أمر الرئيس السوداني، عمر البشير، أمس، بإعادة فتح الحدود البرية والنهرية مع جنوب السودان، في خطوة تعقب اتفاقات أديس أبابا، وأوردت إذاعة أم درمان الحكومية، في نبأ عاجل بثته على خدمتها الإخبارية للرسائل النصية القصيرة، أن «البشير يأمر بفتح المنافذ الحدودية البرية والنهرية مع جنوب السودان»، موضحة أن القرار اتخذه الرئيس بعد استقباله سفير السودان الجديد في جنوب السودان الذي يستعد لتسلم مهامه في جوبا. وأوردت وكالة الأنباء الرسمية السودانية (سونا) أن مساعد الرئيس السوداني، جلال يوسف الدقير، استقبل سفير جنوب السودان في الخرطوم، ميان دوت، وأكد له «حرص السودان ورغبته الصادقة في إرساء علاقات متينة مع دولة الجنوب، تحقق مصالح الشعبين في المجالات كافة»، وأفادت بأن الدقير أكد للسفير أن قمة أديس أبابا بين البشير ونظيره جنوب السوداني، سلفا كير ميارديت، «وتوقيعهما اتفاقية التعاون الشامل التي عالجت قضايا مصيرية عززا من فرص التعاون في المستقبل»، وشدد على «استعداد السودان لتقديم المساعدات وترسيخ إمكاناته وخبراته لبناء دولة الجنوب».
ونقلت الوكالة عن سفير جوبا قوله، عقب اللقاء، إن البحث تناول «ترتيبات تنفيذ اتفاق التعاون الشامل من الطرفين، إلى جانب القضايا العالقة المتمثلة في الحدود وأبيي»، المنطقة الحدودية المتنازع عليها بين الطرفين.
واعلن السفير الجنوبي عن «زيارة لوزير دفاع دولة الجنوب واللجنة الأمنية الي الخرطوم الأربعاء، للتشاور حول ترتيبات تنفيذ الاتفاقية»، وذكر أن «وزير النفط الجنوبي عقد لقاءات مع شركات النفط العاملة في الجنوب، استعداداً لاستئناف ضخ النفط بمجرد إجازة الاتفاقية من برلمان ومجلس وزراء حكومة الجنوب».
وأضاف السفير أن «استئناف عمليات النقل النهري بين البلدين مرتبط بالاتفاق حول قضايا التجارة والحدود بين الجانبين»، وشدد على «حرص جوبا على تنفيذ اتفاق التعاون الشامل بين البلدين، والمضي في تطوير العلاقات بين الجانبين».
وجاء الإعلان عن إعادة فتح الحدود، بعد أن وقع البشير وسلفا كير في 27 سبتمبر بروتوكول تعاون واتفاقاً أمنياً في ختام مفاوضات شاقة استمرت أربعة أيام في أديس أبابا، ما سمح بتخفيف التوتر بين البلدين، إثر معارك دارت بين قواتهما على الحدود، لكن الخرطوموجوبا لم تتفقا على المسائل الحساسة المتعلقة بوضع منطقة أبيي المتنازع عليها، وترسيم حدودهما المشتركة، وهي مسائل عالقة منذ استقلال جنوب السودان في يوليو 2011، وكاد الخلاف حولها أن يتطور إلى حرب بين البلدين في الربيع.