يعتبر الزواج علاقة بين الرجل والمرأة لا بد ان تقوم على بعض الأسس القويمة حتى يكتب لهذا الزواج النجاح، واهم هذه الأسس: الحب، والرعاية، والتضحية، والأيثار، والألتزام المتبادل. فوجود اي اثار من الأنانية وعدم الأحترام بين الزوجين بمثابة مؤشر مخيف لأنتهاء الزواج ان اجلا او عاجلا.
فرغم ان الكمال من الأشياء الخيالية في الزواج، الا انه لا بد من الاعتراف بحقيقة هامة، الا وهي انه لا بد من وجود بعض السمات والأسس القويمة التي تخلق زواجا ناجحا، فألانتماء والرعاية المتبادلة بين الزوج والزوجة تؤدي الى ازدهار العلاقة الزوجية، ونموها نموا سويا قوامه الحب والأيثار، والبعد عن الأنانية وحب الذات . فأذا وجدنا ان كل شريك يعمل جاهدا على تلبية الأحتياجات المادية والعاطفية للشريك الأخر، لوجدنا علاقة زوجية ناجحة بكل المقاييس؛ فالأنانية تؤثر سلبا على الزواج، كما انها تثقل كاهل العلاقة بالكثير من التوقعات التي غالبا ما تقوم على افتراضات غير منطقية، مما قد يؤدي الى الكثير من المشاكل الزوجية نتيجة الأنانية المفرطة لأحد الزوجين.
كيفية التغلب على الأنانية في الزواج : قد تكون الأنانية من اكثر السمات التي تمثل ضغطا على العلاقة الزوجية؛ فالأنانية اشارة الى وجود نوع من الفجوة والأهمال بين الزوجان، ولكن لا بد ان ندرك حقيقة هامة، وهي ان الزواج يمر دائما بمراحل من الصعود والهبوط لا بد ان يتكيف معها الزوجان، ولكن الأمر يختلف تماما اذا اصبح التجاهل والأهمال سمة اساسية في العلاقة الزوجية، في هذه الحالة قد يكون ذلك مؤشر على وجود الأنانية بشكل ملحوظ، وان الزواج معرض للأنهيار في اي لحظة من اللحظات. لذا اليكم كيفية التغلب على الأنانية بالسبل الأتية :
1- في البداية لا بد ان يدرك الزوجان حقيقة هامة، وهي ان القاتل الأول في معظم العلاقات الزوجية هو عدم التواصل بين الزوجين بشكل سليم، فعندما يكون الزوجان غير قادرين على التعرف على احتياجات بعضهم البعض، قد يؤدي هذا الى فتح الباب لدخول الغضب والأحباط الى الزواج، اذن فالمفتاح السحري لتسوية اي مشكلة زوجية هي المصارحة، حيث يتمكن كل طرف من التعبير عن نفسه وارائه بشكل فعال تجنبا لسوء الفهم .
2- الثقة المتبادلة بين الشريكان امر حيوي لزواج ناجح، فأذا شعر احد الزوجان بوجود طرف اناني في العلاقة لا بد ان يكون هناك نوع من الحل الوسط، فهناك حل غالبا ما يلجأ اليه الطرف المتضرر، وهو التجاهل او اثارة المشاكل، وفي الحالتين فالأستجابة خاطئة، انما الحل الأمثل لحالة الأنانية التي يشعر بها الشريك هي العطاء بقدر مناسب وثابت، حتى يشعر الطرف الأخر بالتعود على هذا المقدار، وبدون اثارة اي مشاكل يقوم الشريك بالأمتناع عن هذا العطاء لفترة من الوقت، يشعر خلالها الطرف الأناني بأنه افتقد شيئا من الشريك، وان ما كان يحصل عليه من الحبيب لم يكن شيئا مفروغا منه .
3- لا بد من اشعار الشريك الذي يتسم بالأنانية ان الزواج علاقة قائمة على العطاء المتبادل، سواء العطاء المادي او المعنوي، فبدون عطاء يصاب الزواج بالتجمد، وتصبح العلاقة بلا روح، فعادة الأنسان الأناني يشعر بأن عطاء الطرف الأخر هبة لن تنضب ابدا، فيتناسى انه يجب عليه رد هذا العطاء حتى يستطيع ان يأخذ مقدار اخر من العطاء، في هذه الحالة لا بد من اشعار الطرف الأناني ان العطاء قد يكون مشروطا بعطاء، وقد لا يشترط ان يكون بنفس القدر، ولكن يشترط تواجده ولو بقدر ضئيل حتى تدب الحياة مرة اخرى في الزواج .
4- تخلص الشريك من الأنانية شيء لا يحدث بين يوم وليلة، فهذا الأمر بمثابة تعديل سلوك، وقد يكون للأنانية جذور من ايام الطفولة، فأعتياد الشريك على حب الذات وتفضيلها قد يكون نتيجة تنشئة اجتماعية ومعاملة والدية خاطئة، جعلته لا يرى سوى ذاته واحتياجاته فقط، دون مراعاة احتياجات ومشاعر الأخرين مهما كان يكن لهم من مشاعر الحب، لذا لا بد ان ندرك ان المهمة قد تكون صعبة للغاية، ولا بد من الصبر والأرادة، والقدرة على التحمل، والوقوف بجانب الشريك الأناني قدر الأستطاعة، من خلال اشعاره بالعطاء وقيمته، ثم الحرمان منه لأشعاره بأهمية العطاء وتأثيره في النفس الأنسانية، سواء بالأخذ او العطاء؛ فالشخص الأناني قد يكون بمثابة المدمن على حب الذات واهتمام الاخرين؛ ولكي نستطيع مساندته لا بد من تعليمه كيفية العطاء الذي لم يعتاد عليه من خلال تقبل كل ما يستطيع تقديمه، سواء ماديا او معنويا بصدر رحب؛ فقد تكون هذه خطوة على طريق العطاء فلا يجب الأستهانة بها والحط من قدرها .
5- الشخص الأناني قد يعاني كثيرا من انانيته برغم شعور المحيطين عكس ذلك، فهو دائم الطلب، وغير قادر على العطاء بطريقة لاارادية؛ فهو يعلم جيدا انه قد يؤذي مشاعر الأخرين، فهو بحاجة الى المساعدة والتقبل، والتشجيع على العطاء، حيث يجب تشجيعه من خلال تفهم موقفه ودوافعه، ومحاولة بحثها معه لمحاولة تصحيح ارائه ومعتقداته، ولكن حذاري من اثارة المشاكل بشأن هذا الموضوع؛ فأستمرار عطاء الشريك، مع اللين في الحديث، ومحاولة كسب ثقة الشريك الأناني هي اكثر الطرق فاعلية في التغلب على الأنانية .