كتب : جمال جورج لم يكن أحدا يتصور أن يصل النقد الفنى فى زمن الأخوان الى حد الأبتزال الرخيص على أيدى بعض المشايخ المحسوبين على الأزهر وهو منهم برىء براءة الذئب من دم يعقوب ,ذاك الصرح العالمى الذى شهد العالم كله بوسطيته و رسوخه و أتزانه وهو الذى كان بمثابة المظلة الكبرى التى أحتمى تحتها الوسطيين من الدهماء و المتاجرين بالدين. فكانت الصدمة الحضارية الكبرى التى شهدتها مصر عقب وصول الأخوان للسلطة فى محاربة الفن و الأصطفاف للنيل من أهله والعاملين به بينما لا يحاسب هؤلاء المحتسبون أنفسهم قبل أن يحاسبوا الأخرين وأعتقدوا أنهم أنتصروا لأنفسهم و ذواتهم متجاهلين شرائح المجتمع الأخرى من أدباء ومثقفين وعلماء. وبالفعل وقع أختيارهم مؤخرا على الفنانة الهام شاهين لتكون كبش الفداء والضحية الأولى فى الوسط الفنى لكى يتعظ الأخرون ويعودون الى رشدهم ,فخرج الشيخ عبد الله بدر مكشرا عن أنيابه ليعلن الجهاد على أهل الفسق والفجور على حد تعبيرة فى قناة الحافظ التى أتخذ منها منبرا لأطلاق سهام التكفير على كل من يثير مشاعره الجنسية وقد أستقطع جميع أفلام الهام شاهين وأختزلها فى المشاهد الجنسية دون غيرها متجاهلا الحبكة الدرامية ومنصبا نفسه حكما على عباد الله يدخلهم الجنة أو النار. وأنطلقت الفاظ السباب من فم الشيخ الجليل كطلقات رصاص خادعة و نيران غير صديقة لتصيب الوسط الفنى بحالة من الأحباط والزهول من طلب الشيخ لهم بالأستغفار و الندم على ما قدموه طيلة الفترة الماضيه والتى تسببت فى تغييب وتخريب عقول الشباب والفتيات وأنه يشمئز من أفعالهم بالأضافة الى تصريحاته العنترية المتتالية على الفضائيات بأنه كان معارضا للنظام السابق ونحن نسألة لماذ لم نسمع صوتك يا شيخ بدر عند غرق عبارة السلام أو قضية القمح الفاسد والمبيدات المسرطنه وأين كنت فترة حكم العسكر التى أزهقت فيها ارواح الشباب فى ماسبيرو ومحمد محمود أم انك كنت نائما فى القصور العاجية تتأرجح على الجانب الذى يرضيك أنت وحدك فقط؟ لم يثلج صدرى سوى رد الشيخ الفاضل عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الأسلامية الذى تنكر فيها لهذه التصريحات الشاذة مؤكدا أن التمثيل هو وسيلة من وسائل البيان أنعم الله بها على الأنسان معلنا تضامنه مع الهام شاهين و غيرها ممن طالتهم سهام الأنتقام والحقد مثل عزت فاروق الفيشاوى و نبيلة عبيد وباسمة. وبالبحث والتقصى توصلنا الى أن السبب الحقيقى وراء هجوم بدر على هؤلاء يكمن لتأييدهم فى الجولة الثانية للفريق شفيق وهو الأمر الذى لم يخفيه أيضا فى لقاءاته . وسيظل فى نهاية الأمر أمام أعيننا دائما المشهد الفرسانى المثالى للكاتب الصحفى الجسور عادل حمودة فى ميدان طلعت حرب مع جبهة المثقفين والفنانين للتعبير عن الوقوف بقوة ضد القيود التى يريد أن يفرضها الملاعين على حرية الفكر والتعبير .