ترجمة منار طارق نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالا اوردت فيه انه في أعقاب الهجمات على البعثات الدبلوماسية الامريكية في ليبيا ومصر، رثى الكثير من المعلقين ما اعتبروه معاداة شديدة الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط - حتى في ليبيا، حيث ساعدت الولاياتالمتحدة في الاطاحة بالدكتاتور المكروه. كما اتضح، كانت ردود الفعل سريعة. في أيام الشغب، كان هناك رد فعل واسع ضد العنف في كلا البلدين - بلغت ذروته الجمعة في بنغازي، حيث سار عشرات الآلاف من الناس الى قاعدة لميليشيا اسلامية يشتبه في تورطهم في هجمات 11 سبتمبر على القنصلية الأمريكية.
سار الناس المؤيدين للولايات المتحدة في طريقها إلى معسكر أنصار الشريعة، والذي يشتبه في تواطؤه في وفاة السفير كريستوفر ستيفنز, وثلاثة أميركيين آخرين على الرغم من النفي المتكرر من جانبه. اضطر المسلحين لمغادرة القاعدة، وأحرق المتظاهرون جزءا منه قبل تحويله الى الجيش الليبي. يوم الاحد، أمرت الحكومة المؤقتة التي كانت مترددة حول كيفية الرد على الهجوم على القنصلية، بحل جميع الميليشيات الغير موجودة تحت سلطتها، وقالت أنه يجب أن تنسحب من ممتلكات الحكومة في غضون 48 ساعة.
في مصر، حيث كان رد فعل الحكومة بطيئا في الاحتجاجات خارج السفارة الأميركية في القاهرة التي طالبت بمكالمة هاتفية من الرئيس أوباما إلى الرئيس الاسلامي محمد مرسي المنتخب حديثا ، كان هناك جوقة من إدانة للعنف، من قبل أرقى شيوخ البلاد و وصفه القادة الإسلاميين الأخرىين بأنه مخجل ويتعارض مع الإسلام، و صدرت بعض الفتاوى ضده. وقد وثق معهد أبحاث الإعلام في الشرق الأوسط تعليقات كتاب الأعمدة في الصحف العديدة التي تحذر من التحريض من قبل الجماعات المتطرفة.
تظهر استطلاعات الرأي في العديد من البلدان - وإن لم يكن في ليبيا - أن العداء لأميركا هو قوة فعالة في الشرق الأوسط العربي، وتراجعت هيبة الولاياتالمتحدة خلال إدارة أوباما. ولكن في المنطقة حيث القوة هي اللقمة السائغة، وهي واحدة من العديد من البرامج المتنافسة فقط ، تشير الكثير من الأدلة إلى أن أبطالها هم الأقلية. وهذا يعني ان رد فعل الولاياتالمتحدة ليس مناسبا لشطب المنطقة، أو لإلغاء برامج المساعدات - كما اقترح البعض في الكونجرس - ولكن لمساعدة القوى المعتدلة و تهميش المتطرفين.
مشكلة ليبيا الكبري هي أن حكومتها الديمقراطية الجديدة أضعف من التعامل مع عشرات من الميليشيات في جميع أنحاء البلاد التي لا تقبل سلطتها، بما في ذلك بعض التي قد تكون متحالفة مع تنظيم القاعدة. على الرغم من ان المظاهرات الشعبية الاسبوع الماضي أعطتها دفعة سياسية، يمكن للحكومة استخدام قدر أكبر من المساعدة الامنية من الولاياتالمتحدة و حكومات حلف شمال الاطلسي الأخرى - بما في ذلك التدريب والمساعدة في الاستخبارات.
في مصر، ظلت إدارة أوباما تعمل على التوصل الى اتفاق المسامحة في مليار دولار من الديون و التي يمكن أن تساعد إنعاش الاقتصاد المصري، ولكن كثيرا ما تأجل الميثاق مرة أخرى بسبب مظاهرة 11 سبتمبر. قد يرغب أوباما لتحويل مزاعم ضعفه في مواجهة الهجمات على الأميركيين عشية الانتخابات الجمهورية. ولكن يجب عدم السماح لهذه الغوغائية لعرقلة الجهود للمساعدة في استقرار الاقتصاد المصري وتعزيز سياسات السوق الحرة.