نظمت اللجنة الوطنية للدفاع عن حرية التعبير والإبداع، وبمشاركة العديد من الرموز الثقافية وكبار المفكرين، وقفة احتجاجية، مساء الأحد، أمام مجلس الشورى، اعتراضاً على التشكيل الحالي للجنة التأسيسية للدستور، وطالبوا الرئيس محمد مرسي بالتدخل وإعادة النظر في تشكيل الجمعية لتعبر عن كل الطوائف السياسية، وأكدوا خلال الوقفة أن الدستور الجديد يعكس الخلل السياسي الذي نعيشه، ويعبر فقط عن أفكار وأهواء واضعيه. ورفع المشاركون في الوقفة لافتات معترضة على تقييد حرية الإبداع، مكتوباً عليها: «مصر لكل المصريين» و«الدين لله والدستور للجميع»، كما رددوا عدداً من الهتافات منها: «الشباب عملوها.. والإخوان سرقوها» و«مدنية مدنية لا إخوان ولا سلفية» و«قولوا للمرشد والمجانين.. لا لحبس الصحفيين» و«بيع بيع.. بيع الثورة يا بديع»، رفعوا صوراً لعدد من المثقفين وقادة الفكر المصريين، منهم نجيب محفوظ ونجيب الريحاني والفنان محمود مختار وعباس العقاد ورفاعة الطهطاوي.
وقال الكاتب والمفكر محمد سلماوي، إن «واجب السلطة الحالية أن تلبي رغبات الرافضين للوضع الحالي في التأسيسية، ولابد لمرسي أن يأخذ في الحسبان مطالب المثقفين والأدباء، وأصحاب الرأي»، وأضاف: «الدستور يُكتب بالتوافق ولابد من معرفة ما يحدث في الغرف المغلقة في الجمعية التأسيسية وأن يخرج كل شيء للنور».
وقال الكاتب والأديب بهاء طاهر، رئيس لجنة الدفاع عن حرية التعبير: «نرفض ما يقوم به أعضاء التأسيسية من تعديلات دستورية، ونخشى دستوراً أسوأ مما كان»، موضحاً أن هناك تخوفًا على حجب الإبداع وإرهاب أصحاب الرأي، معتبراً أن «الوقفة بمثابة الإنذار لمن يفكر في ذلك».
وأوضح نبيل عبد الفتاح، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن هناك خوفًا من إعداد دستور يعكس الخلل السياسي الذي نعيشه، ولا يعكس التوافق المجتمعي المطلوب.
وقال الدكتور عمار علي حسن، الباحث السياسي، إن «الثورة نادت بالحرية متمثلة في حرية الفكر والإبداع والتعبير، إلا أنهم يواجهون إجراءات تعسفية لوأد المكاسب البسيطة التي خرج الشعب لأجلها»، وتابع: «هناك غلق لصحف وقنوات وتضييق على الصحفيين، وهذه المواقف تبين أن التيار الذي يضع الدستور لا يقبل النقض»، مؤكداً أن الدستور يواجه عملية «تدليس» مثلما كان حدث في نظام مبارك.
وأكد بهي الدين حسن، مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، أنه «لم يتغير شيء في الوقت الحالي عن النظام القديم، والسياسات كما هي»، مبدياً اعتراضه على تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور التي أكد أنها «لا تعبر عن الشعب المصري كله، ولا تحتمل التنوع السياسي».
من جهة أخرى، استغل عمال الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية، الوقفة لعرض مطالبهم، الخاصة بتطهير هيئة التعدين، ورددوا هتافات منها: «قالوا قرض ومديونية.. التعدين ثروة مخفية»، و«انزل انزل يا قنديل.. يللا طهر التعدين»، و«لا احنا فلول ولا بلطجية..احنا ولاد البلد دية».