التايمز تاون - قطعة صغيرة من إنجلترا في الصين

انتشر في الآونة الأخيرة نوع جديد من التقليد في الصناعة الصينية، فبعد تقليد الماركات العالمية والسيارات الفارهة، انتقلت الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، إلى استنساخ مدن أوروبية شهيرة بأكملها.

فبعد الاعلان مؤخرا عن افتتاح قرية هالستات الصينية المستنسخة من احدى أجمل القرى في النمسا في إقليم قوانغدونغ بجنوب الصين، تسلط الوسائل الإعلامية هذه الأيام الضوء على قرية التايمز تاون، في شنغهاي، وهي نسخة طبق الأصل من بلدة إنجليزية صغيرة تحمل نفس الاسم.

وقال جيمس هو، رئيس شركة Hengde العقارية في شنغهاي، المسؤولة عن بناء مشروع "التايمز تاون" لرويترز، أن البلدة التي افتتحت عام 2006 ، نسخة طبق الأصل من مدينة التايمز البريطانية في المملكة المتحدة إلى درجة ان أصحاب المباني والمحلات التجارية في المملكة قدموا شكاوى بسبب استنساخ تصاميم ممتلكاتهم.

ويضيف جيمس أن هذه التصاميم الهندسية الراقية فشلت في جذب المستثمرين بسبب ارتفاع أسعارها وأصبحت اليوم تشبه "مدينة الأشباح المهجورة" رغم وقوعها في مدينة شنغهاي، المحرك الرئيسي للاقتصاد الصيني.

واستنسخت القرية بجميع تفاصيلها، فشوارع المدينة مرصوفة بالحصى وأكشاك الهواتف حمراء وأسماء الشوارع هي نفسها إذ تجد شارع أوكسفورد وشارع "كوين" أو الملكة إضافة إلى الكاتدرائية الكاثوليكية وبطبيعة الحال نهر التايمز المستنسخ.

ولكن رغم إنفاق الملايين في بناء القرية والتسويق لها، ورغم تشابهها الكثير ب"التايمز تاون" البريطانية، فشلت المدينة في استقطاب المستثمرين والزوار باستثناء حفنة من الأشخاص الذين يعيشون فيها وقليل من الزوار الذين يتوجهون إليها لالتقاط الصور في "المدينة البريطانية التي تحولت إلى "مدينة الأشباح".

والتايمز تاون هي واحدة من مشروع " One City" أو "مدينة واحدة" في شنغهاي الذي يشمل بناء تسع مدن مستنسخة، وكان يهدف لإسكان 10 آلاف شخص في شقق سكنية ذات تصاميم بريطانية راقية.

ويقال أن الشركة المسؤولة عن البناء أنفقت 300 مليون دولار في بناء القرية دون تحقيق الأرباح المرجوة منها، ويقول آخرون أن جميع الوحدات السكنية والمحلات تم بيعها لرجال أعمال وهم اليوم يعرضونها للبيع، وذلك ما يفسر اللافتات الإعلانية التي تحمل كلمة "للبيع" الملصقة على كل نافذة تقريبا.

والتايمز تاون ليس المشروع الضخم الوحيد في الصين الذي فشل في استقطاب المستثمرين فمدينة اوردوس، المعروفة باسم "المدينة الفارغة" هي واحدة من المشاريع الضخمة التي لم تجد من يسكنها، فضلا عن أكبر مركز للتسوق في العالم الواقع في مدينة دونغقوان، المهجور رغم الاستثمارات الكبيرة التي انفقت للتسويق له، ولكن ذلك لم يقهر عزيمة الشركات العقارية في الصين التي استنسخت مؤخراً مدينة طبق الأصل من بلدة هالستات النمساوية الخلابة والتي يتوقع لها النجاح في استقطاب المستثمرين والسياح معاً.