بكل طوائف الشعب سنجتمع لنحيي الذكرى الأولى لثورة 25 يناير ولتأكيد استمرار الثورة وتأبين الشهداء ومواساة أسرهم الذين حتما سيكونون فى قلب الميدان.. يطوفون بدموع عيونهم كل شبر فيه عسى أن تصادف موضع أقدامهم مكانا مر عليه فقيدهم الغالى، أو يجلسون فى مكان حاول الاحتماء به من رصاصات الغدر.. أو يشعرون بروحه وشهيق أنفاسه الأخيرة.. أو يرون فى وجوه شباب الميدان شبها له فيفرحوا.. تعالوا نجعل هذا اليوم خالصا لوجه الله والشهيد والوطن.. نحيى ذكراه بتلاوة قرآن أو إقامة قداس، ونتبادل السلام بيننا بالأيدى والعيون أو حتى إيماءة رأس احتراما لشهداء الثورة.. ولنأخذ على أنفسنا عهدا بوقف التظاهرات والاعتصامات فى هذا اليوم الذى يترقبه العالم.. متوقعين سيناريوهات لأحداثه.. إما احتفال هادئ يسوده الحب والود والسلام، وإما فوضى تدخل البلاد في معركة جديدة تهدم ما تم إنجازه، واستغلال البلطجية والمتربصين بالثورة لهذا الحدث وإفساد البلاد. كنا نتمنى أن يأتى يوم 25 يناير ونحن فى أمن واستقرار وعمل وحب وسلام، وبلادنا فى عرس وفرح ابتهاجا بأبنائها الأحرار الأعزاء الكرام.. كلنا واحد لا يفرقنا خلاف أو رأى أو حزب، لا نفرق بين شهدائنا فكلهم مصريون سواء كانوا من شباب الثورة أو من الشرطة أو الجيش، نترك الخلاف حول من أخطأ ومن أصاب فكلهم ضحية.. الشباب ضحية فساد السلطة، والشرطة ضحية فهم سياسة خاطئة فاسدة تم تنشئتهم عليها فنسوا أنهم فى خدمة المواطنين لا خدمة النظام، والجيش ضحية لعبة حقيرة شوهت صورته الجميلة لدى الناس فاختلط علينا شريفهم وفاسدهم.. تعالوا ننسى فى هذا اليوم كل الإساءات والأخطاء احتراما لذكراه وذكرى شهدائه ووفاء لمصر القادمة من رحلة سفر طويلة شاقة غيبتها زمنا عن أبنائها. ولأن الثورة مستمرة، ليس على نظام بعينه بل على أى فساد أو تواطؤ أو تدخل أو تحايل على إرادة الشعب، فإن علينا أن نكتب كشف حساب لعام مر على الثورة نعرف أين نقف وكيف نسير.. نعمل قائمة نسرد فيها إنجازات الثورة، وأخرى سلبيات الثورة، وثالثة تجاوزات الثورة، ورابعة مطالب الثورة، وخامسة حقوق الشهداء.. حق أهليهم الذى فى رقبة الحكومة برعايتهم وتكريمهم، وحق دمائهم الطاهرة الذى فى رقبة القضاء المصرى بالقصاص العادل ممن قتلهم.. وسادسة وعاشرة حتى نصل إلى ما نريد بهدوء وحكمة، نتناقش بعقل متفتح مشكلاتنا، بعيدا عن الشطط والجنوح إلى مطالب قد تؤدى إلى كارثة.. وندرك أن تجمعنا يعطى فرصة لاندساس البلطجية بيننا، ولعلنا تعلمنا الدرس من الأحداث المؤلمة التى مرت بها البلاد طوال الفترة الماضية، والتدخل غير المسئول من البعض فى شئون تخص صميم استراتيجيات الدولة وهيبتها بحجة الثورة.. ما نتمناها وقفة سلمية منظمة للتذكير بأهداف الثورة، والتأكيد على أهمية استمرارها حتى نحقق ما قامت من أجله. لحظة: المفاجأة التى سيفجرها المشير فى خطاب أول انعقاد لمجلس الشعب يوم 23 يناير الحالى سيتحدد على أثرها مسار الثورة واحتفال الشعب بثورته..! [email protected] المزيد من مقالات على جاد