لم ولن أبيع قضيتى وسأظل محافظاً على مهنيتى وعلى إستقلالى
لم أشرب شاى بالياسمين والشاشة هى الحَكَم
معتز مطر إعلامى بارز، أثبت مقدرته الفذة للوصول للحقيقة , فتربَّع فى أفئدة معظم متابعيه، فهو مُفَعَّم بالروح الإنسانية النبيلة والشجاعة والحيادية وتحرى الدقة فى طرح القضايا، بعيداً عن التهويل والتدليس فتمتَّع بمصداقية لدى مشاهديه ومتابعيه، فحاز على إحترام وإعجاب شريحة كبيرة من الشارع المصرى، وخاصةً شباب الثوَّار الذين نعتوا معتز مطر بإنه إعلامى بدرجة "ثائر".
وبسبب جرأته الإعلامية دفع "مطر" الثمن غالياً بوقف برنامجه الشهير "محطة مصر" مرتين , مرَّة بفعل "أمن الدولة" قبل الثورة ، والمرة الثانية بعد ثورة يناير المجيدة، وترددت بعض الروايات اَنذاك بأن للمجلس العسكرى اليد العليا لوقف محطة مصر، وبعد إنتظار مدة 6 أشهر عاد "محطة مصر" ليستكمل من خلاله "مطر" رسالته الإعلامية الذى عاهد الله على أن يستكملها مهما كانت التحديات والمعوقات ليحارب وأمثاله من الإعلاميين الشرفاء "الفساد" الذى إستشرى فى ربوع المحروسة .
فإلى نص الحوار:
لماذا لم تقم بمقضاة مالك القناة التى كنت تعمل بها من قبل بعد الحادثة الشهيرة بقطْع الهواء عليك أثناء تقديمك لإحدى حلقات برنامجك ؟
الموضوع بالنسبة لي مسألة مبدأ، فبعد هذا الموقف الشهير أصدرت إدارة القناة بيان بأن الخطأ الذى حدث كان خطأ فردى من رئيس القناة وستتم مجازاته، بل قال لى مالك القناة حرفيًا بأن رئيس القناة سيتم فسخ تعاقده مع الشركة المالكة للقناة، ولكن الذي تم بعد ذلك عبارة عن نوع من أنواع التهميش لهم ولكنهم لم يرحلوا من القناة، ولكنى لم أعول أى إهتمام لهذه القصة .
كيف قضيت مدة ال 6 أشهر الماضية ؟
كنت أتابع وأراقب عن كثب، فالموضوع كان صعب بالتأكيد .
كيف ترى بقاء إسم ومضمون محطة مصر رغم العثرات المتكررة ؟
أشكر القائمين على قناة مصر 25 بموافقتهم على إستمرار محطة مصر، فبقاء إسم البرنامج أعتقد أنه رسالة إلاهية، وسنعمل جاهدين على الحفاظ على محطة مصر لتظل "محطة مصر سكتنا ليكم" .
لماذا نفيت التسريبات الصحفية بتعاقدك مع قناة مصر 25 ثم بعد ذلك أعلنت تعاقدك مع القناة ؟
بالفعل كان هناك مفاوضات مع قناة مصر 25 مرتين و لكن فشلت المفاوضات، ثم عادت المفاوضات من جديد للمرة الثالثة وبالفعل نجحت التفاوضات فى المرة الأخيرة .
ولماذا فشلت المفاوضات في المرتين الأولى والثانية ؟
فشل المفاوضات فى المرتين الأولى والثانية كان سبب الخلاف مهنياً و ليس مادياً ولكن في المرة الثالثة تمت المفاوضات بنجاح بعد موافقة إدارة القناة على مطالبى بالحرية الكاملة من إختيار الضيوف والمحتوى، وإختيارى الكامل لكل طاقم الإعداد
معتز مطر معروف بحياديته و مهنيته و بإنتمائه للتيار الليبرالى , فهل ستنتقد الإخوان وانت في عقر دارهم ؟
خير رد على هذا السؤال هو ما حدث في حلقة البرنامج يوم السبت الماضى بعد الأحداث المؤسفة التى حدثت يوم الجمعة من إشتباكات فى ميدان التحرير بين بعض أنصار جماعة الإخوان وبعض أنصار القوى المدنية، وأعتقد أن الحلقة كانت صادمة للجميع، فدعينى أوكد أن مصر لا يوجد بها إعلام مستقل ولكن يوجد بها إعلاميين مستقلين فأسعى جاهداً أن أحافظ على إستقلاليتى، فعندما كنت فى قناة "مودرن" كانت توجد أصوات تطالبنى بترك القناة واصفةً إياها بقناة الفلول، وكنت أحاول جاهداً أن أحافظ على إستقلاليتى المهنية وعندما حدث تدخل كان الإنفصال ، و نفس الحال سينطبق على "مصر 25" , فالموضوع يتلخص فى إرادة الشخص للحفاظ على مهنيته أو إستقلاليته أو العكس .
