بينما تسهر شعوبنا العربية حتى الصباح تحتفل بعيد الأضحى المبارك وتغرق شوارعنا بدماء الأضحية فهناك أخوة لنا فى سوريا تغرق دماء الشهداء شوارعهم، نحتفل نحن ونلهوا فى الوقت نفس الوقت الذين يقتلون فيه وتسفك دمائهم على إيدى قوات الجيش النظامى الحر.
تناقش العديد من الزعماء الفترة الماضية عن بحث سبل وضع هدنة لوقف إطلاق الرصاص وسفك الدماء خلال أيام عيد الأضحى هناك، فمنهم من وضع نظام الأسد محل ثقة ومنهم من انتابه شكوك تجاه نظام بشار الأسد من خرق الهدنة، واستمرار عمليات القتل الوحشية .
ف أعربت السفيرة الأمريكية في الأممالمتحدة سوزان رايس عن تشككها حيال تنفيذ النظام السورى لمشروع الاخضر الابراهيمى المبعوث العربي الأممي المشترك إلى سوريا بوقف اطلاق النار خلال عيد الاضحى المبارك. وذلك لرؤيتها إن النظام السورى فقد مصداقيته، بسبب عدم التزامه بوعوده التى قطعها على نفسه فى السابق.
واضافت أنه لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية الكثير من الشكوك حول آفاق إرساء وقف إطلاق النار، نظرا إلى اللائحة الطويلة من الوعود التى لم يحترمها الرئيس السورى بشار الأسد.
ومن جهة أخرى اعلن الموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي الاربعاء الماضى ان النظام السوري ومسؤولين عن المعارضة المسلحة وافقوا على هدنة خلال عيد الاضحى الذي يبدأ الجمعة في سوريا.
وقال الابراهيمي بعد لقاء مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في القاهرة "وافقت الحكومة السورية على مقترح الهدنة خلال ايام عيد الاضحى"، مضيفا ان "معظم مسؤولي المعارضة المسلحة قبل بمبدأ وقف اطلاق النار".
واضاف "اذا نجحت هذه المبادرة المتواضعة بفرض الهدنة ووقف اطلاق النار، نأمل ان نتمكن من البناء عليها من اجل الحديث عن وقف اطلاق نار يكون أمتن وأطول وجزءا من عملية سياسية متكاملة".
فيما أعرب مسئول بارز بالأممالمتحدة عن انه يأمل فى نجاح وساطة الاممالمتحدة لوقف إطلاق النار في سوريا خلال العيد، لكنه يحذر من أنه لا توجد ضمانات لهذا الاتفاق. و أيدت ال 15 امة بمجلس الأمن الدولي فكرة هدنة مؤقتة، التي اقترحها مبعوث الاممالمتحدة الى سوريا بهدف إقامة محادثات بشأن انهاء الصراع في البلاد منذ 19 شهرا، حسبما ورد بصحيفة واشنطن بوست الأمريكية.
ثم خرج علينا امس المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي أن حكومة الأسد قبلت وقف إطلاق النار أثناء عطلة عيد الأضحى لكن وخلال ساعة واحدة قالت وزارة الخارجية السورية أن المقترح ما زال قيد الدراس
هذا الامر نتج عنه تباين مواقف كتائب الثوار المسلحة حول الهدنة، فقد أعلنت معظم كتائب الجيش الحر موافقتها على الهدنة بينما رفضت جبهة النصرة الاسلامية الهدنة وقالت أنها جماعة لا تقبل أن تلعب مثل هذه الالعاب "القذرة".
