قانونية.
ورفعت صحيفة "راديكال" التركية الصوت قبل ايام متهمة متحف اللوفر بعرض "قطع خزفية مسروقة في قسمه الجديد المخصص للفنون الاسلامية" والذي افتتح في نهاية ايلول/سبتمبر.
وقام ممثلون عن وزارة الثقافة التركية بالتقاط صور خلسة لهذا الجدار العثمانهي الذي يبلغ طوله 12 مترا، والذي قام المتحف الفرنسي بتجميعه.
وبعد تحليل هذه الصور، قالت الوزارة ان جزءا من هذه القطع "سرقت" من مسجد بيالة باشا في اسطنبول في نهاية القرن التاسع عشر، وفق ما نقلت للصحيفة.
وذكرت الصحيفة ان وزير الثقافة التركي ارطغرل غوناي بدأ باتخاذ الاجراءات اللازمة لاستعادة القطع من اللوفر، وهو معروف بسعيه المستمر لاستعادة القطع الاثرية التي يعتبرها سرقت من بلاده وهي تعرض اليوم في متاحف عدة في العالم.
وقال مسؤولون في متحف اللوفر لوكالة فرانس برس انهم لم يتلقوا "اي طلب رسمي من السلطات التركية" لاستعادة قطع الخزف هذه.
وذكر المتحف بموقف السلطات الفرنسية في قضية مماثلة وقعت قبل سنوات، عندما طالبت السلطات التركية باستعادة قطع زخرفية كانت تزين ضريح السلطان سليم الثاني.
وبحسب اللوفر، فان "السلطات الفرنسية اجابت حينها، بان القانون الدولي والقانون الفرنسي لا يلزمان فرنسا بأي حال من الاحوال باعادة هذه القطع" الى تركيا.
وقد صدقت فرنسا في 14 تشرين الثاني/نوفمبر من العام 1970 على اتفاقية منظمة الاممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) ضد الاتجار غير المشروع للقطع الأثرية، لكن هذه الاتفاقية لا تنطبق على الحالات التي وقعت قبل إبرامها.
والجدار العثماني هذا الذي تطالب به تركيا هو عبارة عن قطع خزفية مجمعة دخلت في الملكية العامة في فرنسا "بموجب تبرعات او وصايا او عمليات شراء" بين العامين 1871 و1940، "بما يراعي القوانين المعمول بها في تلك الاوقات"، وفقا للمتحف الفرنسي.
وقال اللوفر ان اثنين من القطع التي تطالب بها تركيا قد اشتراهما المعرض في العام 1889 من المؤرخ الفني جيرمان بابست.
وفي العام التالي، اشترى الاتحاد المركزي للفنون الزخرفية لوحة مماثلة من اليكسيس شورلين دورينيي الذي اقام لوقت طويل في اراضي السلطنة العثمانية حيث كان يعمل في مجال ترميم القطع القديمة، بحسب ما تذكر قائمة المعروضات في قسم الفن الاسلامي التي يشير الى وجود قطعتين مماثلتين ايضا تعرضان في متحفين اوروبيين آخرين.
وتنسب هذه القطع الى الاميرال بيالة باشا الذي عاش في القرن التاسع عشر، وهي كانت معروضة في المسجد الذي بناه وفي قصره العائد للقرن السادس عشر.
غير ان ابحاثا معاصرة في المسجد لم تسمح بتحديد المكان الذي كانت توضع فيه هذه القطع.
واعتبر اللوفر ان "الجواب الافضل على هذه المسألة يقوم على سياسة انفتاح وتعاون في المجال العلمي، تتطلع الى المستقبل مع احترام اعتبارات الجهتين والالتزام بالقوانين المرعية الاجراء".