نشرت صحيفة واشنطن بوست خبرا اوردت فيه ان الصور التي ظهرت يوم الاثنين لاجتماع لخبراء الآثار العربية اعطت لمحة عن أضرار الحرب الأهلية في سوريا التي عاثت على تراث واحدة من مدن العالم الأكثر قدما. فقد تلفت الابواب الخشبية لقلعة حلب ذات نقوش العصور الوسطى. يصادف انه يوجد بالمدخل الآن حفرة لقنبلة ، و اصبحت أسوارها مثقبة بثقوب الرصاص. وقد حطم صاروخ مسجد ميهماندر، الذي بني أيضا منذ 700 سنة مضت.
وظهرت الصور التي التقطتها هواة من فيديو تم تصويره داخل حلب، في تجمع لخبراء الآثار من مختلف أنحاء الشرق الأوسط، الذين حذروا من أن الصراع لمدة 18 شهرا بسوريا محي كنوزها الأثرية. وقال وليد الأخرس، أستاذ التاريخ الإسلامي وعلم الآثار في جامعة حلب "سوريا هي متحف التاريخ الإسلامي. و من يطلق بندقية علي التاريخ كما لو كان قد أطلق مدفع علي المستقبل."
وكانت حلب، التي بها مستوطنات لأكثر من 10 الاف سنة، موقع لمعارك ضارية لا هوادة فيها لأكثر من شهرين بين قوات النظام والمقاتلين المتمردين. ومع ذلك، قال الخبراء يوم الاثنين، انهم لا يستطيعوا تقدير المدى الحقيقي للأضرار في حلب والمواقع التاريخية في انحاء لانهم غير قادرين على الوصول للمواقع لتقييم الأضرار.
وأسفر الصراع السوري عن مقتل أكثر من 30 الف شخص، وفقا لنشطاء. يبحث مئات الآلاف عن ملجأ خارج البلاد ودمرت بلدات بأكملها جراء القصف. وقال الأخرس، الذي فر من حلب "الناس لم تتوقف عن البكاء على الأرواح التي فقدت وسفك الدماء ليبداو البكاء على تراثنا الذي ضاع".
يهدف المؤتمر الطاريء يوم الاثنين الذي نظمته المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) في جامعة القاهرة لرفع ناقوس الخطر حول تدمير الآثار في جميع أنحاء سوريا. الإيسيسكو ومقرها السعودية، تتألف من 50 منطقة بالشرق الأوسط وأفريقيا والدول الآسيوية. و قال المشاركون في نهاية المطاف أن نظام الرئيس بشار الأسد هو المسؤول عن هذا التدمير. وقال الأخرس "الحكومة مسؤولة أولا وأخيرا عن حماية الآثار".
وأعرب المشاركون عن قلقهم إزاء عمليات النهب التي حدثت بالفعل في المتاحف واستمرار قصف المواقع الأثرية، بما في ذلك في مدينة حلب. وقد تحولت بعض المواقع في البلاد لأهم قواعد للجنود والمتمردين، بما في ذلك القلاع التاريخية والبيوت المعروفة باسم الحمام التركي. وقال وزير الآثار المصري، محمد إبراهيم، ان العالم "يريد تجنب سيناريو العراق" عندما سرق اللصوص بعض من الكنوز في هذا البلد خلال الغزو العسكري بقيادة الولاياتالمتحدة في عام 2003. وقال ممثل الإيسيسكو عبد العزيز سالم ان حماية حلب ليس فقط حماية مدينة وشعبها، ولكن "الهوية الإسلامية والعربية".