ثم سرعان ما واصلت قوات النظام السوري ارتكاب المجازر في مختلف أنحاء البلاد حيث سقط ما يزيد عن 147 شهيداً و80 جريحاً جراء القصف العشوائي والإعدامات الميدانية المستمرة
وأعلن اتحاد تنسيقيات الثورة السورية منطقة الغوطة التي تشكل القسم الأكبر من ريف دمشق "منطقة مستباحة من قبل عصابات الأسد" جراء حملة الإبادة الجماعية المصبوغة بلون طائفي والتي تتعرض لها المنطقة من قبل قوات النظام، وجدد الاتحاد مطالبته للمجتمع الدولي بالتدخل الفوري لحماية المدنيين
واصلت قوات النظام ارتكاب المجازر في ريف دمشق حيث قتلت ما يزيد عن 78 مواطناً بينهم ثمان نساء وسبعة أطفال، 44 شهيداً سقطوا في مدينة دوما، بينهم 30 مدنياً تم إعدامهم ميدانياً بالسكاكين والعيارات النارية، و20 آخرون في مدينة حرستا جراء القصف العشوائي الذي تعرضت له المدينة بالدبابات والطيران الحربي وقذائف الهاون، كما قامت قوات النظام بإعدام ثلاثة مدنيين في بلدة جديدة عرطوز فيما سقط العشرات بين شهيد وجريح جراء القصف العنيف على مدن عربين وزملكا ومعضمية الشام ومناطق أخرى في الغوطة الشرقية
وقتلت قوات النظام امرأة وطفلتين في حماة جراء استهداف الدبابات لمنازل المدنيين في قرية الحواش في منطقة سهل الغاب، كما سقط خمسة مدنيين بينهم ثلاثة أطفال جراء القصف العشوائي على بلدة الكحيل في محافظة درعا
وقصفت قوات النظام أحياء القدم والعسالي والتضامن والقابون في دمشق، وأكثر من 31 منطقة في محافظة حمص في ظل استمرار الحصار الخانق، و18 منطقة في محافظة حلب، وعدة مناطق أخرى في دير الزور وحماة واللاذقية والرقة، مما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا بين شهيد وجريحن
كما شنت قوات النظام حملات دهم واعتقالات عشوائية طالت أكثر من 40 مدنياً، فضلاً عن حرق وتخريب المنازل مما أجبر مئات المدنيين على النزوح عن ديارهم
ودارت اشتباكات عنيفة بين كتائب الثوار وقوات الجيش النظامي في مناطق مختلفة من البلاد، راح ضحيتها ما يزيد عن 50 قتيلاً في صفوف الجيش النظامي، معظمهم في الرقة وحلب وإدلب، في حين سقط 45 شهيداً في صفوف الثوار معظمهم في مدينة حلب وريف دمشق
فبلغت حصيلة القتلى ليلة عيد الأصحى المبارك حسبما، أفاد ناشطون سوريون، بأن حصيلة القتلى برصاص قوات الأمن ارتفعت إلى 80 شخصًا، في محافظات عدة، في وقت أعلن فيه الجيشان النظامي والحر التزامهما بهدنة عيد الأضحى.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الخميس، أن اشتباكات تدور بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين على أطراف حيي «التضامن» و«القدم»، جنوبي دمشق، رغم إعلان القوات النظامية سيطرتها على مجمل أحياء العاصمة، منذ يوليو الماضي.
وأكدت القيادة العامة للجيش السوري النظامي، وقف العمليات العسكرية، خلال أيام عيد الأضحى المبارك، بدءًا من غد الجمعة وحتى الاثنين، التزامًا بالهدنة التي دعا إليها المبعوث الأممي العربي إلى دمشق، الأخضر الإبراهيمي.
وأكدت قيادة الجيش، أنها تحتفظ "بحق الرد على قيام الجماعات الإرهابية المسلحة بتعزيز مواقعها، التي توجد فيها، مع بدء سريان هذا الإعلان، أو الحصول على الإمداد بالعناصر والذخيرة".
وفي الوقت الذي أعلن قائد في الجيش السوري الحر، أن المعارضة المسلحة ستحترم هدنة عيد الأضحى، قال أبو معاذ، المتحدث باسم جماعة «أنصار الإسلام»: "إن مقاتليه لن يلتزموا بالهدنة؛ لأنهم لا يثقون فيما يقوله النظام". مما يؤكد انقسام المعارضة المسلحة حول الالتزام بالهدنة.
هكذا اصبح الوضع فى سوريا مهدد ليلاً ونهاراً بين الحين والآخر، ما بين قتلى وجرحى، ونظام الأسد ما بين اعطاء وعود دولية لتهدئة الرأى العام العالمى، ومابين سفك دماء أبناء الشعب السورى.