عائشة نصار مصطفى يسرى يظهر رجل الأعمال الإخوانى المهندس عدلى القزاز، على خريطة المناصب التنفيذية فى الدولة، كأحد أبرز أفراد اللوبى العائلى ل«آل القزاز» فى قصر الرئاسة.. وكلمة السر الإخوانية الجديدة فى وزارة التربية والتعليم.. وأيضا كواحد من كتيبة القيادات الإخوانية المجهولة لدى الرأى العام والقوى السياسية، التى تسكن قصر الرئاسة وتتصدر طليعة قيادات الجماعة وحزبها الحرية والعدالة، وتوكل إليهم ملفات ومهام شديدة الحساسية. بلا مقدمات هبط القزاز، المستشار الجديد للوزير ل«تطوير التعليم» على ديوان عام الوزارة، وسط هالة من الغموض، وعدم وجود أى صلة سابقة له بالعملية التعليمية داخل الوزارة، وكذا انعدام المعلومات تقريبا، عن الوافد الجديد الذى لا يعرف عنه أحد شيئا، باستثناء بعض المعلومات المتناثرة لرئاسته لما يطلق عليه التحالف المصرى لتطوير التعليم، وعضويته فى مجلس إدارة جمعية أصحاب المدارس الخاصة، ورئاسته السابقة لمنطقة القاهرة للكرة الطائرة قبل سنوات طويلة. عدلى أيضا هو «والد» سكرتير الرئيس المصرى، المهندس خالد القزاز – يحمل الجنسية الكندية - شريك خيرت الشاطر نائب المرشد العام - بحسب أحد أشهر الفيديوهات الإخوانية على موقع اليوتيوب - وأحد أهم كوادر حملته الانتخابية التى ورثها مرسى بعد ذلك، وأيضا أبرز مهندسى العلاقات الخارجية فى جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة، حيث تلقى تعليمه فى كندا وأقام هناك لسنوات طويلة، وشغل بعد ثورة 25 يناير منصب «منسق العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة». خالد كان أحد أعضاء الوفد الإخوانى الشهير الذى سافر إلى واشنطن بالتزامن مع ترشيح الشاطر رئيسا للجمهورية، والتقى إعلاميين وسياسيين وأكاديميين أمريكيين وعقد ندوات مفتوحة، واجتماعات مشتركة مع جهات أمريكية بعينها، منها مسئولون كبار بمجلس الأمن القومى الأمريكى، ثم «ويليام بيرينز» و«جيفرى فبيتمان» مساعدى وزيرة الخارجية الأمريكية، وقام بزيارات لمقر البنك الدولى وغرفة التجارة الأمريكية، وتحدث أيضا فى مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية مرتين، فى نيويوركوواشنطن، وكذا فى معهد بروكينجز، ومؤسسة كارنيجى. ضم الوفد أيضا الدكتور حسين القزاز.. الضلع الثالث من عائلة القزاز داخل قصر الرئاسة، وأحد أبرز أعضاء الهيئة الاستشارية للرئيس محمد مرسى، والمستشار الاقتصادى لحزب الحرية والعدالة، وأحد أهم المؤسسين للجانب الاقتصادى فى «مشروع النهضة « كما روج له الشاطر، وأيضا العضو الاحتياطى بتأسيسية الدستور، والأهم مسئول التنظيم الدولى للإخوان فى أمريكا، وكذا ضابط الاتصال بين الإدارة الأمريكية وجماعة الإخوان المسلمين، عبر عقود من الهجرة لسنوات طويلة إلى أمريكا. صحيح أن المهندس عدلى القزاز لم يكن المستشار الإخوانى الوحيد، للدكتور إبراهيم غنيم، وزير التربية والتعليم، وأن تعيينه كمستشار ل«تطوير التعليم»، جاء تاليا على تعيين إخوانى آخر هو محمد السروجى، المستشار الإعلامى والمتحدث الجديد باسم التربية والتعليم، وأيضا القيادى الإخوانى البارز فى الغربية، وصاحب سلسلة مدارس «الجيل المسلم» الإخوانية الشهيرة هناك، وذلك فى إطار خطة لإحكام السيطرة على الوزارة صاحبة الأولوية المطلقة فى الوعى الإخوانى وحلمه فى «التمكين»، باختيار وزير«تكنوقراط» يسهل تطويعه والسيطرة عليه، فى مقابل السيطرة أيضا بالكامل على مفاصل الوزارة والملفات الرئيسية فيها، عبر تسكين عناصر وقيادات إخوانية خالصة تتولى هذه الملفات. اختيار القزاز للمنصب يأتى على خلفية امتلاكه لمدارس «المقطم للغات»، وهى المدارس الإخوانية الأشهر التى تقوم كذلك بتدريس المنهج الأمريكى، فى مراحلها المختلفة من الحضانة إلى الثانوى، فيما تلقى شهرة وإقبالا واسعا بين العائلات الإخوانية الكبرى، إلى درجة تضطر معها بعض الأسر من نقل محل الإقامة إلى المقطم فى سبيل إلحاق أبنائهم بهذه المدرسة، التى تحوَّلت بعد ذلك إلى كلمة السر فى علاقة القزاز الأب والإبن بخيرت الشاطر. كان نجل الشاطر تلميذا فى المدرسة أثناء المحاكمة العسكرية الأخيرة لوالده وعدد من قيادات الإخوان، عندما قررت المدرسة إعفاءه من المصاريف كاملة. كان الظهور الرسمى الأول لعدلى القزاز، مستشار ملف تطوير التعليم الجديد، فى صورة تم التقاطها له داخل قصر الاتحادية عشية أزمة حل أزمة «الكادر»، فى اجتماع ضم أيضا كلا من الرئيس محمد مرسى، ووزير التربية والتعليم د.إبراهيم غنيم، والدكتورأحمد الحلوانى نقيب المعلمين ومسئول لجنة التعليم فى جماعة الإخوان المسلمين. فيما كانت الزيارة الأولى له إلى ديوان عام الوزارة – بصفة شخصية - عندما جاء لاصطحاب وزير التعليم والحلوانى إلى مقر قصر الاتحادية لمقابلة الرئيس، وبدأ عدلى فى التردد على الوزارة منذ تلك اللحظة، لكن بدون أى صفة رسمية حتى ذلك التوقيت، حيث كان يجلس فى مكتب وزير التربية والتعليم الدكتور إبراهيم غنيم. القزاز ينتظر الآن تجهيز مكتبه فى ديوان وزارة التعليم، لكنه بدأ فعليا فى ممارسة مهام وظيفته وعقد بنفسه اجتماعا مع رجال الاعمال الاسبوع الماضى فى سبيل تقديم مساعدات لديوان عام الوزارة، فيما أعلن أن وزارة التربية والتعليم نجحت فى جذب العديد من رجال الأعمال للمشاركة فى تطوير وبناء التعليم المصرى، فيما تلقت أيضا العديد من التبرعات لبناء وصيانة مئات المدارس على مستوى الجمهورية. القزاز أعلن أن عمله فى وزارة التعليم تطوعى ولا يتقاضى عليه أجرا، مصادر مقربة أكدت أنه لا يتقاضى أجرا من الوزارة، لكنه يتقاضى أجرا من الجهة التى أتى منها.. وهى مؤسسة الرئاسة.