(المُحيي جل جلاله والمميت جل جلاله): هما اسمان من أسماء الله الحسني التي وردت في حديث النبي صلى الله عليه وسلم.
ومعنى (المُحيي جل جلاله): أنه باعث الحياة في مخلوقاته بعد موتها فهو الذي ينفخ في الإنسان الروح فيحيا من الموت، وهو الذي يحيي الأرض بالماء فتنبتُ بالرزق، وجعل من الماء كل شيء حي.
وهو الذي يحيي القلوب بنور المعرفة والإيمان.
ومعنى (المُميت جل جلاله): انه يسلب الحياة مما خلق بعد أن كتب عليهم الفناء فيصبح المخلوق جثة هامدة لا حراك بها. وتصبح الأرض ميتة لا نبات فيها، وتصبح القلوب كالحجارة أو أشد قسوة فلا رحمة فيها ولا نور.
فسبحانه من إله عظيم: (خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا) الملك: 2.
وقال الله جل جلاله: (لا إله إلا هو يحيي ويميت ربكم ورب آبائكم الأولين) الدخان: 8.
وقال الله جل جلاله: (كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون) العنكبوت: 57.
وقال الله جل جلاله: (وإنا لنحن نحيي ونميت ونحن الوارثون) الحجر: 3.
فانظر إلى قول الله جل جلاله: (أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها) الأنعام: 122، وفيه الإشارة إلى أن القلوب تحيا بنور الله.
وقال الله جل جلاله: (ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شيء قدير) فصلت: 39.
وقال الله جل جلاله: (والله الذي أرسل الريح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور) فاطر: 9.
وإن من الناس من ينكر البعث فقالوا: (أيعدكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون، هيهات هيهات لما توعدون، إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين) المؤمنون: 35 .
فرد الله عليهم: (أو لم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يُحيي العظام وهي رميم قُل يُحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم) يس: 77 .
وقال جل جلاله: (كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون) البقرة: 283.
وقال الله جل جلاله: (ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين، قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون) الأعراف: 23 – 24.
وحظ العبد من اسم ربه: (المحيي جل جلاله والمُميت جل جلاله) أن يتخلق بطاعة الله ليحيي قلبه بنور الله، ويميت شهواته.
الحيُّ القيُّوم
جلّ جلالُهُ
الحيُّ جلّ جلالُهُ: ومعناه: الدائم الباقي الذي لا يموت، ولا تأخذه سنة ولا نوم لأن النوم يفقد الإدراك والإحساس والشعور فهو شبيه بالموت.
(القيُّوم جلّ جلالُهُ): ومعناه: انه القائم بنفسه على تدبير ملكه وخلقه، القائم على كل نفس بما كسبت، المستغني عن خلقه وهم إليه فقراء. فقال الله جلّ جلالُهُ: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم) البقرة 255. وقال الله جلّ جلالُهُ: (الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم) آل عمران 1.
وقال الله جلّ جلالُهُ: (وعنت الوجوه للحي القيوم) طه 111. وقال الله جلّ جلالُهُ: (وتوكل على الحي الذي لا يموت) الفرقان 58.
وقال الله جلّ جلالُهُ: (هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين) غافر 65.
فإذا تدبرت معاني هذه الآيات توكلت على الحي القيوم الذي عنت له الوجوه، وخضعت له الرقاب، وأخلصت له الدعاء.
وقال الله جلّ جلالُهُ: (وأنّ المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا) الجن 18.
وحظ العبد من اسم ربه الحيُّ جلّ جلالُهُ: أن يحصل على الشهادة لأن الشهداء أحياءٌ عند ربهم ويحيي الله قلبه بنور المعرفة ويحييه حياة طيبة. وحظه من اسم ربه (القيُّوم جلّ جلالُهُ): ان يستغني عمن سواه.
واعلم ان (الحيّ جلّ جلالُهُ، والقيُّوم جلّ جلالُهُ) اسمان عظيمان وهما ذكر لأهل الحضرة، وقد اوصى النبي صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة ان تقول صباحا ومساء يا حيُّ يا قيُّوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين.
الواجد
(جل جلاله)
الواجد جل جلاله: هو اسم من أسماء الله الحسنى التي وردت في حديث النبي صلى الله عليه وسلم. ومعناه: المالك لكل ما في الوجود، والقادر على كل موجود، ولا تخفى عليه خافية، وكل شيء تحت سمعه وبصره وهو الغني، له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى. وقد وردت في القرآن الكريم آيات دالة على أن الله لا يغيب عنه شيء ولا يفوته شيء، وهو قريب من كل شيء.
فقال الله جل جلاله: (ووجدك ضالا فهدى ووجدك عائلا فأغنى) (الضحى: 7 - 8).
وقال الله جل جلاله: (وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا) (المزمل: 20).
وقال الله جل جلاله: (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا) (آل عمران: 30). وقال الله جلال جلاله: (عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين) (سبأ: 3). وحظ العبد من اسم ربه (الواجد جل جلاله) أنه لا يغفل ولا يهمل عما يراه الله منه.