بعد تعاقدك مع "مصر 25" كان هناك رأيين متناقضين من متابعيك , الرأى الأول: معتز مطر باع القضية وشرب شاى بالياسمين ؟
أعتقد أن الرد الأمثل سيكون من خلال الشاشة فهى الحَكَم والذى يستطيع إخراج "كوب الشاى" من على الشاشة فليخرجه .
وأما الرأى الثانى يقول: معتز مطر سيتغير وسيؤثر فى سياسة "مصر 25" ؟
أزعم ذلك ولكن دعونا نترك الحُكْم للمشاهدين، فأنا على المستوى الشخصى " بحب اليوتيوب لأنه بيستر ويفضح" فالذى يملك لي أى مشهد قبل أو بعد أو خلال الثورة فليُظهره للجميع، فأنا أراعى ضميرى المهنى ولن أسمح لأحد بالتدخل في عملى، وبينى وبين الجميع حق الله .
هل جلست مع أحد قيادات الإخوان أثناء مراحل التفاوض ؟
أقسم بالله العظيم أنه لم يجلس معى مسئول أو أحد إخوانى للتفاوض، وفى المرة الثالثة التى تعاقدت فيها مع القناة كان الذى يتفاوض معى "أحمد أبو هيبة" , رئيس القناة الجديد , وهو ليس إخوانياً بل هو من أنشأ قناة التحرير بتجربتها الثورية، فلا يتدخل أى أحد في عملي على الإطلاق .
كنت أحد أعضاء جبهة إنقاذ الإعلام فإلى أين اَلت هذه الجبهة؟
هذا السؤال يُسْأَل فيه "الأستاذ حمدى قنديل" ، فقد قمت بالإتصال به مرتين وفى المرة الثانية أكّدْت له دعمى الكامل لأى خطوة تقدمون عليها ولكن "ضَحِكَ" وقال لى إن شاء الله، فبصراحة شديدة الحرج الإنسانى والفرق الكبير بينى وبين الأستاذ قنديل , يمنعنى من سؤاله "ماذا جرى" .
هل تمت إجتماعات أخرى بعد الإجتماع الأول ؟
لم تُعْقَد أى إجتماعات أخرى، فكان من المفترض أن نجتمع و نُسدّد إشتراكات ولكن لم يحدث .
كيف ترى أداء الإعلام بعد إنتخاب الرئيس محمد مرسي ؟ , وهل الإعلام أصبح إعلام الشعب أم ظل بوقاً للنظام ؟
لا، الإعلام لا أصبح إعلام شعب ولا أصبح بوقاً للنظام، ولكن هناك بعض الإعلاميين أصابتهم الصدمة بردة عكسية فأصبحوا يهاجموا فقط، والبعض أصبح ينافق بشكل فج جداً، وما بين هذا وذاك يوجد البعض الذى يُعَد على أصابع الأيدى الواحدة ويحاولوا أن يجدوا مكاناً للإعلام الحقيقى فى الوسط، لأننا لازلنا نحلم بإعلام شعبى يكون بأسهم لجميع المصريين، فليس من المعقول أن تكون مؤسسة إعلامية ضخمة ملكاً لمالكاً واحداً، فللأسف الإعلام هو من يدفع الثمن .
كيف ترى أداء التلفزيون المصري حالياً في ظل عهد وزير ينتمى فكرياً للإخوان ؟
أرى أن التلفزيون المصرى من الكيانات الذى يسوء وضعها في مصر، وسأخص "بوابة الفجر" بِسِر يُنْشَر لأول مرة , وهو أن المفاوضات في الشهر الأخير كانت تسير بالتوازى بين "مصر 25" وبين "التليفزيون المصرى" ، ولكن عدم القدرة على إتخاذ القرار والأيد المرتعشة بجميع مسئوليه بدون ذكر أسماء فى التلفزيون المصرى هى من رجحت كفة "مصر 25" بإنهاء التعاقد معها .
