في وقت تزداد فيه تهديدات النظام السوري باستخدام أسلحة كيميائية, أرسل الجيش الأمريكي قوة خاصة إلى الأردن للتحضير لسيناريوهات تشمل فقدان السيطرة على الأسلحة الكيميائية في سوريا، ولمساعدة المملكة في مواجهة تدفق اللاجئين السوريين أيضًا.
ويقود القوة البالغ عددها 150 عنصرًا وتضم مخططين واختصاصيين ضابط أمريكي كبير، وتدرس القوة سبل منع توسع رقعة النزاع السوري الدموي إلى الحدود الأردنية, حسب ما أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" اليوم الأربعاء.
وتعمل القوة في مركز شمال عمان على بعد 55 كلم من الحدود ما يجعلها أقرب نقطة حضور عسكري أمريكي لمنطقة النزاع.
وقالت الصحيفة: إن المسؤولين الأمريكيين والأردنيين بحثوا إقامة منطقة إنسانية عازلة على الجانب السوري من الحدود تتولى القوات الأردنية مراقبتها بدعم أمريكي، لكنهم عدلوا عن هذه الفكرة حاليًا.
وكشفت مجموعة جديدة من الوثائق السرية المسربة عن وجود مخططات سرية سورية تهدف لزعزعة الاستقرار الأردني، لصرف الأنظار عما يحدث داخل الأراضي السورية.
وأوضحت الوثائق التي نشرتها "العربية الحدث" اليوم الاثنين أن المؤسسة الأمنية السورية سعت لتصدير الأزمة الداخلية وخلق البلبلة للتخفيف من الضغوط على النظام السوري، إلى الأردن، حيث تتضمن وثيقة مؤرخة في الثالث من ديسمبر من عام 2011، أرسلها اللواء ذو الهمة شاليش ابن عمة بشار الأسد إلى فؤاد فاضل منسق العمليات الخارجية وضباط الارتباط بالعملاء السوريين على طرق زعزعة الأمن الأردني.
وتتضمن تلك الطرق زرع خلايا تساعد على تنظيم التحرك في مناطق التوتر داخل الأردن، وتزويد عناصر غير سورية بالأسلحة في هذه المناطق، وربطهم بمعارضين أردنيين بارزين للنظام الأردني، وكذلك دعم الناشطين السلميين الأردنيين بالأموال والسلاح اللازم لتأجيج الأوضاع في المملكة عند الحاجة لذلك.
وأمر شاليش بإنشاء مكتب للعمليات في الأردن لتنفيذ عمليات نوعية ضد الأردنيين الذين يساعدون اللاجئين على دخول الأردن، وإرسال عملاء المخابرات السورية إلى مناطق وجود المنشقين العسكريين، وتصفية أشخاص محددين لإحراج النظام الأردني وإرسال رسالة للمجتمع الدولي تنذر بالقدرات الأمنية السورية.
وتتضمن وثيقة أخرى مرسلة من رئيس فرع الاستطلاع في المخابرات الخارجية السورية معلومات وفيرة عن وجود احتقان وتوتر غير مسبوق في الشارع الأردني، حيث تقع المسؤولية الأكبر على لجنة التنسيق العليا الأردنية، وهي تضم أكبر أحزاب المعارضة في الداخل والخارج.