وزير الكهرباء و الطاقة وجه خطابه للمواطنين ولم يوجه كلمة إلى المسؤلين عن توفير انتاج الكهرباء للجمهور المستهلك
تشهد بعض شوارع القاهرة و المحافظات أضاءة أعمدة الإنارة ليلاً ونهاراً دون انقطاع
شهدت الفترة الأخير أزمة انقطاع التيار الكهربائي وسط موجة ارتفاع في درجات الحرارة تحرم الشعب المصرى من الراحة ، وتشغيل المرواح وأجهزة التكييف التى تقلل من ارتفاع درجة الجو التى كانت تصل فى بعض الأيام إلى 43 درجة مئوية ، ما دفعهم إلى التعبير عن رفضهم لهذه الحالة ، وتختلف الآراء والتحليلات حول المسؤول عن هذا الوضع السيىء .
بالرغم أن أزمة انقطاع الكهرباء موسمية مستعصية ، كانت تحدث منذ سنوات ، ولكن بعد ثورة 25 يناير لم يتغير الوضع كثيراً بل لم يتغير بالمرة .
حيث لازالت تمارس وزارة الكهرباء و الجهات المعنية المسؤلة عن توفير الطاقة الازمة لإنارة شوارع مصر بمختلف المحافظات تعمل بنفس طريقة التفكر القديمة التى يخجل منها طالب فى المرحلة الإعدادية .
فلازالت إلى الأن أعمدة الإنارة الخاصة بشوارع القاهرة و المحافظات تضئ نهاراً وليلاً ، وهذا يضعف الجهد المستخدم فى توليد الطاقة الكهربية وتحميل زائد على الكابلات الخاصة بتوصيل التيار الكهربائى إلى الأعمدة ،مما يتسبب فى بعض الأحيان إلى الاشتعال .
حيث شهد شارع صلاح سالم من تقاطع وزارة الدفاع إلى نهايته بمنطقة السيدة عائشة أمس الخميس فى تمام الساعة 2 ظهراً ، أعمدة الإنارة الخاصة به مضيئة بالكامل فى الأتجاهين .
و الجدير بالذكر أن أعمدة الإنارة مصممة بشكل يُسير الدهشة حيث أنها فى مكان مرتفع ولمبات الإضائة المخصصة للعمود أقل من المواصفات القياسية مما يعطى إضاءة أقل للشارع بالرغم من وجود "اللمبات" مما يجعل الإضاء غير واضحة للمشاة .
ولم تسلم منطقة أو شارع في أنحاء الجمهورية المصرية من انقطاع الكهرباء أو المياه أو كلاهما معاً، ووصل الأمر إلى حد إنقطاع التيار الكهربي لمدة ساعة عن التلفزيون الرسمي، وتوقف عدد من البرامج التي كانت تذاع على الهواء مباشرة ، وتزداد الأزمة تعقيداً وتتحول إلى كارثة في المستشفيات، حيث كان ينقطع التيار الكهربائي عنها باستمرار، في ظل عدم وجود بدائل مما تسبب فى حدوث حالات وفاة فى بعض المستشفيات .
ويتشابه ذلك بالسير على النهج نفسه الذي كانت حكومات النظام السابق تتبعه في ما يتعلق بأزمة الكهرباء ، حيث كانت تقطع التيار عن المناطق الفقيرة، والقرى، بحجة تخفيف الأحمال، في حين أن الأحمال الكبيرة توجد في المناطق الراقية فقط ، وليس المناطق الفقيرة التي لا يستخدم أهلها سوى المراوح، وهي أجهزة قليلة الإستهلاك للكهرباء .
وما زاد من سخط وغضب الشعب المصرى ، أن الكهرباء لا تنقطع عادة بشكل يومي إلا في القرى والمناطق الشعبية، التي يقطنها الفقراء والبسطاء، ما أشعرهم أن سياسات النظام السابق مازالت مستمرة ، رغم أنهم ثاروا من أجل تحقيق العدالة الإجتماعية .
و الجدير بالذكر أن المناطق الراقية ترتفع معدلات الإستهلاك فيها أضعافًا مضاعفة، خاصة أنها تعتمد على أجهزة التكييف، في حين أن المناطق الفقيرة تعتمد على المراوح بالدرجة الأولى.
ويتبنى البعض في مصر نظرية المؤامرة في ما يخص الأزمة ، ويرون أنها مفتعلة، ويحملونها ل"الطرف الثالث"، وفلول النظام السابق، من أجل إفشال الرئيس محمد مرسي، فيما يرى آخرون أنها أزمة ناتجة عن زيادة الأحمال بفعل ارتفاع الحرارة ، مطالبين بتطوير شبكة الكهرباء، لمواجهة الزيادة في الإستهلاك .
