.. بمجرد أن تكتب رأيا مخالفا لما تراه جماعة الإخوان المسلمونن تجد العشرات يقومون بكتابة تعليقات أقل ما توصف به إنها بذيئه ولا تمت بصلة إلي دين الإسلام أو مكارم الأخلاق الذي قال عنها رسول الله ( ص ) إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق، وهو النهج نفسه الذي كان ينتهجه أحمد عز أمين تنظيم الحزب الوطني المنحل، عندما تم عمل مئات الآلاف من الإيميلات والأكونتات علي الفيس بوك لتوجيه الرأي العام في بعض الأمور . النظام يبدو أنه لم يتغير فالأفعال والسياسات كما هي، وإن كانت الجماعة تحاول إضافة الصبغة الدينية للأمور في العلن حتى يتقبلها الناس بشكل أسهل وأسرع، أما في الخفاء فقد تم حشد مئات الشباب لسب وقذف وطعن وتكفير كل من يعارض مصالح الجماعة ، ولعل أكثر من تعرضت للنجوم في الأيام الأخيرة هي النجمة إلهام شاهين التي أهينت وأتهمت في عرضها وشرفها من أحد المشايخ المغمورين هواه الشهرة، واختارت إلهام أن يكون ظهورها الأول للتعليق علي الأحداث فور عودتها من باريس مع الدكتورة الإعلامية هالة سرحان ، وما أن انتهت الحلقة حتى شحذت المليشيات الإخوانية ردودها وسبابها المعد سلفا، للرد علي تلك النجمة التي تجرأت وهاجمت التيار الإسلامي، ولعل الأمور تبدو جلية لو حاولنا فقط تفسيرها علي نحو من المنطق، لماذا هاجموا إلهام شاهين وسبوها بأقذع الألفاظ .. هل لأنها قدمت في أفلامها مشاهد عري لا يعلم الجهال كيفية تصويرها أو زوايا الكاميرا التي إلتقطت منها .. أم لأنها هاجمت التيار الإسلامي، فإذا كان السباب علي المشاهد العارية، فمعظم نجمات السينما المصرية ( في جميع أجيالها ) جسدوا تلك المشاهد، ولم يهاجموا الهجوم الذي تم شنه علي إلهام شاهين . هالة سرحان أيضا لم تسلم من الميليشيات الإلكترونية فبعد عرض الحلقة علي موقع اليوتيوب جاءت التعليقات لتهاجم سرحان بقوة ومنها : (هالة سرحان حقيقي أنا مصدومة فيكي أنك تستضيفي الأشكال ..... دي اللي زي الهام شاهين , يا بتوع ...... , هههههههههه و قال أيه فن .. جتكم وكسة )، وجاء تعليق آخر علي النحو التالي : ( يادعاة الفحش لن تبلغوا من الشيخ شيئاً فما قال إلا صدقاً، وإن كان ما قاله قد آذى آذنكم فلم لم يؤذ أبصاركم المشاهد العاريه ،أنتم سبب ضياع الشباب وإنحراف الأخلاق وإزدياد التحرش ). حتى الدكتور عبد الله النجار الأستاذ بجمعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية الذي برأ إلهام في اتصال هاتفي بالبرنامج لم يسلم من السباب والقتل المعنوي والتشكيك في نحو خمسين رسالة أعدتها المليشيات الإلكترونية وجاء بعضها علي هذا النحو : (ههههه ياراجل ده انتا شيخ فتة وكوفتااااا بتدافع عن إلهام شاهين حسبى الله ونعم الوكيل فيك ياعم دافع عن الاسلام ده بيغلطوا فى الاسلام والمسلمين ده إنت شيخ أى كلالالالالالالام ) ، ( الراجل الدجال طلع ألهام شاهين عفيفه ومحصنه وقطه مغمضه دة هوا كدة أللى بيعين الشيطان عليها خلها تصدق نفسها أنها شريفه وحتى لو زنت وطلع التمثيل بيان .. دجال دجال إنا لله وأنا أليه راجعون )، ( اه يا راجل يا ...... ربنا يشل لسانك، بقي اللي بتعمله إلهام شاهين علمه البيانطب ما تورينا بيان ...... معاك يا ...... في غرفة النوم ربنا ياخدك ويحشرك معاها يا .....). هذه عينة بسيطة مما تسمح لنا الأخلاق بنشره، مع استبدال الشتائم القاسية بنقاط ، أما باقي الرسائل والردود علي الحلقة فلا يجوز نشرها لأنها خارج نطاق الأدب والذوق العام.. وأصبح الآن علي نجوم مصر الاجتماع وملاحقة كل من ينهش في أعراضهم ويتهمهم في شرفهم، ولعل المبادرة التي أعلن عنها الفنان عزت العلايلي في الحلقة عن ضرورة إقامة مؤتمر يضم كل فناني مصر للدر علي مثل هذه التجاوزات تكون اللبنة الأولي في سبيل الحفاظ علي الحريات، فقبل حلول الإخوان للحكم كان أغلب هؤلاء الشباب يتهافتون علي السينما لمشاهدة النجمات اللائي اتهمن الآن بأنهن فاجرات وزانيات.. وكانوا إذا رأوا فنانا أو فنانة في الشارع تهافتوا لمصافحته وإلتقاط صورا تذكارية معه .. ولعلهم الآن بالفعل وفور نهاية " شيفت الشتائم " الذي أصبح بالنسبة إليهم أكل عيش لا أكثر .. يذهبون إلي منازلهم ويبحثون عن القنوات التي تعرض الأفلام العربية والأجنبية دون أن يجدوا غضاضة في مشاهدة مشاهد عارية أو تمثل حالة ما من حالات الحب . أغلب الظن أن كل من يجلس علي جهاز كمبيوتر لينهش في لحم فنان أو إعلامي أو صحفي معارض .. من أجل راتب شهري، هو في الغالب بلا ضمير، لأنه يبيع رأسه لمن يدفع أكثر.. مثله مثل العاهرة التي تبيع جسدها من أجل المال .. فكلاهما شريكان في الرخص وقلة الحيلة .. فمن باع رأسه وقبل أن يكون أجيرا .. فلن يتورع في أن يبيع شرفه.