نقف اليوم في طول البلادوعرضها لنحيي ذكرى قيام ثورة 25 يناير الفتية ونترحم على شهدائنا الأبرار. لقد قدم هذا الشعب منذ 25 يناير الكثير من التضحيات، والعزيز من الدماء ثمناً لحريته ولكرامته، ومضى على طريق وعر ولكن بإصرار وثقة نحو مستقبل واعد أصبح على مرمى بصره واثق أنه سوف يصبح في متناول يده.
إن مرور عام على قيام الثورة يثير على الفور التساؤل عما تحقق و مالم يتحقق، والحق أن هناك انجازات تمثلت فى خروج رأس النظام وأعوانه الذين عاثوا فى الأرض فساداً وتجاهلوا حقوق الشعب وآماله كما تجاهلوا الأمة واستحقاقاتها، كما تأكدتالحقوق الأساسية للشعب فى حرية التعبير والرأى,وفى ممارسة الديمقراطية وجماعها حق الشعب فى أن يريد ..... وعزمه أن يحقق ما يريد.
ولقد شكل التوافق على تحديد إطار زمنى للفترة الأنتقالية الجارية خطوة أساسية نحو انتقال الحكم إلى سلطة وطنية منتخبة فى موعد غايته آخر يونيو القادم وربما أبكر، ونحو قيام الجمهورية المصرية الثانية.
أن المرحله الحالية تتطلب أكثر من أى وقت مضى، أن تتضافر جهودنا جميعاً لنتفق على كلمة سواء ونتجاوز الخلافات، لنحمي الثورة ونعمل معاً لتحقيق مطالبها وأهدافها، ونحافظ على أمن مصر وأمانها ووحدةمجتمعها، ورفاهية مواطنيها ومواطناتها ولنواصل المسيرة لاستكمال بناء المؤسسات الدستورية، واضعين نصب أعيننا المصلحة المصرية التى يجب ان تعلو فوق أى أعتبار.
إننى لعلى ثقة أن شعب مصر العظيم بروحه الوثابة وحبه لوطنه قادر على تخطى جميع العقبات والمصاعب مهما أستحكمت من أجل أرساء دعائم الحكم لتكون السيادةللشعب، وبحيث تصان كرامة الانسان وحقوقه، وتوظف طاقات الوطن وموارده لصالح أبنائه، وتستعيد مصر مكانتها بين الأمم.
ولا يسعنى فى هذه المناسبة إلا أن أتوجه إلى شهدائنا الذين سالت دماؤهم الزكية على تراب الوطن ليشقوا بها نهراً متدفقاً من الأمل، أحياء أنتم عند ربكم ترزقون، أعزاء أنتم في قلوب وعقول وضمائر الوطن وشعبه العظيم الذى لن يقبل إلا أن يجري النهر الذى أطلقتموه حتى يصل إلى منتهاه.
وفى الذكرى الأولى لقيام الثورة أطالب بالإلغاء الفورى لحالة الطوارئ، وكذلك الإفراج الفورى عن سجناء الرأى الذين اعتقلوا منذ 25 يناير وأن يعود المواطنين الى قاضيهم الطبيعى.
إننى أطالب، وقد إكتملت انتخابات مجلس الشعب، بتشكيل لجنة برلمانية لمتابعة التحقيقات فى أحداث مسرح البالون، وماسبيرو، وشارع محمد محمود، وشارع مجلس الشعب، وان يتم ذلك بالشفافية والسرعة اللازمة. كما أطالب بالإسراع بتلبية حقوق الشهداء، والمصابين وأسرهم،وبإطلاق أسماء الشهداء على الشوارع التى عاشوا أو إستشهدوا فيها تخليدالذكراهم بما يليق بما قدموه.
إن أمامنا عاماً جديداً على طريقة استكمال مسيرة الثورة تعلن فيه الجمهورية المصرية الثانية، ويتولى الحكم فيها رئيس منتخب يحكم بإسم الشعب حقيقة لاأفتراضاً، ويصاغ خلاله الدستوروتمكن مختلف سلطات الدولة ومؤسساتها وعلى رأسها البرلمان من المشاركة فى حكم البلاد كل بما يحدده له الدستور من موقع وسلطات، ثم أن أمامنا واجباً وعلينا مسئولية فى أن نعيد بناء مصر بتعبئة قوى البلاد، والتبنى الجماعى والواعى لاهداف الثورة ومطالب الوطن