ما رأيك فى السماح للمذيعات المحجَّبات فى الظهور على شاشات التلفزيون المصرى ؟
الحجاب حرية شخصية، والكبت يُولِّد الإنفجار, وجميعنا يريد إعلام يُمثِّل الشعب فهناك سيِّدات مُحجَّبات وغير مُحجَّبات فلابد أن يُمَثَّل الجميع، ولابد أن تكون الكفاءة والمهنية هى المعيار الوحيد للإختيار وليس المظهر الخارجى، والموهبة الجيدة هى التي ستفرض نفسها .
كيف تقرأ إتهام بعض أنصار تيار الإسلام السياسى للإعلام بالفاسد ؟
هذه نتيجة طبيعية لما حدث فى مصر طوال60 عام من إقصاء للإسلاميين عموماً، فخلق هذا الإقصاء نتيجة عكسية في ردود الأفعال، فجميعنا لم يتدرب على هذه اللحظة لا سياسياً ولا إجتماعياً ولا دينياً .
كيف ترى أداء الرئيس محمد مرسي ؟ و هل تراه يتبنى أهداف الثورة ؟
الرئيس مرسى يُحاوِل مُحاولات مُسْتميتة لينجح فيُصيب أحياناً ويفشل أحياناً، لأن الدكتور مرسى من ضمن المجموعة التى تتعلم فينا، فلم يُذْكَر أحد من من قبل , فلم يكن أبداً يخطر ببال أحد تطور الأحداث في مصر، فمصر كانت بلد ال "كأن" فكل شئ كان "كأن" , فكأن هناك أحزاب و لكنها كانت كرتونية، وكأن هناك معارضة فكانت صورية، فالجميع يتعلم لأول مرة والبلد تدفع ثمن أن الجميع يُجرِّب لأول مرة، ولكنى أزعم أنه رجل مُخْلِص النيَّة .
بعد تجمهر الألتراس ومنعهم ظهور إعلاميين على الشاشة , فهل ترى أن الإرادة الشعبية قادرة على إجبار بعض الإعلاميين على الإعتزال ؟
الإرادة الشعبية تستطيع فعل ذلك وأعتقد قريباً جداً فالجمهور"زهق ومل" من بعض الوجوه فلابد لها الآن أن تتغير، فأعتقد أن القدرة على اللعب على الحبال قد إنكشفت، وأستغرب جداً من عدم قدرة هؤلاء على قراءة المشهد ومن ثَمَّ الإنسحاب بهدوء، فكل من يُحاول أن يُعادى طبيعة الزمن وطبيعة ما حدث فى مصر ويستمر فى البقاء فلا يلوم إلا نفسه .
وبذكر الإرادة الشعبية , هل ترى أن الثورة المصرية فقدت زخمها الشعبى؟
لا، فقد يكون هناك بعض الأخطاء فى التنظيم فقط ولكن الثورة مستمرة حتى تكتمل وتحقق أهدافها، فالبلد تتحرك، فأى بلد لو تعرضت لربع ما تعرضت له مصر فى الفترة الأخيرة لإنهارت، فنحمد الله أنه لا توجد عندنا حرب أهلية، وصحيح أنه توجد لدينا مشاكل لكن ليس بصورة فجة، فمصر محفوظة من عند الخالق عز وجل .
كيف ترى الوضع فى سيناء خاصة بعد تنامى دور الجماعات الجهادية والتى أصبحت لديهم مُتحدثين للإعلام ؟
طالبت الرئيس مرسى أكثر من مرة بإظهار حقيقة ما يحدث فى سيناء للرأى العام، فسيناء ليست خط أحمر بل خط أسود بالنسبة لنا .
كيف ترى دور التيار الشعبى الذى أسَّسه حمدين صباحى الذى كنت تدعمه فى الإنتخابات الرئاسية ؟
يتوقف على قدرته الحقيقية للوصول للشارع والحارات والقرى والنجوع , فإذا إستطاع الوصول للناس والتواصل معهم سيستطيع تحقيق غايته, أما إذا تم الإكتفاء بالخطب فقط فلا ينتظر أى نجاح .
هل ترى أن القوى المدنية تكرر نفس أخطائها ؟
بالفعل القوى المدنية تُكرِّر نفس الأخطاء السابقة بالتشرزم والتحزُّب وكإننا لا نستفيد من أخطائنا .
ما الرسالة الأخيرة التى تريد تُوجِّهُهَا لمشاهدى محطة مصر ؟
أوعدكم ببذل قصارى جهدنا كفريق عمل لننال رضاكم وثقتكم، وسنسير على نفس نهجنا الذى عوَّدْناكم عليه ونتمنى أن نكون عند حسن ظنكم بنا .