أبرزت صحيفة "لونوفال أوبسرفاتور" الفرنسية تصريحات الرئيس محمد مرسي لوكالة رويترز للأنباء أمس الاثنين في أول مقابلة له مع إحدى وسائل الإعلام الدولية منذ فوزه في الانتخابات الرئاسية المصرية. فقد صرح الرئيس محمد مرسي لوكالة رويترز أنه يعتزم اتباع سياسة خارجية "متوازنة". وقال مرسي: "إن مصر بلد متحضر (...) يتمتع بدولة قومية وديمقراطية ومؤسسية وحديثة". وأضاف أن "العلاقات الدولية بين جميع الدول مفتوحة ويجب أن تستند على مفهوم التوازن. إننا لا نعادي أحد ولكننا نرغب في الدفاع عن مصالحنا".
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن محمد مرسي – الذي يعد أول رئيس ينبثق من انتخابات حرة في مصر وهو من صفوف جماعة الإخوان المسلمين – يضمن لإسرائيل احترام معاهدة السلام بين البلدين ويرسم نهجًا جديدًا تجاه إيران ويدعو إلى استبعاد الرئيس السوري بشار الأسد.
كما شددت صحيفة "لونوفال أوبسرفاتور" الفرنسية على أن محمد مرسي – الذي ترك رسمياً جماعة الإخوان بعد انتخابه – حرص كرئيس للبلاد على عدم اتباع لهجة معادية لإسرائيل، حتى وإن كان الإخوان المسلمون يصفون إسرائيل بأنها دولة عنصرية وتوسعية. وقد أعاد تأكيد أن مصر ستحترم التزاماتها الدولية، بما في ذلك معاهدة السلام مع إسرائيل.
كما أكد الرئيس مرسي أنه لا يجب أن تقلق إسرائيل من الانتشار العسكري المصري في سيناء الذي تم مؤخرًا. وقال مرسي: "إن مصر تمارس دورها الطبيعي جيدًا في أراضيها، ولا تهدد أحدًا ولا يجب أن يكون هناك قلقًا دولياً أو إقليمياً بشأن تواجد قوات الأمن المصرية". وشدد على أن هذه الحملة العسكرية تجري في ظل الاحترام الكامل للمعاهدات الدولية. فقد أرسل الرئيس مرسي تعزيزات من الشرطة والجيش إلى سيناء عقب هجوم مسلحين على معبر حدودي وأسفر عن مقتل 16 جندياً من قوات حرس الحدود وحاول منفذو الهجوم دخول إسرائيل بالقوة. ولم يوضح مرسي ما إذا كان سيلتقي مسئولين إسرائيليين أم لا.
ودعا الرئيس المصري الجديد إلى حوار بين مصر والسعودية وتركيا وإيران من أجل محاولة إنهاء حمام الدماء في سوريا، حرصًا منه على تطوير تأثير مصر في القضايا الإقليمية. وخلال لقائه مع وكالة رويترز، طالب محمد مرسي بشكل صريح باستبعاد الرئيس السوري بشار الأسد. وسيدافع مرسي عن هذا الموقف خلال زياراته القادمة في إيران والصين وهما المؤيدين الرئيسيين للنظام السوري على الساحة الدولية بالإضافة إلى روسيا.
وقال مرسي: "لقد حان الوقت لوقف إراقة الدماء ولاسترداد الشعب السوري لحقوقه كاملة ولاختفاء هذا النظام الذي يقتل شعبه من الساحة". وأضاف: "إن الأمر لم يعد يتعلق بالحديث عن الإصلاح، يجب أن ترتكز المناقشة على التغيير". وعلى الرغم من ذلك، رفض الرئيس المصري التدخل العسكري الأجنبي في سوريا "تحت أي شكل من الأشكال".
ومن المفترض أن يتوجه محمد مرسي خلال الأيام المقبلة إلى إيران من أجل المشاركة في قمة دول عدم الانحياز. وتعد هذه الزيارة ذات أهمية رمزية قوية لأن البلدين قاما بقطع علاقاتهما الدبلوماسية بعد الثورة الإسلامية في إيران في عام 1979 وتوقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل في العام ذاته. ومنذ ذلك الحين، لم يتوجه أي رئيس مصري إلى إيران.
وعلى الرغم من ذلك، رفض محمد مرسي أن يقول ما إذا كان يعتبر هذه الزيارة خطوة أولى نحو استئناف العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران، وهو التطور الذي من شأنه تغيير التوازنات في المنطقة. وعند سؤاله حول ما إذا كان يعتبر أن إيران تشكل تهديدًا، أجاب مرسي: "نلاحظ أن جميع دول المنطقة بحاجة إلى الاستقرار والتعايش السلمي مع بعضها البعض. ولا يمكننا أن نصل إلى ذلك من خلال الحرب ولكن عن طريق عمل سياسي وإقامة علاقات متميزة بين دول المنطقة".
كما أنه من المفترض أن يتوجه الرئيس محمد مرسي في سبتمبر المقبل إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية التي لا تزال تقدم مساعدات سنوية للجيش المصري تُقدر ب1,3 مليار دولار. وعند سؤاله حول عواقب نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية على العلاقات بين البلدين، أشار مرسي إلى أن مصر تتعامل مع الولاياتالمتحدةالأمريكية باعتبارها "مؤسسة مستقرة" وليست أفراد.