ووفقاً للإحصائيات الصادرة عن وزارة الكهرباء، فإن معدلات الإستهلاك ارتفعت بنسبة 15% عن العام الماضي ، حيث بلغت 27 ألف ميجاوات، مقارنة ب 24.5 الف ميجاوات في العام الماضي، مشيرة إلى أن الزيادة لا ينبغي أن تتعدى ال 2.5 ألف ميجاوات، لاسيما بعد إضافة ثلاث محطات جديدة. وأضافت أن هناك زيادة بمعدل 5 آلاف جهاز تكييف يومياً في أنحاء الجمهورية تتسبب في مضاعفة الأحمال، ولفتت إلى أنه أصبح هناك في مصر ما يزيد على سبعة ملايين جهاز تكييف، بعد أن كان الرقم لا يتعدى ال 700 ألف في العام 2007.
ووفقاً لإحصائيات، فإن أزمة السولار تتحمل جزءاً من المسؤولية عن أزمة إنقطاع الكهرباء، لاسيما أن محطات الكهرباء تعتمد على السولار في التشغيل.
و جاءت رد فعل رئيس الوزراء هشام قنديل و محمود بلبع وزير الكهرباء بتخفيف الأحمال ، ومناشدة المواطنين بتقليل استخدام الأجهزة الكهربائية ، و الجلوس فى حجرة واحدة ، وارتداء الملابس القطنية ، غير أن المواطنين لا يعترفون بهذه الأعذار، أو الأرقام والإحصائيات ، ويتهمون الحكومة بتعمد قطع التيار عن القرى والمناطق الفقيرة ، أو تصدير الكهرباء والغاز في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من أزمة خانقة .
وكانت الكهرباء تنقطع في بعض المناطق الشعبية مثل "شبرا" بشكل يومي، لمدة تتراوح ما بين ساعة و12 ساعة، وكان الأهالي يعانون أشد المعاناة ، فضلاً عن تلف الأطعمة في الثلاجات، وتعرض أصحاب محال السوبر ماركت ومحال الأطعمة لخسائر كبيرة أيضاً، وعلى الجانب الأخر ، لا ينقطع التيار الكهربائي بمنطقة الدقي الراقية ، رغم أن نسبة التكييفات فيها تصل إلى أكثر من 150 في المئة ، أي أن كل شقة فيها أكثر من جهاز تكييف .
فيما أكد المهندس محمود بلبع رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر وزير الكهرباء الجديد فى أول تصريح صحفي له ، عقب توليه الوزارة أن منظومة الكهرباء ستشهد تحسناً سيشعر به كافة المصريين فى جميع أنحاء الجمهورية ، وكان يناشد المواطنين بترشيد الاستهلاك فى الفترة الحالية، خاصة وأن إجمالى الأحمال الكهربائية فى مصر سجلت حتى الآن 27 ألف ميجا وات .
وأضاف بلبع أنه من المنتظر أن يتم الفترة القادمة تشغيل الوحدة الأولى من محطة أبو قير البخارية بقدرة 650 ميجا وات يعقبها تشغيل الوحدة الثانية من المحطة ذاتها، مضيفا أن محطة غرب دمياط بقدرة 500 ميجا وات سيتم ربطها بالشبكة القومية بمجرد انتهاء المعوقات التى تحول بينها وبين تنفيذ خط الربط.
كما أوضح وزير الكهرباء والطاقة فى أول تصريح صحفى له ، أن اتفاقية الربط الكهربائى مع دول الربط الثمانى ، تقضى بعدم تبادل الطاقة الكهربائية إلا فى حالة وجود فائض وهو ما يتم تنفيذه حاليا .
حيث وجه محمود بلبع وزير الكهرباء الجديد خطابه إلى الجمهور المستهلك ، دون أن يوجه اللوم إلى أجهزة المسؤلة عن انتاج الكهرباء ، أو توفير الجهد الازم لتغطية الاستهلاك المحلّى ، و المحليات المسؤلة عن إنارة الشوارع التى تضئ ليلاً ونهاراً ، دون انقطاع .
و السؤال الذى يطرح نفسه للنقاش ، هل أن أعمدة الكهرباء الخاصة بالشوارع لها مولد كهرباء خاص غير كابينة الكهرباء التى توصل الكهرباء إلى الوحدات السكانية ؟ .
حيث تشهد بعض شوارع القاهرة و المحافظات أضاءة أعمدة الإنارة ليلاً ونهاراً دون انقطاع .