أقامت ساقية عبد المنعم الصاوى ندوة بعنوان "من خطاب النهضة إلى خطاب الاستنهاض" , واستضافت الساقية د. عماد عبد اللطيف أستاذ البلاغة السياسية بجامعة القاهرة إذ تحدث عن (التمييز بين النهضة و الاستنهاض , معوقات النهضة و كيف أن لكل ثورة نهضة خاصة بها) .
فوصف د. عماد الفرق بين النهضة والاستنهاض بأن النهضة هى وصف الواقع الذى يكون ماديًا أو كلاميًا , أما الاستنهاض فهو حث على الفعل واتخاذ الخطوات نحو تنفيذ النهضة أى أنه فعل مادى يحول الحلم إلى واقع .
وأكمل حديثه أنه من أهم الأخطار السياسية أن من يعمل على وجود النهضة يهدم كل ما سبقه من تاريخ , كما يبدأ هذا فى تشكيِّل خصامًا سياسيًا يتسبب فى فشل تنفيذ مشروع النهضة ، وهذا ما نلمسه بقوة فى خطاب النهضة الخاص بحزب الحرية والعدالة فنجد فيه ذلك الخصام التاريخى واضحًا .
كما أفاد د/ عماد بأن أهم مقومات النهضة هى إدارة النهضة ، ووجود العوامل الأساسية لقيامها كالمال ، والمشروع الذى يلتف حوله الناس ليتحول من حلم النهضة إلى واقع عملى ، ونجد أنه فى بعض الأحيان يتم توفير مقوِّم دون آخر مما يعوق مشروع "النهضة" فلا يصل إلى مرحلة "الاستنهاض" .
وذكر أن من أهم معوقات الوصول إلى الاستنهاض (حروب الكلام , التباينات الداخلية , خطاب الكراهية , فجوة المصداقية , التمييز والإقصاء الخطابى ) .
هذا وقد أشار د. عماد فى حديثه إلى أن من أهم مخاطر النهضة هو استخدامها فى الدعاية الانتخابية ، وهذه مسألة فى غاية الخطورة لأننا اعتدنا من المنتخبين على أن يكون هناك فرق كبير بين الدعاية والتنفيذ ، فبذلك تفقد كلمة "النهضة" مصداقيتها .
و فى النهاية أختتم حديثه أنه لكى نتحول من "مشروع النهضة" إلى "الاستنهاض" لابد من التخلص من هيمنة نخبة معينة على التنفيذ , وهى التى لن تكتمل إلا بالمشاركة الحقيقية من جميع أفراد المجتمع , فلابد أن يعى القائمون على الخطاب السياسى أن يكون الخطاب على مستوى الأمة بأكملها وأن يخاطب الشعب كله .