قال المدير العام لوكالة أنباء الأناضول التركية "كمال أوزتورك" إنه تم اختيار القاهرة لتكون المقر الرئيسي لانطلاق خدمة "النشرة العربية" التي قررت الوكالة التركية إطلاقها في شهر مايو المقبل . وأضاف أوزتورك أنه سيزور مصر في شهر أبريل المقبل للاشراف على الاستعدادات النهائية لتدشين "البث العربي" من القاهرة إلى جانب اسطنبول ونيروبي، على أن تكون هناك مكاتب فرعية في كل من لبنان والجزائر وتونس والرباط وجدة.
وأكد أوزتورك في تصريحات لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط في أنقرة تهاني مصطفى ان هذه الخدمة الجديدة ، التي تجرى الاستعدادات لها على قدم وساق ، ستوفر للقاريء العربي والتركي فرصة الحصول على الأخبار والصور الصحفية وخدمة الفيديو باللغة العربية ، وسيعمل بها صحفيون عرب وأتراك .
وأوضح إنها المرة الأولى التي سيزور فيها مصر ونهر النيل ، قائلا "عندما يذكر اسم ميدان التحرير نشعر بقشعريرة من الحماس تسري في نفوسنا ، لأننا نحب شباب الثورة " ، مشددا على ضرورة العمل على تقوية مصر وان تقف على قدميها من جديد .
ونوه بوجود تعاون بين وكالة الأناضول واتحاد وكالات الأنباء العربية (فانا) ، كما أن وكالة الاناضول عضو في وكالات أنباء آسيا والباسفيك (أوانا).
وقال كمال أوزتورك ، إن هناك علاقات تعاون واتفاقيات مع معظم وكالات الأنباء العربية من حيث تبادل الأخبار والصور والفيديو ، مؤكدا أن هذا التعاون ليس كافيا حتى الان لتدعيم التعاون في المجال الاعلامي .
وأضاف اوزتورك أنه لهذا السبب ستنشئ وكالة "الأناضول" نشرة باللغة العربية لتعزيز التعاون وتمكين وكالة الاناضول من توفير مواد إخبارية باللغة العربية للعالم العربي وأيضا للقاريء التركي ونقل صورة أساسية عن واقع المنطقة العربية وما يجري فيها بصورة مباشرة
وأكد المدير العام لوكالة الأناضول التركية الرسمية كمال أوزتورك "أن مستوى التعاون الاعلامي سيشهد زخما ولا سيما بعد ثورات الربيع العربي لان الصورة قبل ذلك تمثلت في أن وكالات الانباء العربية كانت لديهم محاذير كثيرة في النشر والان الوضع اختلف ، وستأخذ الصحافة العربية مكانتها في سماء الصحافة الحرة وسنقيم علاقات تعاون معها".
وقال كمال اوزتورك "أنني أعلم ان الصحي العربي ماهر للغاية ومتمكن من أدوات مهنته ، ولكن كانت هناك مشكلة كبيرة يعاني منها الاعلام العربي وهي حرية التعبير حيث لم تكن مساحة الحرية واسعة ، ولم يكن الصحفي يستطيع التعبير عن نفسه.
وعن رؤيته لثورات العالم العربي ، قال .. "نحن نتابع التطورات والأحداث عن قرب ، ونتفاعل مع الأحداث في الدول العربية ، نشعر بالقلق للاحداث المؤسفة ، ونفرح للاخبار الايجابية".
وأردف قائلا " مع حكومة طيب أردوغان تغيرت أشياء كثيرة ، وأستطيع القول أنه حان وقت تلاقي الشقيقين". مؤكدا "أن العالم العربي الذي كان يتلألأ في سماء العالم قبل قرون ، سيلمع من جديد ويعود بتاريخه وفتراته المزدهرة كما كان من قبل ، وكما كان من حضارة الاندلس إلى الشام ، تاريخ عظيم سيعود من جديد".
ورأى ان هذه التغييرات ستنعكس على أداء وسائل الاعلام العربية ، التي ستركز على استخدام التكنولوجيا لانها ستدخل في مرحلة إعادة بناء، ولكن يجب على اخواننا العرب أن يكونوا دقيقين جدا ومحددين للغاية في اختيار الوجهة التي سيتعاملون معها في قادم الأيام.
وفيما يتعلق بالتطورات التي يشهدها الاعلام العربي في مصر والدول العربية في ظل المتغيرات المواكبة للربيع العربي ، قال اوزتورك إن لدى وكالة الأناضول إدارتين للشؤون الخارجية يتم متابعة الأخبار والأحداث في العالم العربي من خلالهما ، وخاصة في مصر ومستوى الاعلام بها ، ولذا وقع اختيارنا على مصر لتكون نقطة إنطلاق لنا في النشرة العربية".
وأكد المدير العام لوكالة الأناضول التركية الرسمية كمال أوزتورك ان المنافسة قوية بالنسبة لوكالة أنباء الأناضول داخل تركيا وخارجها رغم أنها أكبر وأعرق وكالة أنباء داخل تركيا ، مشيرا إلى أن تمويل "الاناضول" يأتي أساسا من الاشتراكات من وسائل الاعلام والفضائيات التركية والمنطقة .
وعن الأحداث في سوريا ، قال المدير العام للاناضول "لقد ذهبت كثيرا إلى سوريا مع رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ، وأنا أعلم العلاقة الودية الوثيقة التي كانت بين الاسد وأردوغان ، وقبل الربيع العربي قال رئيس الوزراء اردوغان للاسد : أنه لا بد أن تطبق سوريا إصلاحات ، ونحن نطبق هذه الاصلاحات في تركيا وسوف نقدم لك العون ونساعدك" ، مشيرا الى ان العلاقات التجارية والاقتصادية كانت قوية للغاية بين تركيا وسوريا وأعطت تركيا بذات الوقت كل التعزيزات لسوريا.
وأضاف أوزتورك "ان بشار الاسد كان شغوفا بعمل إصلاحات في سوريا ، ولكن الحاشية من حوله كانت تمانع ذلك ، وقاوموا بشدة مسألة تطبيق الاصلاحات ولم يقاوم الاسد من جانبه لفرض تلك الاصلاحات".
وأكد أوزتورك "أن سوريا كان مقدرا لها أن تكون على رأس الدول العربية التي تطبق إصلاحات ولكنها سقطت ، وابتعد الأسد ، وتحول إلى الوجه الديكتاتوري .
وأشار أوزتورك إلى أنه ليست هناك عوائق بين تركيا والدول العربية ، مؤكدا أن التعاون في المجال الاقتصادي والتجاري سيقوى أكثر من ذي قبل.
يذكر أن أوزتورك /43 عاما/ هو الرئيس الحالي لمنظمة وكالة أنباء آسيا والمحيط الهادئ (أوانا) والتي تأسست عام 1961 وتضم 44 وكالة أنباء من 35 بلدا و تشكل مع اتحاد وكالات الانباء العربية (فانا) ما يقارب من نصف وكالات الانباء في العالم.